|
السقوط المبين للإخوان المسلمين
محمد شحات ديسطى
الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كشفت ندوة الاثنين الماضى بنقابة الصحفيين المصرية النقاب عن الوجه الحقيقى للإخوان المسلمين حيث كان موضوع الندوة بدعوة من صالون إحسان عبد القدوس موضوعها ( الإسلام هو الحل ) وكان اللقاء يديره الصحفى اللامع ضياء رشوان المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية وكلا من محمد عبد القدوس والدكتور عصام العريان عن الأخوان المسلمين والمهندس محمد مرعى عن حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوي وكانت رغبة منظمى الندوة على ما يبدو مساعدة تيار الإخوان على طرح أفكاره وآراؤه فى إطار من الحرية . كانت المداخلات تدور عن تخوف البعض من هذا الشعار إلا أن معظم المداخلات كانت للإخوان حيث أنهم يمثلون معظم الحاضرين … حيث بشرونا بقدومهم وأنه لا تناقض إطلاقاً بين دعوتهم وشعارهم وبين المجتمع المدنى …. بل أشعرونا بأننا كنا الخاسرين دوماً لأننا لم نعطهم الفرصة لإثبات وجهة نظرهم …. فكل ما نحن فيه من فساد واستبداد وعنصرية محصلة طبيعية لعدم تطبيق الشعار السحرى ( الإسلام هو الحل ) وأنه لا تناقض إطلاقا بين حق المواطنة والديمقراطية والتعددية السياسية والحرية وتداول السلطة واحترام وجهة النظر المخالفة فكل ذلك يكفله الشعار السحرى ……… فإذا كنتم تتغنون بالديمقراطية فتاريخ الإسلام ملئ بالشورى ……. وأما عن الوسطية والاعتدال فنحن أمة وسطاً …….. وأما عن التطرف فنحن غير مسئولين عن الجماعات الإسلامية المتطرفة ….. وأما عن طابع السرية الذى يغلف عمل الجماعة فالجماعة محاربة دوماً من السلطات …... أما حق المرأة فلها حق الإمامة دون الإمامة الكبرى …… أما الأقباط فهم مواطنين شانهم شأن المسلمين لهم مالنا وعليهم ما علينا ……وجملة الحقوق الإنسانية كفلها الإسلام للمسلمين وغيرهم …. واحداً تلو الآخر يتغنى بالتجارب الإسلامية …… فتجربة الجزائر سببها اغتصاب السلطة وعدم إعطاء الفرصة للإسلاميين … والتجربة المثلى هى تجربة طالبان …. هكذا قال أحد الحاضرين فى مداخلته … ونظراً لكثرة المتحدثين رأت المنصة أن تكتفي بهذا القدر من المداخلات لاستكمال باقى محاور الندوة …… وهنا تدخل الدكتور عبد المحسن حمودة معترضاً لأنه قادم من الإسكندرية خصيصاً لهذه الندوة كما أنه طلب الكلمة من وقت مبكر ولم تعطه المنصة الكلمة التى هى فى الواقع ثلاث دقائق لكل متحدث…… إلا أنه نظراً لثورته ومطالبته لحقه فى الكلمة تم إعطاؤه الفرصة والتى اعتبرها الإخوان قسمة ضيزى وتفرقة فى المعاملة ……. وقد بدأها ثائراً على اعتبار أن الندوة بمثابة دعاية فجة وترويج لشعار الإسلام هو الحل وبعصبيته المعتادة أعتبر أن ذلك الشعار ( كلام فارغ ) وهنا وقعت الواقعة …… وضجت القاعة بالصراخ وخاصة تيار الإخوان حيث اتهموا المنصة بإهانة الدين بسبب وجود هذا الشخص بينهم وهو يهين الدين الاسلامى….. وهنا حاول الأستاذ ضياء رشوان السيطرة على القاعة وطالب من الدكتور عبد المحسن حمودة بضبط ألفاظه وكلماته وما كان منه تحت ضغط الصراخ إلا أن خرج من القاعة … وهنا سقطت ورقة التوت حيث أثبتت زيف الادعاءات التى يرددونها من بداية الندوة عن الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام الآخر …….. وجاء الرد مزلزلاً على لسان الأستاذ ضياء رشوان حيث قال للحاضرين علينا أن نعذر الرجل الذى جاء من الإسكندرية ولم يتكلم طوال المداخلات وأعطى الفرصة كاملة ولم يعترض على أحد المتحدثين رغم اعتراضه فكرياً وأيدلوجيا مع موضوع الندوة وعندما تكلم الرجل لم يعط الفرصة الحقيقية لإظهار رأيه المخالف فأين هى الحرية التى تبشرون بها…… أين الضمانات التى تتاح لصاحب الرأى المخالف فى حالة وصول الصوت الاسلامى للحكم…. أليس الآخرين عندهم كامل الحق من تخوفه منكم لحدوث ردة عن كل هذه الأفكار بعد الوصول للحكم . الملاحظ من هذا الموقف الكاشف أن المفاهيم الديمقراطية ليست مبدئية لدى الإخوان بينما هى وسيلة للوصول للحكم ثم ما يلبثون أن ينقلبوا عليها ….لأن أدبياتهم تنص على أن الأصل أن لا يشاركوا فى أى حكومة لا تحكم بما أنزل الله ألا انه إذا وجدت ضرورة فالضرورات تبيح المحظورات. فهذه السقطة ( تجريم الرأى المخالف ) واعتبار (الاختلاف حول الشعار هو إهانة للدين ) هى سقطة بكل المقاييس …..هى السقوط المبين والمهين للإخوان المسلمين . فكما قنا من قبل نحن نرحب بكل التيارات والفئات أن تمثل وأن يكون لها وجود علنى وشرعى على قاعدة من الديمقراطية …قاعدة تحكمها الحرية وتداول السلطة ومحاربة الفساد ….. دون احتكار لرأى أو لدين فكلنا مسلمين دون تمييز… كما أن هذا الشعار المطروح هو شعار مطاط غير واضح المعالم لا يحمل برنامجاً عملياً يدعمه … بل هو شعار يصلح لكل زمان ومكان ولكل المقاييس والمعايير بمعنى أدق هو شعار All size فهو الحل لجميع المشاكل بصفة مطلقة وبدون آليات للتطبيق . محمد شحات ديسطى
#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوعى المفقود
المزيد.....
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|