أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - انياسيو رامونه - تحيا البرازيل!















المزيد.....

تحيا البرازيل!


انياسيو رامونه

الحوار المتمدن-العدد: 369 - 2003 / 1 / 15 - 03:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
Ignacio RAMONET

 

يتسلم الرئيس البرازيلي الجديد السيد لويز انياسيو لولا دا سيلفا، المسؤول النقابي السابق ورئيس حزب العمال المنتخب في تشرين الاول/اكتوبر، مهامه في عزّ ما تشهده اميركا اللاتينية من تقلبات. للمرة الاولى تستعد البرازيل الشاسعة، والتي تعدّ 170 مليون نسمة وتعتبر العاشرة بين القوى الصناعية في العالم، لكي يحكمها في ظروف ديموقراطية زعيم متحدر من اليسار الراديكالي الرافض للعولمة الليبيرالية. انه حدث من الطراز الاول يذكّر وإن في ظروف مختلفة، بما حمله من معان انتخاب الاشتراكي سلفادور الليندي الى سدة الرئاسة في التشيلي عام 1970.

 

يمثل  الاول من كانون/الثاني يناير 2003 إذاً، بداية حلقة تاريخية جديدة في اميركا اللاتينية. وقد دامت الحلقة السابقة حوالى العقدين (1983 –2002) وهي اعقبت حقبة مشؤومة من الديكتاتوريات العسكرية واعمال التمرد والثورات المسلحة، وتميزت هذه الحلقة السابقة بثلاث ظواهر:

1 ــ انطفاء حروب الثوار باستثناء كولومبيا والجيش الزاباتي الفريد وغير العنيف بقيادة الكومندان ماركوس في شياباس.

 ٢ ــ تعميم الانظمة الديموقراطية.

٣ ــ التجريب المنهجي للسياسات الاقتصادية النيوليبيرالية.

وقد ترجم تطبيق النموذج الليبيرالي بنوع من اعادة الهيكلة الدائمة والتي ادت حيث دخلت حيز التنفيذ الى نتائج اجتماعية كارثية انتهت الى فشل مدوّ. فقد عانت سوق العمل عام 2002 من النتائج الاكثر سلبية في الاثنين وعشرين عاما الماضية. كما تصاعدت البطالة لتطاول اكثر من نصف الاجراء ممن هم في سن العمل، واذا وجدوا عملا ففي القطاعات الاقتصادية غير الشرعية. في المقابل واصل الحد الادنى للاجور تراجعه وشهد الدخل الوطني الخام في المنطقة هبوطا جديدا  ( ـ 0،8 في المئة) وغرقت بعض البلدان في اسوأ الازمات الاقتصادية في تاريخها. ففي الارجنتين اليوم مثلا، يعيش نصف السكان البالغ عددهم 37 مليون نسمة حالة الفقر بينما يعاني الثلث البطالة او يمارس اعمالا مأجورة متدنية... 

وقد عبّر المواطنون المغتاظون عن اشمئزازهم ويأسهم بطريقتين: التصويت ضد الاحزاب التي تبنت هذه السياسات او من دون انتظار الاستحقاقات الانتخابية، عن طريق التمرد وإطاحة الرؤساء الموالين للبرامج النيوليبيرالية. ففي الاكوادور وبعد القرار بدولرة الاقتصاد في كانون الثاني/يناير 2000، اطاح تمرد الفلاحين من السكان الاصليين الرئيس جميل معوض. وفي البيرو، اطاحت انتفاضة شعبية في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 الرئيس البرتو فوجيموري المتهم اضافة الى ذلك بالفساد. اما في الارجنتين فقد اسقط التمرد في كانون الاول/ديسمبر 2001 الرئيس فرناندو ديلا روا وسط شعارات معادية للعولمة ومطالبة بطرد صندوق النقد الدولي ورافضة لسداد الدين. اخيرا قامت تظاهرات جماهيرية عنيفة في بوليفيا والباراغواي وكوستاريكا وغيرها من البلدان تعارض الطبقة السياسية وخصخصة الخدمات العامة والتطبيق الصارم لتعليمات صندوق النقد الدولي. 

كان هؤلاء المستاؤون من النظام الليبيرالي امّنوا فوزا ساحقا في فنزويلا منذ العام 1998 للرئيس هوغو تشافيز ودعموا برنامجه المعتدل للاصلاحات الاجتماعية. وهم المستمرون حتى نهاية كانون الاول/ديسمبر 2002 في مساندته في وجه محاولات خلعه التي تقوم بها اقلية مصممة من المستفيدين من العولمة بتعاطف من واشنطن ولو ادى تحركهم الى الحاق الخسارة بالبلاد واغراقها في الحرب الاهلية (١). 

هم ايضا من انتخب في الاكوادور يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٢ "مرشح الفقراء" لوسيو غوتييرز وهو عقيد سابق في الجيش من اصول متواضعة يعارض اتفاقية التبادل الحر للاميركيتين ويسعى لوضع ثروات البلاد في خدمة 70 في المئة من مواطنيه الذين يعيشون تحت حد الفقر. 

تدل هذه الاشارات السياسية مجتمعة في شكل واضح على ان نجم انصار العولمة هو على افول في اميركا اللاتينية. وابرز هذه العلائم انتخاب "لولا" في البرازيل ولو ان الامور لا تبدو سهلة امام الرئيس الجديد (٢) الذي سيحاسب على قدرته في الحد من الفقر وتأمين توزيع افضل للثروة في بلد يبلغ فيه التفاوت الاجتماعي حدودا لا يمكن تصورها حيث يملك واحد في المئة من السكان 53 في المئة من الثروات. كما عليه ان يبرهن انه ما زال في امكان شعوب اميركا اللاتينية تقرير مستقبلها وتقديم نموذج اقتصادي آخر قابل للحياة في مواجهة المشروع الليبيرالي. لان "اميركا اللاتينية كلها ــ كما صرح "لولا" ــ تنظر الينا ولاننا نحضن امل شعوبها فليس مسموحاً لنا الفشل. فهل ينجح في رهانه؟

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

  *  استاذ في جامعة باريس الثامنة (سان دوني)، احدث مؤلفاته

Le Choc des barbaries. Terrorismes et désordre mondial, Complexe, Bruxelles, 2002.

  

١ اقرأ

  " Venezuela in danger ", " Help Latin Americans " et " A dangerous game with Venezuela " in International Herald Tribune, respectivement, 12 juillet 2002, 23 novembre 2002 et 14 décembre 2002.

 

 2  اقرأ

Emir Sader, " Huit années qui ont laminé le Brésil ", Le Monde diplomatique, octobre 2002.

 

جميع الحقوق محفوظة 2001© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#انياسيو_ رامونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - انياسيو رامونه - تحيا البرازيل!