أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب














المزيد.....

اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 19:53
المحور: الادب والفن
    


في كتابه "أسرار تحت قبة البرلمان" كان المؤلف عبدالفتاح الشلوي عضو المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته ، يغالب انتماءه السياسي ويجهد في مقاومة هواه، إلا أن النفس البشرية النزاعة للانتماء تأبى الحياد، واستطاعت نفسه المنتمية -كما يبدو ذلك من طريقة واسلوب سرده- أن تفلت من كل استحكاماته التي وضعها لإظهار مؤلفه كرؤية محايدة لما جرى تحت قبة ذلك المؤتمر الذي دشن بامتياز لمرحلة تبديد وتفتيت ليبيا كدولة ويستكمل اليوم خليفته "مجلس النواب" مشوار هدم الوطن من بعده بكل جرأة وفجاجة..
في هذا الكتاب أغمض المؤلف عينيه، وفي أحسن الحالات أصابه الحَوَلْ إزاء العديد من السقطات والمخالفات التي يرتكبها ممثلي جماعات الإسلام السياسي ابتداء من جماعة الإخوان ممثلة في حزب العدالة والبناء وانتهاء بممثلي الليبية القاتلة والقاعدة وممثلي خلايا الدواعش النائمة، وهي مخالفات كانت ظاهرة للعيان ولم ينلها قلم المؤلف إلا من باب قطع الملام ، أي أن هذه المخالفات لم تنل من سرد المؤلف وتتبعه الدقيق، ما نالته حماقات ومخالفات جماعات القعقاع والصواعق ومن ورائهم تحالف القوى الوطنية، حيث يحرص الكاتب في تناوله لمخالفات جماعات الإسلام السياسي ومليشيات بعض المدن والمناطق المؤيدة لهم، على استدعاء ما ارتكبته كتائب الصواعق والقعقاع من مخالفات وذلك من باب التشهير والتحريض والتعبئة ضدهم وجعلهم خلفية لكل مشهد مخل بالنظام ومخترق للقوانين، بما يصرف انتباه القارئ العادي عن الموضوع الأصلي للسرد ويبقيه أسيرا لمشهد الصواعق والقعقاع ويحصر حالة الفلتان واختراق القوانين فيهم وحدهم!! وكنت ومن خلال مقدمته التي شدد فيها على الحياد والموضوعية فيما سيتناوله من أسرار تحت هذه القبة، كنت اعتقد أنه سيعطي صور مفصلة ودقيقة لاقتحامات جماعات ومليشيات مصراته والامازيغ وغيرهم من المليشيات والكتائب القبلية والجهوية التي عبثت بمرافق المؤتمر وأساءت لسمعة ليبيا وأجهضت كل محاولات انتشالها من براثن الفوضى والتفتت، وذلك على غرار ما أورده مرارا وتكرارا عن عبث الصواعق والقعقاع الذين لم يقصروا هم ايضا في النيل من هيبة المؤتمر ومستقبل ليبيا، إلا أن الكاتب وكما يبدو لم تطاوعه نفسه المنتمية في المساواة بين كل المجرمين الذين أساؤوا للمؤتمر وعرقلوا انطلاقه وتخلى بشكل مخل عن وعوده بالحياد والموضوعية في سرد هذه الوقائع ..
الكاتب وكما يبدو قد أفاض وتوسع في مدح وإطراء رئيس المجلس المنسحب السيد محمد المقريف الى درجة يعتقد معها القارئ أن هذا الرئيس لو لم يسعفه قانون العزل السياسي ويفتح له مخرجا آمنا من أتون هذا السعير الملتهب ، يمكن أن يكون تشرشل ليبيا ، مع العلم أنه ؛ ورغم تقديرنا لدوره القوي والصامد في مقاومة الدكتاتورية إبان خروجه المبكر كمعارض لنظام القذافي، فإننا لم نلمس منه طيلة بقائه على رأس المؤتمر الجرأة والشجاعة وجسارة المطلوبة من رئيس هذه المؤسسة في مكافحة تلك الحملات المسعورة التي تعرض المؤتمر من الخارج وتلك التي سادته من أعضائه في الداخل الذين لم نفلح في اختيارهم، وقادتنا نزعاتنا الضيقة في اختيارهم ولم يكونوا أهلا لقيادة ليبيا في اخطر مرحلة من تاريخها المعاصر.. المقريف على مستوى التعامل الشخصي وسعة البال والتسامح كان مثالا، لكنه على مستوى قيادة برلمان في بلد تعصف به تبعات زلزال سياسي خطير لم يكن القائد المناسب والقادر على قيادة الدفة نحو شواطئ الأمان، بل كان لتعاطيه المتسامح وغير المقدر للعواقب مع ما تتعرض له البلاد من تآمر محلي وإقليمي ودولي ، دور محوري في الوصول بها الى ما هي عليه اليوم من تحلل وانهيار واضطراب ينذر باندثارها كدولة واحدة وتقسيمها الى دويلات قزمية مرتهنة لقوى خارجية..
بقى أن أشير الى خطأ نحوي تكرر مرارا في هذا الكتاب وهو تعريف أداة الاستثناء "غير" التي يصر المؤلف والمراجع على تعريفها بـ "الـ" وهي أداة وبالتالي لا يصح كتبتها "الغير" إلا إذا كان المقصود بها الإشارة إلى شخص او اسم علم.
في الختام السيد الشلوي قدم شهادات دقيقة وبأسلوب شيق وجريء، وهي في الغالب حقائق وشهادات غائبة أو مغيبة عنا بفعل منع رئاسة المؤتمر نقل جلساته على الهواء مباشر بحجج واهية، وهي سياسة حجب غير مبررة وغير منطقية لحقائق ما يجري تحت قبته، و يواصل البرلمان اليوم إتباعه نفس السياسة، حيث يتم حجب حقائق ما يجري تحت قبته عن الناس وبالتالي يحرمنا من حق مراقبة ونقد وتصحيح مسار هذه المؤسسات التي ائتمناها على مستقبلنا وحادت في غالب أعمالها عن جادة الصواب وانحرفت بالمسار السياسي الى هاوية التردي والسقوط المريع الذي نعيش اليوم فصوله المؤلمة والمنذرة بتفتت الوطن وضياعه، فيما هم يصارعون ويتسابقون على جني المكاسب والمناصب التي لا تغني ولا تسمن، بل ستندثر باندثار الوطن..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
- هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
- متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
- ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
- دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
- سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
- التفكير الجانبي*!!
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب