نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا

محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 20:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بالأمس القريب ..اهتزت ساكنة فاس على وقع اعتداء وقع بين 5 شباب من مدينة فاس و3 سائحين ألمان ..وقع هذا الإعتداء ليس ببعيد عن مقر سكني في الدقائق الأخيرة من يوم الجمعة... وأسفر عن جرح سائحين بجروح بليغة على مستوى الوجه والكاحل ..
الجناة الذين كانو في وضعية سكر أقدمو على سرقة ساعة أحد السائحين ..الأمر الذي أجج غظب السائحين الآخرين ومهد لنشوء صراع حاد بين الفئتين ..مما استنفر جهود المارة الذين حاولو إيقاف جموح الجناة وكبح قواهم وتكبيلهم إلى حين مجيء قوات الأمن الذي استغرق وصولهم إلى مكان الحادث حوالي ساعة !!! ...كما استغرق زمن وصول سيارة الإسعاف لإنقاذ السائحين الملطخين بالدماء حوالي الساعة كذالك !!!
تم إلقاء القبض على 2 جناة من أصل 5 جناة الذين فرو إثر محاولة بعض الدكاكين الإمساك بهم وما تبقى فهو رهن البحث والتفتيش ...
كل هذا يقع في وضح النهار وعلى مرآى الجميع والناس في ذهول وهلع تام ..إنه زمن السيبة ..افعل ماشئت ..فلا رقيب ولا حسيب والغلبة للأقوى والظالم ينفذ من ثقب الإبرة ولا يصيبه مكروه.. والمظلوم يتأوه ويشكو ويصيح ولا يسمعه أحد ..
ماذا ننتظر من العدالة أن تحكم في حق هؤلاء المجرمين ؟ وما هو الجدوى من العقاب أن لم يردع ولم يزجر !!
مثل هاته الجرائم غالبا ما تقع في مدينتنا العتيقة ولكن ما جدوى الإجراء ات المتخذة أمنيا ولوجيستكيا للحد منها !!
ليس هناك شيء يذكر ولا مجهود يعترف به !! فقط سياسات جوفاء كالمعهود ...وقوانين على الورق كالمسبوق ..وإدارات مرتشية يغلب عليها طابع المصلحة والمال والزبوبنة ..ويصدأ فيها وازع الدين والضمير ..وتعلوها الأنانية والبراغماتية وحب الباطل والتستر على المعارف والتوريط للأعداء بغير وجه حق ولا عدالة ولا مساواة ولا إنصاف..
لقد جئتم يا أصحاب القرار من قبل بما أسميتموه بترشيد الإستغلال ...وزعمتم أن ذلك يكبح الجريمة ويحد منها ..فبالله عليكم كيف يصير ذلك يا أصحاب العقول !!!!
كيف بمن تتبث في حقه الجريمة أن يصرح ويفرج عنه بشرط دفع غرامة مالية للمحكمة ...إنه تنازل عن الحكم لصالح خزينة الدولة ...وإعمار لصالح الدولة بتخريب مجتمعها ...فمن تعود رفع الحرج بدفع المال لا يستطيع ردع نفسه من الإتيان بحرج آخر وجرم آخر أشد وأنكى من الذي قبله ...
وبعد ذلك أخرجتم بدائل للعقوبات السالبة للحرية وزعمتم أن ذلك سيرحم المجرم الظالم وذلك حق لا ينكر ...ولكن ما تعويض المظلوم والمقتول ومن سرق منه ...وما حضه من هاته البدائل !! أم أنها فقط تشمل الجاني وتحابيه كأنه هو صاحب الحق !!

#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات