أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - لعاموس عوز صوت يعقوب، وفعل عيسو!














المزيد.....

لعاموس عوز صوت يعقوب، وفعل عيسو!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 23:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سأورد نموذجا حيَّا على آليات مطاردة فلول مثقفي السلطة الحاكمة في إسرائيل للمثقفين اليساريين، لغرض تهجيرهم وإبعادهم!
أخر نماذج المطاردة هي للكاتب والروائي، عاموس عوز، وهو الحاصل على أرفع جوائز الأدب في إسرائيل.
عاموس عوز المولود عام 1939 وهو من أبرز ادباء وصحفيي إسرائيل، ممن تعتبرهم إسرائيل واجهتها الثقافية، فقد ترجمت كتبه إلى 44 لغة، وكان محسوبا على حزب العمل، ثم أصبح من أنصار حزب ميرتس اليساري، وهو اليوم أستاذ الأدب في جامعة بن غريون في النقب.
لم يخرج عاموس عوز عن تقاليد دولة إسرائيل خروجا سافرا، فهو قد سوَّغ الحرب على لبنان عام 1988 وبرَّرها، وكذلك فعل في عام 2014 حين برَّر العدوان على غزة أيضا!
ولكنه في المقابل نادى بضرورة إيجاد حلٍّ، وذلك بإقامة دولتين، إحداهما إسرائيل، والثانية فلسطين، وهو من مؤسسي حركة السلام الآن!
غير أن الهجوم على عاموس عوز بدأ بشكل سافر، عندما أهدى روايتَه، ذائعة الصيت، (الحب والظلام) للأسير الفلسطيني مروان البرغوثي المعتقل في السجن الإسرائيلي عام 2011.
وظلتْ الهجمات على عاموس عوز محدودةً رغبة في استعادته، بوقا للحكومة الإسرائيلية، وبروازا للوجه الثقافي الإسرائيلي الجميل المبدع في الخارج.
ولكنه اليوم، اعتدى على بقرة إسرائيل المقدسة، حين قرر ألا يكون قطعة شطرنج في ملعب الحكومة، فأعلن، يوم 5/11/2015 هذا المانفستو:
" لا أحسُّ بالسعادة عندما تصلني الدعوات الرسمية من الحكومة اليمينية الإسرائيلية، للاشتراك في الندوات والمناسبات الثقافية التي تنظمها الحكومة الإسرائيلية، لذا، فإنني لن ألبيَ دعوات السفارات الإسرائيلية في الخارج، لإحياء المناسبات الثقافية"
وأبقى عوز شعرة معاوية، حين قال:
"لا يجب أن يُفهم من موقفي أنني أدعم المقاطعة، فأنا لا أدعمها"
بعد يومين من إعلان هذا الموقف تولَّى أحدُ الفيروسات الثقافية المكارثية، الردَّ على عاموس عوز، وهو الكاتب اليميني المتطرف، بن درور يميني، فكتب في صحيفة، يديعوت أحرونوت مقالا تحريضيا على عاموس عوز، قال فيه:
"سينال عاموس عوز جائزة البي دي إس، على الرغم من أنه – كما يقول- (لا يدعم المقاطعة)!!
يا للحزن، عوز الصهيوني، محب إسرائيل، ليس كارها لها، كما اعتاد اليساريون أن يُرددوا دائما!!
لعاموس عوز صوت النبي يعقوب، أما فعله، فهو لعيسو!
هذا هو حال اليساريين في إسرائيل ، ها هو، عاموس عوز يُحب إسرائيل بالأقوال، ولكنه يدعم البي دي إس بالأفعال.
إن عاموس عوز نصير السلام، يقوم اليوم بتشجيع الفلسطينيين على رفض السلام!!"

تمكَّنت جوقة الكتاب المكارثيين الإسرائيليين، الموالين للحكومة من اغتيال معظم كتاب اليسار في إسرائيل، وذلك بإقصائهم وطردهم، ولعلَّ أبرز عمليات الطرد والتهجير جرت في نهاية القرن الماضي، وبداية الألفية الثالثة، حينما أُجبر أبرزُ المؤرخين الجدد على اختيار النفي الطوعي من إسرائيل، عندما تمكنتْ المكارثية الإسرائيلية تجنيد فايروس ثقافي في وسط المؤرخين الجُدد، على شاكلة الباحث المأجور، بيني مورس، فقاد حملة على زملائه، منهم، آفي شلايم، إيلان بابيه، وتوم سيغف، وسمحا فلابان، وباروخ كيمرلنغ، وغيرهم!!
مع العلم أن معمل أبحاث الفايروسات الثقافية في إسرائيل، أُسس منذ إنشاء دولة إسرائيل، وجرى تجربته على الكتاب الإسرائيليين اليساريين المتنورين، وأثبتَ فعاليته، فقد جرتْ التجربة بنجاح على الكاتب المتنور، يهودا ماغنس، والكاتب، إسرائيل شاحاك في بداية تأسيس إسرائيل، وجرى إقصاء الاثنين عن الأرشيف الإسرائيلي الأدبي والسياسي!
يبدو أن عاموس عوز، وشلومو صاند، مرشحان اليوم للتهجير، أو الإقامة الجبرية، وذلك للتخلص نهائيا من وصمة عار اليسار!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبسات من تاريخ فلسطين
- الإرهاب، لقتل جنين دولة فلسطين
- في ظلال الهبة الفلسطينية
- العرب في قبائلهم الإلكترونية
- نموذجان للتحليل السياسي !
- رد المطلقات في ست ساعات!!
- رسالة اعتذار للبي دي إس
- صحفيو سمَّاعة الهاتف
- أسرار الجاسوس جونثان بولار
- آخر لمسات أطلس العولمة الجديد
- العرب بين السبي والنفي
- قصة اختطاف قطتين غزيتين
- مارشات (ولعت) في أفراح غزة!
- ثلاثة حروب فتَّاكة
- مشروع روجرز في وثيقة سرية
- سكين داعش اليهودية على رقبة إسرائيل
- دافيد غروسمان، وإحراق عائلة الدوابشة
- العربُ واليهود، عند غوستاف لوبون
- هل السياسة خساسة؟
- أبحاث الإبداعات، وابحاث كوابيس الأحلام


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - لعاموس عوز صوت يعقوب، وفعل عيسو!