محمد البورقادي
الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 06:29
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
باتت جليا جودة المدارس الخاصة وارتفاع زبونها على حساب مدارس الدولة أو القطاع العام ، فالإستفادة مقرونة بربح سريع ودخل يسير غير عسير يتغدى من خفض ضريبي وإهمال حكومي ..
فلا يلزم غير موضع أرض تقام عليه مدرسة في وقت هبط فيه مؤشر العقار، وازداد الصياح على الخاص بدل العام بدعوى توفر الأول على تعليم جيد وبشروط أفضل وضمان لا مشروط بل إن من الأسر ما ينتظر دور بنيه في لائحة الإنتظار آملا أن يتم قبوله في مدرسة بعينها ..
لكن هذا الإستثمار لا ينفك أن يسلب أموال اليسير قبل الفقير في مكر وذهاء وترغيب مبجل سيما في غياب رقابة عالية تنضبط
إليها الأسعار وتنقاد لحكمها
فكثرة الصياح والتبجيل على الخاص من التعليم في ظل غياب جودة نقيضه العام قد حسم الكفة في وجه الأول وأعلنه فائزا ونصيرا تتجه إليه العامة قبل النخبة ويقصده المعسر ذو الدخل المحدود قبل قشدة المجتمع وما أن أثبث وقعه في نفوس غالب الطبقات بسنا برقه وضمان جودته حتى كشر عن أنيابه وبدى لنا منه ما لم نكن نحتسب ..
فقد حكم الربح على المبدئ وأعلن الإنتصار للزيادة اللامشروطة ولم يعر اهتماما ولا هما لمن كلف نفسه شقاء الإنضمام إليه وركوب موجه الذي يتعالى يوما بعد ويوم وحينا بعد حين ، وكيف لا والصيحات تتعالى لتمجده وتقدسه مدنسة بذلك نقيضه وجانية عليه ..
كل هذا يقع على مرآى ومسمع من من وكلناه أمرنا وفوضناه شؤوننا وحكمناه وليا علينا ، الحكومة ، بل هي من تدعم ذلك وتنصره عن طريق أيد خفية وسمسرة لها باع طويل طول الزمان فيها ..
إلى أين المنتهى إذا استمرت رياح الشرق والغرب تعصف بنا أنى تشاء ، وإلى من نحتكم إذا ضيع الحكم و صير حليفا علينا يماطل ويلعب أين ومتى وكيف شاء!!
فما دور الحكم إن تنصل من مهمته وترك الفريقين يغلب قويهما الأضعف وأين دوره وقد ترك الأسر كبيرها و صغيرها تحت رحمة هؤلاء الفئران الذين استحبوا إذلال بني جلدتهم على نصرتهم وعزتهم ..فالواقع يشهد أن الأقساط تتضاعف السنة تلو الأخرى في طمع ونهم منقطع النظير
والكل يتأوه ويشكو حال المآل وقلة الحيلة وضعف السند والعون بل خذلانه وجبنه ...
#محمد_البورقادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟