أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الرثاثة وجذورها في العراق















المزيد.....

الرثاثة وجذورها في العراق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

































( 1 ):اصدر الدكتور فارس كمال نظمي كتابه الجديد:

(الرثاثة في العراق : اطلال دولة .. رماد مجتمع ) وهي نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للاسلام السياسي – ط1 – 2015 – دار ميزوبوتاميا : لصاحبها الاعلامي والباحث والكاتب والصديق مازن لطيف .

يتضمن الكتاب مقالات وابحث لعدد من الدكاترة والاساتذة الباحثين واصحاب الاختصاص والمهتمين بموضوع الرثاثة في العراق والكتب تم بالتعاون مع الدكتور كاظم حبيب .

ماهي الرثاثة ؟

يكتب د .فارس كمال نظمي في مقدمة كتبه :
(.. والرثاثة هنا لايقصد بها عناصر الفقر او الحرمان الاقتصادي او التدهور المعيشي , بل هي مصطلح يعبر عن مناخ لا حضاري , منحط وفاسد ,اخترق الكينونة العراقية على المستويين المجتمعيس والدولتي , بتاثير منظومات القيم الرثة التي اشاعها التدين الزائف , نتيجة الحراك السوسيو سياسي ( اي الاجتماعي والسياسي – الكاتب )الذي اتاحه الاحتلال الامريكي 2003 م حينما اعاد بناء السلطة السياسية على نحو اتاح لاكثر الفئات الاجتماعية تخلفا ورجعية (الدين السياسي والعشيرة السياسية ) ان تمسك بمصير البلاد طاردة كل التراث العقلاني والجمالي والتنويري الذي كافح من اجله ملايين العراقيين على مدى اكثر من ثمانين عاما ).

والرثاثةهنا بحسب د .فارس كمال نظمي متعددة المباحث تشمل السياسةوالتاريخ والسوسيولوجيا والانثروبولوجيا والسيكولوجيا والادارة والطب والعمارة والبيئة والفن والادب والاعلام .

(2):

كتب د . كاظم حبيب في مقالة له في نفس الكتاب بعنوان :
(الاقتصاد السياسي للفئات الرثة الحاكمة في العراق )قام بشرح وتوضيح طبيعة الاقتصادوالمجتمع في العراق وسماته :
1 – سمة الاقتصاد الريعي .
2 – سمة الاقتصاد الاستهلاكي .
3 – سمة الاقتصاد الاستيرادي .
4 – سمة الاقتصاد التابع وغير المستقل .
5 – السمة الخامسة : تدهور البنية الطبقية.
6 – السمة السادسة: سمة علاقات الانتاج المتخلفة .
7- السمة السابعة :الفسادبانواعه .
8 – السمة الثامنة :الاستبداد السياسي والتخلف الاجتماعي .
ويؤكد الدكتور كاظم حبيب في مقالته على النمو المستمر لفئة البرجوازية الطفيلية والتي تعمل في قطاعات السمسرة العقارية والتجارة والمضارباتالمالية وتحتل مراكز مهمة في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .

وجزء آخر يعمل في قطاع المقاولات وجزء اخر يشرف على العقود النفطية وعقود التسليح وعلى اقتصاد النفط الخام وجزء اخر يعمل في التجارة الخارجية وجزء اخر يلتقي في طبيعة نشاطه بفئة الكومبرادور المرتبطة مباشرة بالشركات التجارية العالمية. وجزء اخر يمارس نشاطه المالي في المضاربات في سوق الاوراق المالية .

هذه الفئة لاتعتمدفي حياتها على رواتبها الحكومية وامتيازاتها , بل على السرقة واستنزاف اموال الدولة بطرق غير مشروعة , وغسيل الاموال وتهريبها الى خارج العراق .

يؤكد الدكتور فارس كمال نظمي في مقالته (اختراع الهوية الطائفية واستنسال الرثاثات :رسالة الى التيار العقلاني في العراق) بان اللحظة الحالية تشهد نهاية حقبة رثة تآكلت , وهي في الوقت ذاته بداية حقبة جديدة ستشهد موضوعيا نزع الشرعية عن مجمل العملية السياسية التي ادارت العراق منذ العام 2003 بتخطيط من الادارة الامريكية . فلا معنى لشرعية دستورية في ظل غياب الشرعية الوطنية المستمدة من الرضى المجتمعي العام عن اخلاقيةاداء السلطة . انها لحظة صراع دموية بين نمطين تسلطيين من الاسلام السياسي للهيمنة على بلد عريق في علمانيته الاجتماعية ونزعاته الجمالية , الاسلام السياسي في الداخل بشقيه السني والشيعي ,والاسلام السياسي الخارجي مثل داعش والقاعدة . دون ان يعني ذلك تجاهلا لوجود عناصر اخرى عشائرية او مدنية اسهمت بشكل محدود في هذا الصرا ع السياسي الذي اتخذ طابعا ثيولوجيا (الهيا )كاسحا في محصلته النهائية .

( 3 ) : وجهة نظر كاتب المقال :

ان الرثاثة السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية تم انتاجها عبر عقود طويلة من تاريخ الدولة العراقية الحديثة بعد الاحتلال البريطاني للعراق . لقد قامت الحياة السياسية والحزبية في العراق منذ العهد الملكي وحتى سفوط الدولةالقومية في نيسان 2003 على انتاج الرثاثة السياسية –الحزبية القائمة على رفض الاخر واستبعاده وقتله وتصفيته جسديا ورمزيا وفكريا ,وتراجع التيار الليبرالي وسيطرة المؤسسة العسكرية والامنية على الحكم في العراق .

ان الايديولجيا الحزبية قد اعاقت التطور والتراكم الطبيعي للتطور في العمل السياسي والعمل الفكري والمعرفي والثقافي نحو انتاج فكر رثاثة سياسية تستند الى المنقول والمترجم وبمرجيات خارجية وليس الى اسس سوسيولوجية وانثروبولوجية نابعة من الواقع العراقي .

ان بداية تكريس مجتمع الرثاثة في العراق جاء عن طريق الزعيم عبدالكريم قاسم والذي اصدر قانون الاصلاح الزراعي بعجالة شديدة , والقانون وان كان في صالح الفلاحين , الا انه لم ياتي نتيجة دراسة متانية قام بها المختصون والعلماء . لذا قام الاقطاع بالتحالف مع المرجعيات الدينية بتقويض قانون الاصلاح الزراعي ونتج عن هذا الصراع هروب الفلاحين الى المدن الكبرى مثل بغداد .

وبسبب عدم استشارةعبدالكريم قاسم لاساتذة الجامعات والعلماء المختصين في السوسيولوجيا والعمارة البغدادية , لم يقم باعادة الفلاحين الى اراضيهم وحل مسلة الارض الزراعية , ولا قام باستشارة الخبراء في طريقة دمجهم بالمجتمع ابغدادي , بل قام بتوزيع الاراضي وبناء الدور السكنية وتوزيعها عليهم. حيث اصبحت هذه المناطق حاضنة للبيئة العشائرية – الريفية وعملت على ترييف بغداد وتغيير الطابع الديموغرافي والحضاري والثقافي لسكان مدينة بغداد .وبدات هذه الحاضنات بالتنسال واجتثاث الطابع الحضاري المديني لبغداد , حيث تحولت بغداد الى مجموعة عشوائية سكنية ومكب للنفايات .وهي تعبير عن ثقافة الرثاثة للطبقة الحاكمة في العراق اليوم .

لقد اضمحلت جميع مظاهر الحياة المدنية في بغداد , حيث التجاوز على املاك الدولة والمواطنين والتوزيع العشوائي للاراضي والبناء الافقي للمدن العراقية بدون ضوابط للبناء .واختفت دور العرض السينمائية والمسرحية والبارات والديسكوات والكباريهات . كما اختفت المناطق الترفيهية والسياحية في بغداد مثل كورنيش ابي نؤاس وكورنيش الاعظمية وكورنيش المسبح .

واختفت معها الرومانسية والاسترخاء من المواطن العراقي لتحل العصبية والشد العصبي والعنف مكانهما .
تقوم ثقافة الرثاثة على ثقافة النسق والقطيع والعداء للاخر ولدولة المواطنة والعداء لكل ماهو جميل .من هنا تم تحجيب كل مظاهر بغدادالحضاريةوالثقافية وتاطيرها بالحواجز الكونكريتية والسيطرات العسكرية .وقامت الفئات الرثة الطفيلية باستبعاد المراة من الحياة السياسية والعامة وتحجيبها وفرض توع خاص من الملابس عليها .

ان النتيجة الحتمية لمجتمع الرثاثة هوانعدام الشعور بالمسؤولية وانعدام النقد الذاتي وعدم محاسبة الفاسدين , وعدم تقديمهم الى المحاكم . ويتم تكريم الفاسدين باحالتهم الى التقاعد او الى مناصب اخرى .

ولازال مسلسل الرثاثة مستمرا لى هذه اللحظة ..

انتظرونا في مقالات قادمة عن الرثاثة !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني
- الاصول الشرعية لسرقة المال العام
- الاحتجاجات الشعبية بين الذكورية المفرطة والطواطم المقدسة
- في نقد الخطاب الديني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الرثاثة وجذورها في العراق