أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الملاحظ - حتى لا نوغل في التيه















المزيد.....

حتى لا نوغل في التيه


وليد الملاحظ

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى لانوغل في التيه

نشر تيار " البديل الجذري المغربي" بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسه، مقالا بالعدد:4925 من " الحوار المتمدن"، رابطا من خلاله إعلان وجوده بانبثاق فكرة تنظيم الماركسيين اللينينين المغاربة؛ قافزا بذلك على مايناهز نصف قرن من التضحيات والنضال في سبيل تحقيقها.
بل إنه قد اعتبر نفسه الوحيد الذي يمثل« التعبير المتقدم في الشارع السياسي المغربي...» و« المعبر عن المصلحة الحقيقية للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين».
وتماديا في نفس النرجسية اعتبرجل إن لم نقل كل منتقديه مجرد حملة إعلامية مسعورة لا يستحقون من قبله إلا أقدح النعوثات.
إلا انه وما للنقد، في نظرنا، من أهمية في تقويم الممارسة النضالية وتصويب للمنزلقات النظرية، وكذلك انطلاقا من كون الفكر الماركسي فكرا نقديا بامتياز؛ نرى بأنه من حق المناضلين، بل من واجبهم تقديم النقد لبعضهم البعض، في الإطار الرفاقي طبعا، حتى يتسنى لنا خلق ممارسة حقيقية تستند إلى فهم صحيح لنظرية التغيير التي نصبو جميعا إلى الإسترشاد بها على طريق الإنعتاق من الإستغلال.
وانسجاما مع ذلك نود إبداء بعض الملاحظات وطرح بعض التساؤلات والتي نجملها في النقط التالية:
1- يعلن "التيار"، بعد مرور سنتين على وجوده بأن تاسيسه جاء لأجل إنجاز « المهمةالتاريخية»- وليس المساهمة فقط- في « بناء الأداة السياسية الثورية للطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين» و يحدد هؤلاء الأخرين في « الفلاحين الفقراء وعموم الكادحين» مما يوقع " التيار" في منزلق نظري يخالف صراحة النظرية الماركسية التي تنص على الإستقلالية السياسية والإديولوجية والتنظيمية للطبقة العاملة. إلا إذا كان رفاقنا قد بلغ بهم التيه إلى القول بوحدة الطبقات، والذي يستلزم بالضرورة وحدة التنظيم لكل من العامل والفلاح والكادح بصيغته العامة؛ دون أن يفوتنا بأن نفس النظرة تحكم تصور حزب " النهج الديمقراطي" الذي ننعثه بالتحريفية بل والإصلاحية.
2- يعتبر " التيار" أن الإنتقادات الموجهة إليه لاتعدو كونها تدخل في خانة التشويهات، وعلى أنها « شكلت عقبة حالت دون التمترس الفكري السليم للشباب الثوري والمتعاطف وصاحب الميول للنظرية العلمية» بل إنها « قدمت خدمة جليلة للقوى الإنتهازية ولأحزاب النظام من أجل استقطاب المترددين واليائسين».
لعله لم يخطر ببال رفاقنا بأن التكوين النظري الصحيح والتربية الحقيقية على المبادىء الماركسية اللينينية هما الضمانة والسبيل الأنجع لتحصين هؤلاء الشباب حتى لاينجروا لخندق النقيض؛ وقبل ذلك ألايجب أن يوجد التنظيم أو على الأقل- كما هو الشأن في حالتنا- أن تتوفر كوادر لها اطلاع جيد على هذه النظرية حتى يتسنى لها القيام بهذه المهمة؟!
أو ربما فاتهم بان " لينين" ورفاقه وفي ظل عواصف قوية من الصراع ضد الأصدقاء قبل الأعداء ومواجات النقد من كل الإتجاهات، قد استطاعوا تحصين التنظيم، بل وتوسيعه جغرافيا وعدديا لما يناهز ربع مليون مناضل ومناضلة في ظرف زمني لايتجاوز عدة شهور؛ وذلك بالعمل الدؤوب المرتكز على المبادىء والتعاليم الماركسية.
ولاعجب إن كان منطق التباكي سيقود رفاقنا في " التيار" إلى التوصل لرؤية عجيبة مفادها عدم طليعية التنظيم الذي يضم في صفوفه الإنتهازيين!! دون ان يفيدوننا أو يكشفوا لنا عن سر يقينيتهم تلك؛ فالمعروف هو أن ذلك مرهون بمدى سدادة الخط السياسي والإديولوجي وكذا الصلابة التنظيمية هو ما يشكل سلاحا فعالا لعزل وتصفية هاته العناصر المندسة، وهو مايحيلنا مرة أخرى للتوجيه السابق لمعلمي الطبقة العاملة حول ضرورة استقلالية تنظيمها عن باقي الطبقات، كتنظيم طليعي ومؤهل لوحده على التصدي بحزم لهذه الآفة.
بل إن المؤكد حول انتعاش الإنتهازية، وربما هيمنتها على التنظيم وبالتالي نزع صفة الطليعية عنه، هو تعدد الطبقات وشرائح الطبقات المنتظمة داخله.
3- وبالعودة إلى النقطة التي تمت الإشارة إليها في البداية، والمتمثلة في الضبابية التي تلف الفهم النظري لرفاقنا في " التيار" وانعكاسها باتالي على تصورهم لشكل التغيير المطلوب، حيث اكتفوابترديد لمقولة« الثورة الوطنية الدمقراطية الشعبية» المطروحة منذ سبعينيات القرن الماضي، وبالأخص من قبل منظمة " إلى الأمام"، دون تدقيق أو استقراء لشروط تلك المرحلة حيث التاثير الماوي واضحا، ودون الأخذ بعين الإعتبار للتغيرات التي طالت التشكيلة الإجتماعية طيلة الخمسة والأربعون سنة الماضية، بل إن رفاقنا اكتفوا بإضافة عبارة « ذات الأفق الإشتراكي » - والتي بالمناسبة نجدها في أدبيات حزب النهج الديمقراطي – معتبرين بان كل شيء قد تمت الإجابة عنه منذ السبعينات، مايدفعنا للتساؤل عن موقع المجموعات المشكلة حاليا؟ أفلا يعتبر ذلك خلاصة لغياب الأجوبة عن الإشكالات الحاصلة؟
فإذا كان مفهوم الثورة الوطنية يعني تحالف الجميع في الصراع ضد الأمبريالية، أن يقود ذلك إلى إعفاء البروليتاريا من خوض الصراع وبالتوازي مع الرأسمال المحلي؟ أم أن هذا الأخير لايمارس الإستغلال وبالتالي يجب مهادنته؟ وحتى إن سلمنا جدلا بعدم خلق عدة جبهات في نفس الوقت أمام البروليتاريا، فإنه في مرحلة الرأسمالية الماليةلايمكن الحديث عن برجوازية وطنية مادامت الأمبريالية قد عمت كل مناطق العالم، وبالتالي لا يمكن فصل برجوازية الدول التابعة عنها.
وإذا كان مفهوم الثورة الديمقراطية - الديمقراطية البرجوازية – مما يعني قيادة هذه الأخيرة للثورة، خصوصا مع عدم توفر الطبقة العاملة على أداتها الثورية، فما الضامن للمرور نحو الإشتراكية؟ فهل سنكتفي بمبرر محاربة الرجعية أولا أم سنعتمد على حسن النوايا تجاه برجوازيتنا " الوطنية " لتتخلى عن السلطة لصالح الطبقة العاملة؟ أم انها وارتباطا مع مصالحها ستقوم بسحقها والتحول إلى رجعية جديدة؟ أم سنكتفي بإضافة صيغة " الشعبية " حتى ننزع عن ثورتنا طابعها البرجوازي؟ وما الضمانة بان لايقود كل ذلك وفي أحسن الحوال إلى خلق نموذج شعبوي لن يعمل إلا على الإيهام بتلطيف وتجميل الإستغلال ولن يفضي في آخر المطاف إلا إلى انتصار الثورة المضادة؟
لناتي إلى التخريجة المخادعة « ذات الأفق الإشتراكي »- والتي يقول بها حزب النهج الديمقراطي أيضا- لنتسائل إذا كانت هذه الطبقات وشرائح الطبقات المشاركة في قيادة هذه الثورة لها نفس الرغبة في إقامة الإشتراكية كنظام اجتماعي؟ ام أن التنظيم المستقل للطبقة العاملة هو وحده الكفيل بقيادة كل المشاركين في هذه الثورة نحو الإشتراكية كخطوة أولى باتجاه المجتمع الشيوعي حيث تنتفي كل الطبقات؟
لقد كان دافعكم لضرورة تاسيس " التيار " يرتكز على معطيات تاريخية متمثلة أساسا في التحركات التي تفجرت عبر خريطة ما يسمى بالعالم العربي، مع العلم ان تلك العوامل لم تكن كافية لتحديد تلك الضرورة، والشيء الذي لم تعلنوا عنه هو رغبتكم في إضافة رقم آخر للمجموعات المشكلة داخل المغرب، على أساس الإسنثمار للطاقات المتخرجة من الحركة الطلابية، أي نفس المنطق الذي تحكم في تشكل باقي المجموعات.
ماعلينا، وبعد إعلانكم عن أنفسكم وخوضكم لمسار الصراع بهدف إثبات الذات أعتبرتم بان مهمات المرحلة تتلخص في:
- مواجهة القوى الإنتهازية.
- الإنخراط في الإطارات الجماهيرية.
- إنتاج وسائل للعمل والتواصل.
بينما في الحقيقة يمكن تفعيل هذه النقط من دون طرحها في برنامج على اعتبار أنها تندرج في مسار الممارسة اليومية.
4- عندما نتحدث عن قدراتنا في الفعل والممارسة الميدانية كنا نبالغ ونضخم ذواتنا، دون وضع هذه الأوهام على المحك، أو أن تقوم كل المجموعات بوقفة حقيقية لتقييم تجاربها، خصوصا وان محطة 20 فبراير قد ابانت بالملموس عن عجزنا على اختراق الجماهير فبالأحرى تأطير العمال، ومن لم يعترف بهذه الحقيقة لايمكنه أن يكون ماركسيا لينينيا.
ولذلك نقترح أن تصب انشغالاتنا في البحث عن الصيغ الكفيلة لخلق أرضية لكل المجموعات التي تتحدث بإسم الماركسية اللينينية، وأن نشتغل جميعا على النقط المتفق حولها، ونفسح المجال للنقاش الديمقراطي حول النقط العالقة؛ وان نعمل على خلق شروط تحيين الفكر الماركسي اللينيني لكي نستطيع توسيع قاعدة التداول النظري من أجل إفراز كوادر قادرة على نشر هذا الفكر داخل الشبيبة المغربية وخصوصا في صفوف الطبقة العاملة بموازاة مع مهمة دراسة التركيبة الطبقية بالمغرب، لكي نتمكن من رسم المسار الحقيقي للتغيير المنشود.

وليد الملاحظ
09/11/2015



#وليد_الملاحظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الملاحظ - حتى لا نوغل في التيه