العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية . الجزء الاول

راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الجزء الاول
منذ ان سقطت الامبراطورية الفارسية في القرن السابع الميلادي على ايد المسلمين القادمين من صحراء الجزيرة العربية تحولت المنطقة الى بؤرة من التوترات والصراعات الدموية وكان العراق فيها هو مركز هذه التوترات ، لانه كان البوابة التي دخل منها ( علوج ) الصحراء كما يحلو للفرس ان يسمون العرب .. وكان العراق ساحة الصراع بين الاطراف الاقليمية بغعل الظروف الجيوسياسية التي افرزها ظهور الاسلام .. فالفرس المعتزين بتاريخهم المجيد لم يرق لهم ان تصبح امبراطوريتهم اسلاباً لعرب الصحراء ولا ابناؤهم وبناتهم عبيداً وجواري لهؤلاء الاجلاف .. فلم يكن امام الفرس الا العمل بكل ما يملكون من وسائل للعمل على المحافظة على وجودهم الحضاري الضارب في اعماق التاريخ .. واستطاع الفرس ان يكونوا رقماً صعباً في المعادلة الاسلامية منذ اللحظة التي نطقوا فيها الشهادتين .. فكانت بلاد فارس تعيش ارهاصات هذا التحول الجذري والدراماتيكي في وجودهم الحضاري .. فكانوا ان تحولوا من اسياد في اوطانهم الى مواطنين من الدرجة الثانية او ما يسمون بالموالي الذين سيصبحون المحرك الخفي والرئيس لكثير من الاحداث اللاحقة والتي سنأتي على بعض منها فيما بعد .. واليوم يعيش العراق اثار وتداعيات ذلك التاريخ المثخن بالاحداث والمصائب التي لم تنتهي من ارض العراق .. اليوم يبدو العراق ساحة لصراع الاضداد الممتد منذ بداية صراع ابناء العمومة ، بني هاشم وبني امية الى هذه اللحظة ، فكأن ذلك الصراع نراه اليوم في التجاذب الذي يجري بين السعودية وايران .. بعد ان اصبحت ايران تمثل قبلة وراعية الاسلام الشيعي فيما اصبحت السعودية راعية الاسلام السني والذي كما يبدو ورثته عن الخلافة العثمانية التي افلت منذ مئة عام .. حتى وكأن اهل العراق انقسموا بين موالي لايران واخر موالي للسعودية .. وبغية تسليط الضوء على هذه القضية الجوهرية لابد لنا من استعراض تاريخي لتطور الاحداث التي اسفرت عنها هذه التوترات وسنبدأ من السعودية وتاريخها الذي يمثل تاريخ بداية ظهور الاسلام ففي هذه البقعة الصحرواية القاحلة والارض الجرداء التي تفتقر الى الكثير من مقومات الحياة .. ابتدأت فصول ( اللعبة ) فقد عرفت هذه الارض على انها المكان الذي سكنه العرب ومنها خرجت احد اهم الديانات الابراهيمية الثلاثة وهي الاسلام .. يسكنها البدو في اغلب ارجائها ولم تكن تحوي على مراكز حضرية او مدنية .شهدت قبل ظهور الاسلام الكثير من الصراعات والحروب بين القبائل التي كثير ما كانت تقوم من اجل البقاء وامتلاك المناطق التي تؤمن الحياة لاصحابها وعادة ما تسمى هذه الفترة بالعصر الجاهلي . ولم يكن المجتمع الجاهلي مجتمع زراعي او صناعي منتج بل كان في اغلبه مجتمع رعوي تكثر فيه الصراعات وتنتشر فيه الغارات والغزوات واعمال السلب والنهب . ولم يزدهر فيه الا الشعر الذي بلغ عظمته في هذه الفترة او ماقبل ظهور الاسلام .. وكانت الجزيرة العربية مرتع لظهور الاله المتعددة مع تواجد لا بأس به للديانات المسيحية واليهودية التي تركزت في مدينة يثرب . لكن ظهور محمد والاسلام في مكة قلب الجزيرة العربية رأساً على عقب وتحولت من مكان مقفر الى اهم واقدس بقعة على الارض بالنسبة لكثير ممن اعتنقوا الاسلام الذي فرض بالقوة من خلال ما عرف بالجهاد في سبيل الله حيث انطلقت جحافل المسلمين في كل الارجاء في القرن السابع الميلادي وما تلاه وهي تحمل ( مباديء ) الاسلام التي جاء بها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب . وقصي هذا جد ( النبي ) محمد هو الذي انتزع مفتاح الكعبة من ابي غبشان بزق من الخمر في القصة المشهورة وبذلك اصبحت سدانة الكعبة بيد قبيلة قريش التي توحدت بفضل قصي بن كلاب هذا . وبذلك اصبحت مكة وكعبتها على انها مكان مقدس تجتمع فيها الهة العرب قبل الاسلام والتي كان العرب يحجون اليها كل عام ويؤدون طقوس معينة ثم تحولت الكعبة بعد ظهور الاسلام الى ما عرف ببيت الله الحرام واصبح الحج اليها ركنا اساسيا من اركان الاسلام .. ولان الحج ورعاية الحجيج كانت عملية تجارية مربحة فقد نشأ صراع بين ابناء واحفاد قصي بن كلاب الذي وزع مهام رعاية الحجيج كالسقاية والوفادة وغيرها بينهم . الا ان هذا التوزيع على المهام والمناصب تطور الى صراع بين الاحفاد وخاصة بين ابناء هاشم وابناء امية ( راجع كتاب الحزب الهاشمي لسد القمني لمعرفة خفايا هذا الصراع القديم عبر هذا الرابط http://www.maaber.50megs.com/books/hashimi.pdf ) .
يتبع

#راضي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات