أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - تأملات في عالم الحياة ...














المزيد.....

تأملات في عالم الحياة ...


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 19:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تأملات في عالم الحياة ...
هل هي آلات فارغة من المحركات ...أم محركاتها صدأت وطال عليها الأمد فقست حتى لم تعد تعقل أو تهتدي ..
ومن يرشدك سوى عقلك ومن يهديك سوى قلبك ومن يردعك سوى ضميرك ومن يوقضك سوى بصيرتك ..
وأنت مار في وسط الطريق ..تجد بقايا خبز تطأها الأقدام قد ألقيت هناك بقصد أو بدونه ..والغالب يمر بجانبها أو قد يدهسها بدون شعور أو تيقظ ..وأنى له اليقضة وهو المفتون بدنيا التسارع والتهافت ..وكيف له أن يتبصر خطاه وعقله شاغر ..
وقد تبصر أيضا قشر موز أو تفاح تتخطاه المارة في غفلة ولا مبالاة كأنما أغشيت أعينهم قطعا من الليل مظلما ..الكل هائم وسارح لا يأبه لم يطأ ..وقد تنزلق إحدى قدماه وهو يجري في مرمى القشر فينقلب على وجهه لاعنا حضه الذي ساق إليه تلك السقطة الغير المحسوبة ...
فالملعون ليس الحض وإنما الغفلة وانعدام التفكير وعدم شغل العقل بما ينفع حتى صار للبله قريبا وللعدم مؤنسا ..فالكل مسؤول ..من ألقى بالقشر وسط الطريق والمنزلق بسببه ..الأول لتهوره وعدم نضجه والآخر لعدم أخذ الحيطة والحذر ..
الناس في تكالب وفي سباق ..الكل ناشب مخالبه متأجج عضبه متأهب للصراع ولخلق الصراع ..خلل نفسي يعتري هذا الكائن ..ما هو مكبوت في داخله ولا يستطيع البوح به لضعف حيلته ولعدم إيجاد المنفذ له ..ينفسه على الآخر ..نار تحتدم داخله لهبها لا يكاد ينفلت من قبضته أحد بل حتى هو لا يسلم من قيضه ...ما إن تطالعه عيناك بالخطأ وأنت راكب في الحافلة حتى يشتد غضبه للإنتقام منك وكأنك دهسته بعربتك وأنت لا تشعر ..طول التمني وعدم الإيجاد للمناجي وللتحقيق... يجعل من إنسان اليوم قنبلة موقوتة ولغما يترصد أي حركة عابثة للإنفجار ..والويل لمن ألقت به الصدف أو الحضوض في وجه بركان متقد..
أصبهنا نعيش في زمن انتصر فيه العبث والعدم والغيب على الحاضر وعلى الواقع ..ولكل متنفسه ولكل مرتعه الذي ينسيه مرارة الألم الذي أصبح لا يطاق عند بعض الأناسي ..صنف يجد الراحة في الإستماع للموسيقى فقد تسجي به في عالم الوهم والخيال وتطلقه للهيام في الصخب والهرج كالمخدر الذي يفقده كمد الواقع ..وصنف اتخذ من السجارة صديقا حميميا لا يكاد يفارقها بضع دقائق حتى يناديها بكل قواه لتسكت آلته الباطنة وتعتق أنفاسه من الإحتراق كمدا وغما .. وصنف عكف على الرياضة بكل أنواعها ..وهي السبيل الأمثل والبديل عن ممارسة العنف ..والحل لتنفيس الكرب وتفجير علب النفس التي يزداد احتقانها يوما بعد يوم ..وهناك المسالم منا من يأخذ نزهة في الطبيعة فيتلمح أثر الجمال وحلاوة المنظر وعبق الحياة وهدوء الجنة وسكينة البال في أسرار خلق الله ..فبذلك تأنس النفس الزكية وتطيب نسائمها ..وتفرغ شحناتها السالبة لتتغذى من الطاهر العذب النقي البكر المنبع الصافي والأصل الشريف ..
على أن هذا الكائن إن لم يشغل باله بما يصلحها ولم يلجم نوازعها ويرشد موجاتها ..قد لا يهدأ له بال ، ولا يستقر إلا ليضطرب من جديد ..ولا يسكن عذابه إلا ليصيح بعدا أشد وأقوى.. واللبيب من يربي نفسه على الصبر ويقنعها بما جاء في حقها ويرضيها بما ينفعها ..ويأتيها أكلها الصافي من حين لآخر لتقوى به على المضي في الشدائد بلا منازعة ولا قنط ولا يأس ..والمعتوه الأبله هو الذي يمني نفسه في الحلم حتى إذا استيقض غالبه الحنق لعدم إدراك التمني ..فالبدار البدار بالتلطف والتقلل حتى وإن جاد الزمان ..فذلك مما يعرف النفس حدودها..والحذر الحذر من الإفراط والإطلاق حين يعطف الزمان ويُكرم الحظ .. ..فذلك يورث في النفس لهفة ونهما لا يكاد يخبو إلا ليسعر من جديد ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العزوف عن الزواج ..
- أغنياء المغرب..
- المدارس الخصوصية ..
- الباعة المتجولون أو -الفرّاشةّ-
- جحد المعروف ..
- عالم الفيسبوك..
- البرهان على وجود الله..
- عصر الغفلة..
- إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
- أيام الغفلة..
- سرحت بنظري في القبور ..
- سرحت بنظري في السماء
- سرحت بنظري في نفسي
- سرحت بنظري في الدنيا
- سرحت بنظري في جنة الأرض
- نظرة في زمن الجسد المستباح..
- نظرة في دواعي الإدمان على التكنولوجيا ..
- تقلبات النفس ، نظرة في العمق
- خلفية إضافة ساعة للتوقيت الرسمي..
- كوابح الإصلاح السياسي والإقتصادي في المغرب : الجزء 3


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - تأملات في عالم الحياة ...