|
اليوسفية .. المغرب
نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:20
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
وقائع وقفة احتجاجية ليس أرضا ولا جبالا وماء وطني الحب ليس في الحب حقد بهذا الكلام نسج الشاعر سعيد عقل عشقه لوطنه ، وبمثل هذه المحبة أو أكثر كثيرا ضفر المحتجون يوم 16-09-2005 شعاراتهم : ــ ضد الإقصاء الاجتماعي للشباب المعطل ، والفراغ بالمنطقة.. ــ ضد الطريقة الانتقائية التي تعامل بها المخزن مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. ــ ضد الفساد الإداري وإهدار المال العام والتسيب... ــ من اجل مستشفى محلي مستقل ومتعدد الاختصاصات وقسم مستعجلات.. ــ من اجل مؤسسات تعليمية تتسع لأبنائنا .. ــ من اجل بيئة سليمة تحفظ سلامتنا .. وكتحليل لجدلية الفوضى والنظام التي تتحكم في تطور المجتمعات، نرى أن تكريس الخيارات الديمقراطية في أي مجتمع تقتضي العمل من اجل إلغاء كافة أشكال الهيمنة والحيف والاحتقار عن الطبقات الشعبية ، وتحريرها من جميع أنواع التسلط والظلم والقهر ، وهذه في الباطن شعارات تشكل تيمة ممارسات الجهاز ألمخزني المناهضة للتغيير و دمقرطة المؤسسات ، لأن مظاهر الخلق والإبداع في الفنون والعلوم والحرف و المهارات لا تتطور تحت ظلال الفقر و الخوف والقمع والاستفزاز والترهيب و الرقابة ، وليست شعارات جوفاء يرددها ( محترفو الجملة الثورية ) على حد تعبير لينين كي يخدعوا أنفسهم ، أو تشدقا بالحريات المزعومة وديمقراطية الواجهة ، أو ديمقراطية الواجب كما يحلو للبعض أن يصفها بطريقة اشتقاقية تدعو للضحك والسخرية ، قاصدين بذلك واجبا تهم تجاه جيوبهم ، لأنه لا توجد هناك ديمقراطيات متعددة ومتنوعة ، واحدة للواجب وأخرى للإخلال بالواجب و ديمقراطية للعاقل وأخرى لغير العاقل و بها يختلس المال العام ، وتطبخ الملفات ، ويقاضى المختلون عقليا والحمقى والمعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في هذا البلد الأمين . ذلك أنه حيث ما وجدت هناك فئات مخلصة صالحة وأمينة ومناضلة تسعى للتضحية من اجل الوطن وتقدمه ، توجد فئات طاعنة في المهانة والوضاعة و الخزي والمذلة ، تسرق وتزور وترتزق بأموال الشعب وتتصرف وكأنها في ضيعات إقطاعية ، لاعتقاد تقليدي خاطيء وراسخ في لا وعي هذه النخب يؤكد بأن الصراع بين الطبقات هو رهان لتقاطع المصالح ، ويختزل الدولة في كونها آلية تمارس بواسطتها الطبقات السائدة دكتاتوريتها على الطبقات المسودة ، كما يحيل الإنسان إلى ذئب يفترس أخاه الإنسان ، ولو حصل شيء من هذا في دولة تحترم نفسها و مواطنيها لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولعد هذا التصرف مساسا بأمن الدولة الداخلي ، و لحوكم مقترفوها بتهمة الخيانة العظمى بحق الوطن ، لكن هنا والآن فهذا السلوك السيكوباثي أضحى أمرا مألوفا وعاديا ومدعاة للتباهي والزهو والفخر ، في حين يعد الاحتجاج ضده عصيانا مدنيا وتهمة سياسية تزج بأصحابها في مواقف درامية ومتاهات لا تحمد عقباها .. و نسمع هنا وهنالك نتفا تفيد بان ساعة الحسابات قد دقت في العديد من الحواضر المغربية مطيحة بالعديد من الرؤوس و رموز الفساد الإداري والمالي ، كانوا إلى يوم أمس يعتقدون أنهم فوق القانون ، مرفوعي الهامات متجبرين متباهين مغرورين ومعتدين بأنفسهم وجاههم ومناصبهم وأوسمتهم وبما سرقت أيديهم ، يصولون ويجولون ويتوعدون ويمتصون دم الوطن ، وهكذا سمعنا عن عمال و مسئولين أمنيين وعمداء شرطة وحراس امن ودرك وجمارك ومستشارين وموظفين جماعيين وبرلمانيين وقضاة ورؤساء مصالح ووكالات مصرفية وخيريات ، جرت رياح الزمان بما لا تشتهي سفنهم ، فسقطوا كشاليهات شاطيء الداهومي و أقامات مراكش العشوائية ، و سيقوا كالخراف مكبلين بالأصفاد ، مبهدلين ، وقد أصابتهم الهستيريا ونوع من السعار فأغمي على البعض وانهار آخرون نتيجة ارتفاع ضغطهم ، لان خبز هذا الوطن عصي عن الهضم ، وملحه تستقر في الركبتين على رأي المثل الدارج.. ونحن بدورنا في اليوسفية نناشد السادة المسؤولين ومباحث حماية الأموال العامة ضبط ساعة المحاسبة على التوقيت المحلي ، دعوة باتت ملحة تدعو لها ( لجنة تخليق الحياة العامة ) ، نظرا للوضع المتدهور الذي تشهده المدينة ، حيث دعا جمهور المحتجين في مستهل الدخول الاجتماعي إلى وقفة احتجاجية شعارها ( من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها ) ، راصدين بذلك الإقصاء الممنهج والإهمال والتسيب الأمني الذي يستهدف المنطقة و شرائح المجتمع ، و النهب الذي يتعرض له المال العام من طرف كل من هب ودب من مستشارين وسلطات .. وقد تقاطعت الآراء كلها في وجهات النظر، وأجمعت جلها على نقد كافة الممارسات المخزنية ، واحتدمت الأصوات منددة بمؤامرات الصمت التي تعقب كل فضيحة مالية ، ومطالبة بمحاسبة المسئولين عنها ومقاضاتهم عند الضرورة ، ومرددة شعارات ضد رموز الفساد من سلطات ومسئولين ومستشارين انتهازيين وسماسرة ووسطاء :
ــ حياة مؤجلة ضد الإقصاء الاجتماعي للشباب المعطل ، والتغاضي عن الاهتمام بالشباب الطموح و ايلائهم الأولوية في التشغيل كونهم أبناء المنطقة و حقهم في العيش الكريم بسلام فوق ارض و تحت سماء وطنهم ، وعدم الاعتراف رسميا بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ، لأن مجرد الاعتراف بهم رسميا هو اعتراف صريح بمعضلة سياسية واقتصادية واجتماعية مستفحلة ، وهذا أمر تسعى السلطات ما استطاعت للتستر عليه كمن يسعى لحجب الشمس بالغربال ، في حين شهدت دول أخرى ميلاد مثل هذه الجمعيات ، كجمعية ( عايز حقي ) المصرية التي تضم ما ينيف على ستة ملايين معطل ، ونتساءل بدورنا عن المستفيد من هذا الواقع المزري، هل هو الشعب ؟ أم خيارات الليبرالية المتوحشة التي تفترس أهلها، أم تلك الشرذمة المحتكرة للثروات والقرارات والامتيازات ووسائل الإنتاج، التي تغتال جيلا بأكمله وتعرضه لكابوس البطالة والإقصاء والضياع والإحباط والهجرة الغير النظامية ، وتقتل روح المبادرة في نفسه ، وتجهز على الباقي من أحلامه وآماله وأمانيه ، ونددوا بالممارسات التي تتناقض مع ما يقتضيه الإنماء الاجتماعي الذي يكفل لكل إنسان حق العمل وحرية اختيار لعمله ، و شجبوا سياسة الباب المسدود الذي تنتهجه الدولة في تعاملها مع ملف التشغيل وإدماج الشباب ، و الاستغناء عن كفاءات وطاقات كامنة صرفت في سبيل تكوينهم الأموال الطائلة ، وجو الفوضى والعشوائية الذي يشهده قطاع التجارة عموما والباعة المتجولون والحرفيون أساسا ، و الذي يتحكم فيه أعوان السلطة الذين يبتزون الفقراء في ظل الكساد وغلاء المعيشة ، و حضور المحسوبية والوساطة و الزبونية و القرابة والرشوة في توزيع مناصب الشغل ، وطرحها للمزاد العلني من لدن المجالس الحضرية السابقة ، و تجاهل إدارة مجموعة م. ش. ف للظرفية الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي يجترها جيوش المعطلين ، هذا إلى جانب عدم ( احترام الدولة لحقوق الشباب السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة منها الحقوق المتعلقة بالتعليم و التشغيل والصحة والترفيه ) : ص 153 وثائق ونصوص مرجعية ـ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ط مارس 2005 و تركهم ليد القدر.. يرممون شروخ الذات.. محتضنين شظايا حياة ذابت.. وكرامة هانت.. وبقايا نضارة شباب زالت.. ـــ من لم يخرج من بلاد احمر لم ينج من عواقبها هكذا يقول الناس هنا ـ قوم لهم شرف الانتماء لديار حمير باليمن السعيد ـ بعفوية لا تخلو من مكر ، وهم يسردون حكايات مشفوعة بأمثلة حينما يحسون بالضيم والغبن والظلم ضد الإقصاء المقصود الذي يستهدف المدينة منذ العديد من السنين ، وعدم المبالاة بتنمية المنطقة ، وايلاءها العناية اللازمة ، والاستفادة من خيراتها الوافرة ، وعدم تفقد السلطات المحلية لمشاكل المواطنين و السؤال عن أحوالهم و لو من باب جبر الخاطر .. ولا تخلو الشكاوى من تذمر ضد الأسلوب الانتقائي والطريقة الالغائية والانفرادية التي تعامل بها المخزن مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تقصي المبادرة المولوية نفسها وتحجم دورها و تفرغها من مضمونها النبيل ، وعدم مطابقة تلك التصرفات للمعايير والضوابط المنصوص عليها في المرسومين الملكيين الحاملين لرقم 2.051016 و63.1.04.0 الصادرين يومه 9 /07 / 2005 ، وهي نفس التوجسات والتخوفات التي وردت ضمن الديباجة التي قدمت بها جل المنابر الإعلامية لنص المبادرة الملكية ، في الوقت الذي يسعى فيه صاحب الجلالة لترجمتها عمليا بمعانقته واحتضانه للجماهير عبر ربوع المملكة .. وهذه مؤشرات على أن المخزن هو العائق الوحيد والتاريخي على مر العصور الذي يقف حجر عثرة بوجه التقدم والتنمية ، وهي أخلاقيات تحيلنا على الممارسات العشوائية و الطرق البدائية السافرة التي مورست على الجماهير المسحوقة و التي تذكر بالعهود الغابرة المتسمة با لممارسات الإقطاعية وأساليب النهب و الاستفزاز والانفراد باتخاذ كل القرارات ، و كافة سبل الاستغلال والجبروت الممكنة ا لتي تكفل له الحق في النهب و استغفال الناس للإثراء على حساب المبادرات الملكية انطلاقا من المساهمة في بناء مسجد الحسن الثاني ، إلى حملات التبرع لمنكوبي الزلازل والكوارث الطبيعية ومساعدة العالم القروي، والتي اغتنى عن طريقها العديد من أذناب المخزن ، ولا زلنا نتذكر حملة إغاثة ضحايا زلزال مدينة الأصنام بالجزائر والحماس وروح التكافل الذي هب به كافة المغاربة ، في الوقت الذي كانت الجلود اليابسة والعجفاء والمثقوبة توجه للمنكوبين ، فيما الجلود السليمة والسمينة تشحن رأسا إلى المدابغ ، زد على ذلك عملية إغاثة منكوبي زلزال الحسيمة ، و استغلال عمليات الكوتا لحج بيت الله الحرام والتي يطلق عليها الناس تنذرا ( الحج على من دفع ) عوضا عن الحج على من استطاع .. ونتساءل عن الدافع من وراء استدعاء الجهاز المخزني لثلاث جمعيات دون غيرها، والأمر يبدو بسيطا للغاية ولا يحتاج إلى استفسار لأنه لا يؤمن بالتعددية والانفتاح ومبدأ سيادة القانون الذي يسري على جميع المغاربة رؤساء ومرؤوسين ، وحين نمعن النظر ثم نرجع البصر كرتين نصاب بالأسى والإحباط والخذلان عندما ندري بان الجمعيات التي تم استدعاؤها ــ و نطلب لهم مزيدا من النجاح و الموفقية ــ لا يود المخزن الدخول معها في الضيق ، لاحمرار عيون الجهات التي تحتويها . كالوزارة المكلفة بالمعاقين .. وجمعية الشعلة الذائعة الصيت وذات الرصيد النضالي الضخم .. وجمعية السلام ذات التوجه الاسلاموي .. أما باقي الجمعيات على وفرتها فهي بالنسبة إليه كالسور القصير من السهل تجاوزه، و نتساءل بدورنا هل بهذه التصرفات سنشجع روح المبادرة ومبدأ تكافؤ الفرص ، ونفتح الباب أمام جميع شرائح المجتمع دون استثناء ، وننتشل هذه المدينة الغنية جدا من فقرها المدقع جدا جدا ، و النسيان الذي يشرنقها ، والفساد الذي يتآكلها ، والإهمال الذي يتهددها ، والمستقبل القاتم الذي ينتظرها ، ذلك أن الواقع إذا كان عنيدا حسب رأي لينين زاد ه تعنت المسئولين عنادا ، لأن التنمية نمط إنتاج وحياة وحرية وأمن وانفتاح ومسؤولية وفن وأخلاق وتقدم ، وليست حفلات للبهرجة و الشيخات والرقص والعربدة والتبوريدة التي يباركها المسئولون ويفرحون لها ويشجعونها لابتزاز أموال الوطن باسم التنمية البشرية التي هي بالضرورة محاربة الفقر والأمية والبطالة وبناء المستشفيات والمدارس والمصانع والمنشآت الاجتماعية لتأهيل الفتاة والمرآة والمعاق و إغاثة المنكوبين والمتضررين ومساعدة الطفولة التي تشكل رأسمال البلاد وانتشالها من الضياع والانحراف والبطالة ، والكل يتذكر أحداث 16 ماي الدموية ، ودور هذه المدينة في رفد خلايا الجماعات الظلامية المتطرفة بالمغرب ، وكيف شكل كاريان هداوة والنخلة وبومهدي وحي المسيرة سبيلا من السبل التي تفضي إلى جنة الخلد ... والأمر لا يحتاج إلى مزيد استفسار، لانه كما يقول تابو امبيكي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ( الفقر هو اكبر مسبب للموت والمرض والمعاناة في العالم )..
ــ أنا مزاوك يا اجماعة ضد الفساد الإداري وإهدار المال العام والتسيب والاحتقار ، والسبل التي تتم بها سرقة الموارد واقتسامها باسم المدينة ، و الصفقات المشبوهة التي فوتت لأشخاص و مقاولين لا قول لهم من باب النصب والاختلاس والاحتيال والمحاباة وجبر الخاطر، و قد رصد المحتشدون كافة أنواع التلاعب التي كان أبطالها لفيف من أصحاب الجيوب المتسخة و الأيادي القذرة من مسئولين وسماسرة و مستشارين و رؤساء مجالس سابقين ممن يطلق عليهم ( نخب الشواهد الابتدائية ) كما يحلو للبعض وصفهم ، والذين يدعون تدبير شؤون البلاد في حين أنهم عاجزون عن تدبير شؤون مساكنهم ، بدعوى وجوب توفر رئيس الجماعة على شهادة الدروس الابتدائية كحد أدنى من التحصيل، و يمكننا تصور كيف سيؤول الحال إذا عهدنا بمستقبل مدينة وميزانية لصاحب مستوى من هذا القبيل، و الدليل على ذلك إجهاض العديد من المشاريع التي تم تدشينها وتركت عرضة للضياع والإهمال بعد أن سرقت اعتماداتها وبقيت أطلالها شاهدا على تهورهم وتورطهم في الفضائح المالية ، وتركوا المدينة ضحية مديونية ضخمة حصرت خلال الدورة الاستثنائية لشهر ماي 2002 في مليار و 200 مليون سنتيم ، لا تتوفر الجماعة على وثيقة واحدة أو سندات قانونية تبرر هذه الديون لانعدام أرشيف بالجماعة .. ويطفو على السطح كالفقاقيع بين الفينة والأخرى مطالبون بمستحقات وديون متأخرة، والمؤكد أنها صفقات اعتباطية و خيالية أبرمت خلال عهود سابقة اتسمت بالتسيب والاستهتار والسمسرة والبيع والشراء في ذمم الناس ومستقبل البلاد ، وإذا كانت فعلا تلك الادعاءات صادقة فالذي يجب أن يؤدي هم الرؤساء الذين وقعوا وامضوا على تلك الوثائق والبونات والوصولات والكمبيالات ، ويجب التحقيق معهم و محاكمتهم طبقا للقوانين الجاري بها العمل ، علما بان احد المقاولين وهو ابن لأحد المستشارين الجماعيين يطالب بمستحقات تفوق 420.000 درهم، وينوي حجز منقولات في ملكية الجماعة ، والمشرع المغربي يكفل لكل واحد حقه في المطالبة بما لديه من مستحقات ، ويضمن لكل مواطن كافة حقوقه .. وطالب المحتشدون بوجوب إيفاد لجان لتقصي الحقائق لحماية المال العام ، وتبرير تلك الاختلاسات في أي غرض صرفت وبأي حق نهبت.. لان الوافد إلى اليوسفية سيخيفه هول الخصاص المهول والإقصاء و الضياع والإهمال والتهميش الذي تعانيه المدينة ، إذ لا توجد بناية أو منشاة تؤكد صدق تلك الادعاءات. ومن الملفت للنظر أيضا أن كافة ممتلكات هذه الجماعة برمتها وما في حيازتها من سيارات وسجاجيد وكراسي ومكاتب وتجهيزات و آليات لا تفي بتلك الديون.. . ــ الصحة .. باطل يراد من ورائه باطل من اجل مستشفى محلي مستقل ومتعدد الاختصاصات وقسم مستعجلات بالنظر إلى افتقار مدينة تعداد سكانها يفوق 64000 نسمة لمستغجلات ومركز استشفائي يقي الساكنة عناء الانتقال إلى مدينة أسفي ( للاستمراض ) ، ويجنبهم كافة المشقات والمعاناة التي يتجشمها المرضى و يقاسونها من التصرفات اللا نسانية والمساومات التي يمارسها الطاقم الطبي والشبه الطبي بمستشفى محمد الخامس ، والتصرفات اللا مسؤولة التي يتبرأ منها المغفور له جلالة محمد الخامس والذي يستعير المستشفى اسمه النبيل .. حتى أن الإنسان بات يستغيث وهو يعاني الأمرين من مظاهر الإهمال واللامبالاة والرشوة في واضحة النهار دون خوف أو وجل في ردهات مستشفيات الصحة العمومية و المصحات الخاصة في غياب أدنى مراقبة أو حساب من طرف الوزارة الوصية والجهات المسئولة على المنطقة .. وطالب المحتجون بفتح أبواب المستشفى المحلي التي انتهت الأشغال منه ، والحفاظ على استقلاليته حيث تروج شائعات انه سيكون ملحقة للمستشفى الإقليمي بأسفي ، خاصة أن الدواء والعلاج من الأشياء الضرورية للإنسان، وتكفله الدساتير والقوانين الدولية و من الواجب وضعه رهن إشارة المواطنين و في متناول أيدهم ..
ــ قمقم للمعلم لو قيد لأمير الشعراء أن يمتد به العمر إلى أيامنا ويشاهد شجع بعض المعلمين و لهاتهم وتلهفهم على ابتزاز لقمة العيش من أفواه التلاميذ لما قال قصيدته العصماء ، مع كل الاعتذار لأساتذتنا الموقرين الذين نكن لهم كامل الاحترام والتقدير.. لهذا لم تخل الوقفة من المطالبة بمؤسسات تعليمية تتسع لأبنائنا بدون محسوبية ولا رشوة ولا واسطة مؤكدين على الحق في التعليم بكل ذ تجلياته ومواصفات جودته، وضد الذين يبيعون خدماتهم عبر دروس خصوصية تغرس روح الغش و الاتكال والانتقام في نفوس التلاميذ ، و ترهق كاهل أولياء هم ، منتقدين بهذا الكلام وعود السادة مندوب وزارة التربية الوطنية ومديرالأكاديمية لجهة عبدة دكالة والسلطات المحلية التي وعدت بالوفاء بالتزاماتها وإصلاح التعليم ، والتعجيل بفتح أبواب الثانوية الجديدة ، والضرب بيد من حديد على كل الممارسات اللا خلاقية واللامسؤولة التي يمارسها بعض المحسوبين على الحقل التعليمي من ضعاف النفوس وذوي الضمائر الميتة عبر تعاطيهم للرشوة المقنعة والاستهتار والغش في العملية التلقينية .. خصوصا أن هذه السلوكيات باتت تهدد مجانبة التعليم والعملية التعليمية على وجه التخصيص ، وتشكل بعضا من الاختلالات التي تعرقل مسيرة المدرسة وتهددها وتضرب وظيفتها وتقوض قيمها النبيلة ، و تعيقها عن القيام بالواجب الإنساني المنوط بها في التربية والتقويم والتنشئة الاجتماعية ..
ــ يلعن أبو البيئة من اجل بيئة سليمة تحفظ سلامتنا ، نظرا للوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة في غياب المرافق الاجتماعية الضرورية . و افتقارها لشوارع وطرقات لائقة وشبكة صرف صحي وملاعب ومسا بح وحدائق وأحزمة خضراء وتشجير ، و انعدام رؤية واضحة والتفاتة حقيقية من طرف المسئولين لأحزمة البؤس التي تعيش مأساة قائمة جراء مظاهر البؤس والإهمال والإقصاء و السكن الغير اللا ئق وبنيات تحتية تفضح هشاشتها تساقطات الأمطار التي تحول الأحياء المبثوثة حول محيط المدينة إلى مستنقعات مليئة بالوحل والاشنات الطحلبية والبكتيريا مهددة صحة وسلامة أناس تناسوا أدميتهم في غفلة من الزمن ، حتى باتت البسمة والوجبات الدسمة والكلام المعسول لا يعرف طريقه إلى قواميسهم سوى خلال الحملات الانتخابية ، أما الغابة الوحيدة التي غرسها الفرنسيون في بداية القرن العشرين و شكلت رئة المدينة ومتنفسها فأشجارها قد تداعت ولم يتم استنباتها من جديد ، والشتلات التي تم غرسها في عملية المليون شجرة التي أطلقتها مجموعة م.ش.ف ذبلت ويبست وجفت سيقانها وبقيت حفرها خاوية على عروشها ، لأنها لم تغرس طبقا للمعايير الموضوعية ولم يتم متابعتها ورعايتها ، هذا إلى جانب أكوام الأوساخ والقاذورات وكميات النفايات الملوثة داخل المدار الحضري، و التي تستفز النفس ، وتجرح الإحساس دون أن تتجشم المجالس الحضرية عناء تنظيم حملات نظافة وتطهير النقط السوداء لتبييض وجه المدينة . ــ بدلا عن الخاتمة .. هذا إذن غيض من فيض من أجواء الاستياء والتذمر من أوضاع الاستلاب والإقصاء والتهميش والنهب الذي يشكل قسمة مدينة اليوسفية ، والنقاط الني نادى بها التجمع الذي أطلق على نفسه ( لجنة تخليق الحياة العامة بالمدينة ) ، و المكون من عدة جمعيات ونقابات وأحزاب يوحد بينهم الهاجس السياسي والنقابي والجمعوي، اخذين على عاتقهم مراقبة سوء التسيير، وتتبع شؤون المدينة والشطط في استعمال السلطة ، ورصد كافة أنواع الفساد الإداري ونهب المال العام من طرف المجالس الحضرية ، وجعل مال الشعب شيئا مشاعا وعرضة للتلاعب والتبذير لكل من هب ودب من ذوي الجيوب المتسخة واللصوص الذين تم احتواؤهم من طرف الجهاز ألمخزني المسئول الوحيد عن إفلاس التنمية ، و العائق الأساسي ضد عصرنة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب ،لأننا نطمح لرؤية وطن مبني على الإخلاص والتقدم لا وطنا مبنيا للمجهول ، وطن منفتح على التفاهم وحوار الحضارات والإخاء والمودة لا وطنا منغلقا يسود ه الحقد و التطرف الديني والعقائدي والرشوة والمحسوبية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نضج هذه الفئات الشعبية ، وغيرتها على المدينة ، واكتسابها القدرة على المبادرة و الوقوف بوجه كافة صنوف الاستغلال والتسيب والاحتقار والممارسات الاعتباطية في تصريف الأمور، خصوصا أن مثل هذه الجمعيات باتت ضرورة ملحة تفرضها المرحلة ، ومطلبا أساسيا في مواجهة سيبة النخبة المخزنية التي تتشدق بديمقراطية الواجهة فتسرق بيد وتصافح بيد وتصفع بيد ..
الهيئات المشاركة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - جمعية الشعلة للتربية والثقافة - الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب - جمعية المبادرات المحلية – جمعية تراث احمر - جمعية هلال المواطنة للتربية والثقافة - جمعية الوحدة لمتقاعدي الفوسفاط - جمعية محترف الإشعاع-الاتحاد الاشتراكي للفوات الشعبية - اليسار الاشتراكي الموحد - حزب الاستقلال- المؤتمر الوطني الاتحادي-الفدرالية الديمقراطية للشغل- الكنفدرالية الديمقراطية للشغل-الاتحاد العام للشغالين –النقابة الوطنية للتجار والمهنيين-الاتحاد العام للمقاولات والمهن- ودا دية حي السلام- ودا دية حي الداخلة- ودا دية حي الأمل 2 - ودا دية حي الزلاقة ..جمعية المجازين وحملة الشهادات
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اضحكوا على الأقل ما دام الضحك مجانا
-
من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها
-
من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها...
-
مدينة اليوسفية.. بين نهب المال العام وغطرسة المخزن
-
الانتخابات الرئاسية في مصر.. طبعة مزيدة ومنقحة
-
يوسف يلقي بإخوته في غيابة الجب
-
صنائع من نوبة عراق العجم
-
إعدام العاشق
-
من مكابدات أجمد الزعتر
-
هواجس عباس الخامس
-
الانتخابات في مصر الآن..الفوز لآل مبارك والنصر للمعارضة
-
رحلة عباس السابع
-
الوضع الكارثي لقطاع الصحة باليوسفية
-
مراكش الموت والميلاد
-
تطريز السراب والتيه
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|