مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 13:58
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لعل عنوان المقالة غريب بعض الشئ’لكن مافي داخله من معاني (حسب رأيي المتواضع)يؤكد مصداقيته الى حد بعيد’حيث ان التدخل الروسي المباشر في سوريا’وتشكيله تحالف استخباراتي مع ايران والعراق وسوريا,ومشاركة قوته الجوية الضاربة,ومستشاريه العسكريين في توجيه ضربات ماحقة الى قواعد داعش(ويقال انه يستهدف حتى المعارضة المعتدلة)بل’والتصريحات التي صدرت من بعض القيادات الروسية’بأنها ستقظي على داعش خلال فترة لاتزيد عن ثلاثة اشهر’كل تلك العوامل وضعت الجانب الامريكي على المحك’وفي زاوية حرجة’حيث ان المنافسة الروسية يمكن ان تحرق معظم اوراقه وتكشف مماطلته ومتاجرته بأرواح العراقيين والسوريين’من اجل تنفيذمخططات ستراتيجية مهمة’وتحقيق مكاسب مادية من خلال بيع الاسلحة,والخبرة العسكرية واعادة اعمارماتدمره الحروب’اضافة الى ضمان اخراج تلك الدول من معادلة العداء لاسرائيل أوتشكيل تهديد مستقبلي لها.
لقد لعب الروس بطريقة ذكية’وتدخلوا في الوقت المناسب’الذي سيتيح لهم بالتأكيد الحصول على حصة ’كبيرة من الكعكة الشرق اوسطية الدسمة’بعد ان تأكد لهم من خلال ماكان يحدث على الارض’بصراعات الاخوة الاعداء’ان حكام’بل وشعوب العراق وسوريا’هم من التخلف والعدوانية وكره الذات بحيث لم يعودوا يستحقون اي احترام او صون لكرامتهم البشرية’فهم لم يكفواعن الاقتتال فيما بينهم’تاركين وطنهم سلعة يتنافس,ويتساوم عليها الطامعون.لم يبقى امام الامريكان الا التعامل بجدية مع الموقف ومسابقة النفوذ الروسي’وابعاده عن الشأن العراقي’بعد ان ارتفعت الاصوات داخل العراق من اجل الاستعانة بالروس في تحرير الارض العراقية المغتصبة’خصوصا ان القوات العسكرية,النظامية والحشد الشعبي’معها ثبت انهم غيرقادرين على تحقيق اي نصر,أو حتى تجنب هزيمة شنيعة,كالتي حدثت يوم 10 حزيران(يونيو)2014 بدون دعم جوي دولي’ومخابراتي’وخبراء حربيين.
لذلك فقد بادر الامريكان الى التعامل مع الموقف بجدية اكبر’بعد ان اجبرهم الروس على التسابق’من اجل فرض وجود مستقبلي
على الارض’فقاموابدعم قوات البيشمركة بكل قوة وشاركوهم عملية اقتحام ناجحة لسنجار,وتمكنوا صباح يوم 13 ت2(نوفمبر) من السيطرة التامة على تلك البلدة الاستراتيجية الهامة.
’اضافة الى الانباء الواردة من الانبار’والتي تتحدث عن دفع قوات اخرة لاقتحامها’بعد ان تمكنت من فرض حصار شامل حولها’وتوقع تحريرها خلال وقت قريب’وفي طريق محاصرة الموصل بعد قطع كل طرق الامدادات عن داعش.
فلا ادري هل نهنئ الروس ام الامريكان’أم نعزي انفسنا على هذا الذل والهوان الذي وضعنا انفسنا فيه بعد ان سقطنا في فخ الطائفية والاثنية’وكرهنا بعضنا وقاتلنا انفسنا’ثم طلبنا النجدة من اعدائنا!
©
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟