أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها وتبريرها















المزيد.....



غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها وتبريرها


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تنبيه:
====
هذه الدراسة التحقيقية، ليست مقالا. بل هي الجزء الثاني من الفصل الثالث من كتابي القادم الباحث عن معيار ومفهوم جديد للاستراتيجية بعنوان (الاستراتيجية في نهاية مطافها). ولذا أستميحكم العذر في الاطالة، لكونها اطالة اقتضها ضرورات الغوص في سير الأحداث التي سبقت عاصفة الصحراء، وتشريحها باسهاب، بحثا عن حقيقة ما جرى في شهر تموز من عام 1991 وبرر تنفيذ تلك العاصفة. واذا أذن القارىء لنفسه بمواصلة القراءة الى النهاية، رغم الاطالة الضرورية، فانه سوف يكتشف أنه بصدد قراءة مفيدة وممتعة، تبحث عن لغز من الألغاز التي تحتاج لمحقق ك "شرلوك هولمز" لفك غموضها وطلاسمها.
==================


نشر الكاتب الأميركي المعروف " بوب وودورد " في كتابه "القادة "، جزءاً من الحوار بين الرئيس صدام حسين والسفيرة الأميركية "إبريل جلاسبي" (April Glaspie) ــ الدبلوماسية المحترفة ذات الثمانية وأربعين عاماً، والتي أصبحت سفيرة في العراق منذ عام 1988. واستدرك " وودورد " في هامش الكتاب قائلاً بأنّ الحوار، الذي جرى باللغة العربية التي تجيدها "جلاسبي"، قد إستـقي من ترجمة عراقية له تمّت بناء على تسجيل صوتيّ عراقي. وأضاف قائلاً أنّ "مسؤولاً رسمياً أميركياً قد قال بأنّ جلاسبي قد ذكرت في تقريرها الرسمي لوزراة الخارجية، نصّاً ينسجم مع النصّ العراقي. ولكنّ جلاسبي إستدركت في تاريخ لاحق قائلة بأنّ ثمانين بالمائة من محضر الإجتماع، قد نشر من قبل العراقيين" .

ويذكر " جون سمسون " في كتابه "من ديار الحرب"، بأنّ " جلاسبي" : قد تشبّثت بقولها أنّ خُمس محتويات مقابلتها مع الرئيس العراقي قد زُوِّر أو حُذِف " . بينما ذكر ""كلنر" في كتابه بعنوان "حرب الخليج ( الفارسي ) التلفزيونية"، أنّ "جلاسبي" قد إدَّعت بأنَّها قد إتَّخذت موقفاً خشناً وحازماً في حديثها مع " صدام ". ولكنَّ " رامزي كلارك " في كتابه " الحريق هذه المرَّة "، قد أورد بأنَّ "النص الذي نُشـِرَ من قبَل العراق، كان دقيقاً" ، بينما أكّد " محمد حسنين هيكل" في كتابه بعنوان "أوهام القوة والنصر"، بأنّ نصَّ البرقية التي بعثت بها "جلاسبي" الى وزارة الخارجية الأميركية، متضمِّنة تقريرها الخاص عن جلسة الحوار تلك، قد بيَّنت بأنَّ "روايتها حول الأسلوب الذي صاغت به سؤالها حول الحشود العسكرية، قد تطابقت ـ بدقَّة تقريباً ـ مع النص العراقي" .

فالإختلاف بين النص العراقي المذاع، والنصّ الأميركي الذي صاغته "جلاسبي" لغاية إرساله الى وزارة الخارجية، كان إختلافاً ضئيلاً. ولقد أكّد ذلك النائب "لي هاميلتون" عندما خاطب السفيرة جلاسبي، أثناء إدلائها بشهادتها، مذكِّراً إياها بأن وزارة الخارجية الأميركية قد وصفت نصَّ الحوار الذي نشره العراقيون بأنَّه "بشكلٍ أساسي صحيح" .

وقد أكّد "هيكل" في كتابه "السابق ذكره ، بأنَّ السفيرة جلاسبي قد إعترفت بأنَّ ""العبارة الشهيرة " قد صدرت عنها. والعبارة المقصودة هي عبارة أنّ الولايات المتحدة "ليس لها رأي في النزاع الحدودي". فتلك هي العبارة التي أثارت جدلاً حول أقوالها وسلوكها.

ويورد "بيار سالنجر" وشريكه "اريك لوران" في كتابهما "الملف السرِّي"، نص حوار "جلاسبي" بتفصيل أوسع من النصِّ المقتضب الذي أورده " بوب وودورد" في كتاب " القادة". إذ قالت السفيرة، كما أورد الكاتبان: "لكنَّنا لا نملك رأياً في نزاعات عربية - عربية، مثل خلافكم الحدودي مع الكويت. لقد كنت أعمل في السفارة الأميركية في الكويت في نهاية الستينات. وكانت التعليمات لدينا خلال تلك الفترة، بأن لا نبدي رأياً حول هذا الموضوع، وأنّه لا علاقة للولايات المتحدة بالمشكلة. لقد وجَّهَ ( جيمس بيكر ) ناطقنا الرسمي، للتأكيد على هذه النقطة " . وقد استقيت هذه المعلومات أيضا من النص الرسمي لشهادة "ابريل جلاسبي" أمام لجنة الكونجرس في 21 آذار 1991.

وينسجم هذا النص الذي أورده الكاتبان سالنجر ولوران، مع النصّ المطوَّل للمحضر الرسمي العراقي لحوار "صدام - جلاسبي" الذي نشره الكاتب العراقي الدكتور سعد البزاز في كتابٍ له بعنوان " حربٌ تلـدُ أخرى" . كما ينسجم أيضاً مع النصّ المفصّل الذي نُشِر في كتاب "ما وراء العاصفة" الذي تضمن مجموعة أبحاث لعدد من الكتاب والباحثين.

فهذه "الكلمات الجوهرية" التي نطقت بها " جلاسبي" أمام " صدام "، بناء على ما يفترض أنّه تعليمات وزارة الخارجية، قد وضعت الرئيس العراقي، كما يرجّـح بعض الكتّاب، تحت إنطباع بأنّ الولايات المتحدة غير مبالية بالنزاع العراقي - لكويتي. وكما يقول هيكل": "لقد تركت الرئيس العراقي ومعه إنطباع بعدم الإهتمام الأميركي، وبالمرونة، وبالقابلية للتكيُّف " . ويضيف "هيكل" في موضع آخر، أنّ الصحافة الأميركية قد صنّفت سلوك "جلاسبي" بأنّه كان "غير ملائم [بإفراط]، ومراعٍ لرغبات الآخرين"" .
و
وتذكر مجلة "تايم" في عددها الصادر في الأول من تشرين أول 1990، مشيرة الى سلوك "جلاسبي" أثناء لقائها " بصدام حسين"، أنّ الرئيس يبدو وقد "إستنتج بأنّه يستطيع غزو الكويت، دون أنّ يواجه مجرّد شيء هو أكثر قليلاً من إحتجاج رسمي من الولايات المتحدة " .

وفي مقال نُشر في صحيفة هيرالد تريـبيون إنترناشيونال، بعد ستّة أسابيع على إحتلال الكويت، واقتبس منه "هيكل" في كتابه، ما يفيد بأنّ "صدام" قد تلـقّى من السفيرة جلاسبي، معاملة فيها الكثير من الرقّة واللطف، بحيث أنّه ما كان بوسعه إلاّ أن يستنتج بأنّه "يستطيع غزو وضم الكويت، دون أنّ يواجه إنتقاماً أميركياً " .

ويعلّق "سالنجر ولوران" على أقوال "جلاسبي" تلك، بأنّها كانت بمثابة "ضوء أخضر آخر" . وقصد المؤلفان بعبارة "ضوء أخضر آخر" ، الإشارة الى أنّ " جلاسبي" قد أدلت في مرحلة سابقة من الحوار، بملاحظة أخرى يمكن إعتبارها أيضاً ضوءاً أخضر. إذ علّقت على مطالبة العراق بتحديد 25 دولاراً كسعر لبرميل النفط، بقولها: "هناك عدّة أميركيين يرغبون في رؤية السعر يذهب الى أعلى من 25 دولاراً، لأنّهم يأتون من ولايات تـنتج النفط". فهذا القول كان أيضاً ضوءاً أخضر، على حدّ قول "سالنجر ولوران"، يدفع "صدام" للإعتقاد بأنّ السفيرة، ومن خلالها الرئيس [بوش]، قد وافق على مطالبه بسعر أعلى [ للنفط ] ، وهو ما كانت الكويت تحول دون حصوله نتيجة ضخ كميات من النفط تفوق الكميات التي حددتها لها منظمة "اوبيك".

ولا بدّ من التنويه هنا بأنّ ما قد يشجّع أيضاً على ذلك الإعتقاد، أنّ "بوش" نفسه هو من ولاية تكساس النفطية، وينحدر من أسرة تنتج النفط، وتـقتضي مصالحها رفع سعر النفط، أي الاستجابة لرغبة صدام برفع سعر برميل النفط. وقد أدت حرب عام 1991 الى رفعه فعلا ارتفاعا فاحشا.

ويعـزّز هذا القول ما ذكره "مايكل كينزلي" في مقال له نشر في مجلة التايم في الثالث من أيلول 1991، ومفاده بأنّ الرئيس بوش، عندما كان نائباً للرئيس في عام 1986، قد ذهب الى الرياض فـعلاً وتوسّل الى السعوديين ليخـفّضوا إنتاج النفط من أجل إستقرار [سعره] "، أي من أجل رفع سعره الذي كان متدنّياً بسبب غزارة الضخّ النفطي. وكان سعر برميل النفط قد تدنّى مجدداً منذ نهاية حرب العراق مع إيران. وكان ذاك التدنّي، نتيجة لما إعتبره العراق، كما سبق وذكرت، زيادة في ضخّ النفط في الجانب الكويتي عن الجانب المقرر لها.

وكانت السفيرة قد قالت أيضاً، خلال الحوار المذكور، بأنّ "الرئيس بوش لا يرغب فقط بعلاقات أفضل وأعمق مع العراق، ولكـنّه يرغب أيضاً في رؤية العراق مساهماً في سلام وإزدهار منطقة الشرق الأوسط. انّ الرئيس بوش رجل ذكي، ولن يعلن حرباً إقتصادية ضدّ العراق" . فذلك القول يمكن إعتباره ضوءاً أخضر آخر، لأنه يطمئن العراق الى عدم إتّجاه الـنيّة الى فـرض حصار إقتصادي عليه، كما يقول " سالنجر ولوران " في كتابهما، علما بأنه على أرض الواقع، فرض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 687 الذي صدر بعد توقف القتال في عاصفة الصحراء، حصارا اقتصاديا صارما على الجمهورية العراقية.

ولم يكن الكاتبان " سالنجر ولوران" هما الوحيدان اللذان إستخدما عبارة "الضوء الأخضر" في وصف ملاحظات "جلاسبي لصدام ". فمجلة " تايم " قد ذكرت أيضاً أنّ البعض في واشنطن، قد جادل بأنّ بيان جلاسبي للسياسة الأميركية، ربما بدا كايماءة [ بالرأس]، أو غمزة [بالعين] على الطريقة الشرق أوسطية، مانحة ضوءاً أخضر لتحرّك عراقي " .

وعلى خطى الكاتبين "سالنجر ولوران" في إعتبارهما أقوال "جلاسبي" بمثـابة ضوء أخضر، سار الكاتبان " آلن غريش ودومينيك فيدال" في كتابهما "الخليج ... مفاتيح لفهم حرب معلنة". فقد أشارا أيضاً الى نفس المعنى قائلين: "مهما كانت الأسباب التي كمنت وراء هذا الضوء الأخضر " .

أمّا " جون كولي ، مراسل قناة " ايه بي سي " في لندن، فقد وصف في كتابه "الحصاد" أقوال "جلاسبي" " بأقوى إشارة مشجّعة على الإطلاق" ، وهو تعبير يفوق في مضمونه تعبير "الضوء الأخضر".

كذلك أشار الكاتب "جين إدوارد سميث" في كتابه بعنوان "حرب جورج بوش"، الى التعليمات التي تـلقّتها "جلاسبي" من وزارة الخارجية، حول عدم وجود موقف للولايات المتحدة في نزاعات الحدود العربية .. بالقول: " لكن مع تذكير بغداد بأنّ إستعمال القوّة، مخالف لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ". ثم يستدرك الكاتب قائلاً " وهذا بالكاد يكون ضوءاً أحمر". " .

وإستخدم أيضاً تعبير " الضوء الأخضر"، الكاتب الأميركي "وليم سافير" في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز، واقتبسه الكاتب "آلن فريدمان" في كتابه بعنوان "نسيج العنكبوت". اذ قال "سافير" بأن "جلاسبي قد شهر بها، بزعم أنها قد قامت على مسؤوليتها باعطاء صدام ضوءا أخضر لغزو الكويت".

واستخدمته أيضاً الكاتبة السويسرية " ليزل جراز" Leisel Graz في كتابها بعنوان ""الخليج المضطرب" (THE TURBULENT GULF)، عندما قالت أنّ وزارة الخارجية [الأميركية ] قد إستمرّت في تجاهل تـنبّؤات "السي اي ايه " بغزو عراقي، وتابعت "إرسال إشارات الى صدام حسين، يمكن تفسيرها ... كضوء أخضر أميركي، أو على الأقل، كضوء أصفر" . وأكّده أيضاً ديبلوماسي أميركي بارز، مركزه في الشرق الأوسط. إذ قال، كما ورد في مجلة "نيزويك": " بأنّنا عملياً قد أعطيناه ضوءاً أخضر [لغزو الكويت]" .

وقضيّة "الضوء الأخضر" التي أشار اليها "سالنجر ولوران"، كما أشارت اليها مجلة "تايم" وعدد من الكتّاب، لم تكن هي السابقة الأولى في إستخدام "الضوء الأخضر" في أساليب السياسة الأميركية. ذلك أنّ "جاري سيك"، الذي كان مساعداً ل "ازبيغنيو لبريجنسكي" - مستار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي كارتر"، قد ذكر أيضاً في وصفه لقاء "بريجنسكي" عام 1980 بمسؤول عراقي ( رجّح البعض أنّه الرئيس صدام )، أنّ "بريجنسكي" قد أعطى العراق "ضوءاً أخضر" في قضيّة الهجوم على إيران. فقد تركه يفترض وجود ذاك "الضوء الأخضر"، لأنّه "لم يكن هناك ضوء أحمر واضح " . فأسلوب الضوء الأخضر إذن، لايبدو أسلوباً جديداً في السياسة الأميركية، بل له سوابق معروفة تستخدم في ظلّ ظروف خاصة وحاسمة، أي في ظلّ سياسة ""مفترق الطرق " ، مما يعني في ظروف اللحظات الحاسمة.

وهذا يقتضي إبداء ثلاث ملاحظات: أولها أنّ قضية الضوء الأخضر، قد تكون أسلوب عمل مألوف في إستراتيجية الولايات المتحدة. وثـانيها أنّ إستخدامها لاحقاً عام 1990ـ لدى لقاء السفيرة جلاسبي بالرئيس صدام، ربما لم يكن محض صدفة أو خطأ عفوي، طالما أنّ له سابقة واحدة معروفة على الأقل وقعت عام 1980، ويؤكّد حصولها "جاري سيك"، أحد مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي آنذاك، حيث اعترف بذلك في لقاء صحفي أجري معه، واقتبس "كينيث تيمرمان" أقواله وأوردها في كتابه بعنوان "رواق الموت". وثالثها أنّ هناك "قاسماً مشتركاً" حول كيفية إشتعال أزمتي الخليج. فالأولى، أي حرب عراق إيران عام 1980، وكذلك الثانية أي أزمة الخليج الكبرى عام 1990، قد إشتعلتا إثر "ضوء أخضر". فكلّ منهما كان وراءه "ضوء أخضر" . وكلاهما وجها للرئيس صدام.

*****************

ولكن هل بعثت "جلاسبي" بذاك "الضوء الأخضر " بناء على مبادرة شخصية منها، أي كان الأمر من " بنات أفكارها "، أم قامت بذلك بناء على تعليمات رسمية مسبقة؟

وفي كتاب بعنوان "محارب في الصحراء"، وضعه الأمير خالد بن سلطان قائد القوات المشتركة في التحالف، رجّح الأمير خالد أنّ "جلاسبي" "لابدّ أنّها كانت تطيع تعليمات رسمية، وأنّ صدّام قد حمل قولها على محمل الجدّ" .

وذكر الكاتب " جين إدوارد سميث " ــ أستاذ العلوم السياسية في جامعة تورنتو، أنّه " في 24 تموز، أعطت وزارة الخارجية بتوقيع "بيكر"، تعليمات واضحة لكي تكرّر [جلاسبي] للحكومة العراقية، العبارة المألوفة عن عدم وجود (موقف ) للولايات المتحدة في نزاعات الحدود العربية " .

ويؤكّد "رامزي كلارك" أيضاً في كتابه " الحريق هذة المرة "، أنّه " في 24 تموز [1990]، إستلمت [ جلاسبي ] برقية من وزارة الخارجية، توجّهها بشكل واضح على التأكيد بأنّ الولايات المتحدة ليس لديها موقف في نزاع عـربي - عربي" . وقد إستقى " كلارك " معلوماته من مقال "لليزلي جالب " نشر في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان " التخبّط المصيري لبوش"، وهو ذات المقال الذي إقتبس منه أيضاً الكاتب " جين إدوارد سميث " .

ويعزّز أيضاً وجود التعليمات الرسمية، قول " إبريل جلاسبي" للرئيس العراقي أثناء حوارها معه، أنّ وزير الخارجية "جيمس بيكر" ، "قد وجّه ناطقنا الرسمي للتأكيد على هذه النقطة " . ولم تحدّد "جلاسبي" متى أصدر "بيكر" توجـيهاتـه تـلـك لـلناطـقـة الرسمـية بإسم وزارته. ولكنّ ""مارجريت توتـوايلرر"، الناطقة بإسم الخارجية، كانت قد أدلت فعلاً في اليوم السابق على لقاء "جلاسبي بصدام"، بتصريحات تـنفي فيها وجود "معاهدات دفاعية مع الكويت، أو أيّة التزامات دفاعية أو أمنية مع الكويت" . وقد وردت أقوالها في كتاب بعنوان "ما وراء العاصفة" الذي تضمن مجموعة من الأبحاث حول تلك المسالة. بل وورد أيضا في كتاب "حرب بوش". وهي على أرض الواقع، تصريحات تتناسق مع أقوال "جلاسبي" اللاحقة للرئيس صدام، في اليوم التالي مباشرة، والتي أفادت بأنّه "لا رأي لنا في النزاعات الحدودية ". فجلاسبي عمليا، كانت تكرر فحسب ما قالته "توتوايلر" في اليوم السابق للقاء جلاسبي بالرئيس صدام.

فإذا كان "بيكر" قد أصدر توجيهاته " للناطق بإسم الخارجية "، كي يؤكّد على هذه النقطة، فإنّه من البديهي أنّ يكون قد أبرق "لجلاسبي" بنسخة عن تعليماته تلك، بإعتبار أنّ "جلاسبي" هي المعنيّة بشكل مباشر بهذا النزاع .

ومما يرجّح صدور التعليمات الخطيّة الى "جلاسبي" ( للإدلاء بتلك الأقوال)، أنّ "جيمس بيكر" عندما وجّه إليه إصبع الإنتقاد .. ـمن أحد الصحفيين، بكونه مسؤولاً عن إرسال برقية التعليمات تلك، إنبرى "بيكر" نافياً علمه بمضمون تلك التعليمات، أو بالتوقيع على البرقية التى تضمّنتها، ولكن دون أن ينفي صدور البرقية أو التعليمات. وقد جاء نفيه ذاك في أوئل تشرين أول 1990، أي بعد مرور أقل من شهر على نشر محضر حوار "جلاسبي - صدام" والذى نشر في شهر أيلول 1990.

وفي مقال بعنوان "معرفة متى تلجأ الى الإختباء" نشرته مجلّة التايم، أشار كاتب المقال "كريستوفر أوجدن" (CHRISTOPHER OGDEN) ـ، الى لقاء تلفزيوني أجري مع "جيمس بيكر". ووجّه الأسئلة خلال ذاك اللقاء، مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" " آر دبليو آبل جونيار " (R.W.APPLE JR) الذى سأل الوزير: لمَ أبلغت سفيرة الولايات المتحدة في العراق ( بناء على تعليمات مباشرة من بيكر) صدام حسين، فى أواخر تموز، بأنّ الولايات المتحدة ليس لها موقف في نزاع العراق الحدودي والإقتصادي مع الكويت" .

وردّ "بيكر" بأنـّه يتّفق في الرأي مع كاتب عامود في الواشنطن بوست، وصف أسئلة كهذه بأنّها "مخجلة ". وأضاف "بيكر":" لقد حصلنا على [علامة] عشرين على عشرين في إدراك طبيعة الحادثة، [ والتذكير بها هو ] نقد حسّاس لبعض موظفي الخدمة العامة المميّزين". وقد عنى السفيرة جلاسبي ومساعده "جون كيلي"، كما ورد في مجلة التايم الصادرة في الثامن من تشرين أول 1990 .

وهنا ردّ الصحفي " آبل " ( APPLE ) بأنّ النقد لم يكن موجّهاً "للديبلوماسيين"، فهم ""يحاولون إنتقادك أنت " ، أي إنتقاد "جيمس بيكر " نفسه.

وهنا ـ مرّة أخرى ـ أصبح المراسل مستهدفاً. لكن عوضاً عن تقبّل [ بيكر] للمسؤلية عن سياسة الإدارة المبدئية الإسترخائية نحو بغداد [ بموجب تعبير المقال]، حاول "بيكر" المراوغة قائلاً: "أنت تريد مني أن أقول بأنّ هذه التعليمات قد أرسلت على وجه التخصيص منّي، وبناء على تعليمات محدّدة صادرة عنّي"؟ فبيكر إذن كان يتنـصّل من المسؤولية عن مضمون البرقية، ومن كونها قد صدرت عنه.

لكنّ "بيكر" لم يتوقّف لدى التنصّل من هذين الأمرين. إذ أنّه قد تابع قائلاً بأنّ "هناك حوالي ثلاثمائة وإثنا عشر ألف برقية تخرج بإسمي كوزير للخارجية" . وقد عنى بذلك، أنّ العديد من البرقيات ترسل بإسمه، وبعضها يرسل دون علمه. فهذه البرقية هي واحدة من تلك البرقيات العديدة. إذن، هو الآن لا يتـنصّل من المسؤولية عن العلم بمضمون تلك البرقية، بل يتنصّل أيضاً من مجرد العلم بإرسالها. ومع ذلك، فإنة لا يذهب الى حدّ نفي إرسالها إبتداء.

فإذا كانت برقية التعليمات قد أرسلت، ولكنّ "بيكر" لم يكن هو الشخص الذي صاغها، أو وقّعها، أو علم بها، فمن هو إذن "المجهول" الذي صاغها، أو أمر بإرسالها، أو وقّعها. وهل هو مجهول أعلى مرتبة من "بيكر". أم ترى كان أدنى مرتبة منه ( أي أحد مساعديه مثلاً )، لكـنّه تصرّف دون إعلامه بالأمر، خصوصاً وأنّ "بيكر" قد غادر واشنطن الى "جاكرتا" في الساعة السابعة والربع من صبيحة الخامس والعشرين من تموز، كما يذكر في مذكراته بعنوان "سياسات الديبلوماسية" ، محاولاً الدفاع عن نفسه بالإيحاء بأنّه قد غادر العاصمة الأميركية قبل موعد إجراء حوار صدام ـجلاسبي. لكنّ الساعة السابعة والربع بتوقيت واشنطن، هي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر الخامس والعشرين من تموز بتوقـيت بغداد ـ علماً أنّ لقاء "صدام ـ جلاسبي" قد جرى في الساعة الواحدة من بعد ظهر ذلك اليوم، أي قبل ساعتين من مغادرة "بيكر" لواشنطن.

ولكن هل يعقل أنّ يتصرّف أحد المساعدين تصرّفاً جوهرياً كهذا على مسؤوليته، ودون الرجوع الى رئيسه المباشر - أي "بيكر"، الذي يقرّر سياسة الدولة الخارجية ويرسم حدود تلك السياسة؟

ولما كان إرسال برقية حسّاسة كهذه، وفي مثل هذه الأهميّة، وفي لحظات تترنح بين السلم والحرب... دون علم وزير الخارجية، أو دون وجود شخص معلوم أملى نصّها أو وقّعها، هو أمر أكثر جديّة من تحمل "بيكر" لمسؤولية التوقيع عليها، فقد بات من الأفضل نفي وجود برقية التعليمات، ونفي صدورها إبتداء.

ففي نهايات عام 1995 ، عندما أصدر "بيكر" مذكراته، نفى في تلك المذكرات وجود برقية بتعليمات كهذه. فهو يذكر في كتابه بأنّ إجتماع "جلاسبي" مع "صدام" قد جرى بشكل مفاجئ. ولأنه تـمّ بمثـل هذه الفجائية، فإنّها ـ، أي "جلاسبي" ، ـكانت "تعمل بدون تعليمات محدّدة " . ثم يستدرك قائلاً بأنّها كانت تعمل بموجب "التوجيه العام الذي أرسل في التاسع عشر من تموز "، أي قبل لقائها "صدام" بستة أيام.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد بعثت في 19 تموز برقية الى جميع سفاراتها المعنيّة في الشرق الأوسط ( بما فيها سفارتها في بغداد )، (كما ورد في مذكرات بيكر - سياسات الديبلوماسية)، تحدّد فيها السياسة الأميركية الجديدة حول النزاع العراقي الكويتي. فقد وجّه الدبلوماسيون الأمريكيون على التشديد، في جميع الإتصالات مع الأطراف العربية حول نقطتين: "أولهما أنّ النزاعات يجب أن تسوّى بالوسائل السلمية .... وثانيهما أنّ الولايات المتحدة لا تتخذ موقفاً من جوهر القضايا الثنائية بين العراق والكويت " .

وكانت "جلاسبي " قد نفت في 21 آذار 1991 ـ ورود تعليمات جديدة لها، وذلك عندما ذكرت في شهادتها أمام لجنة الكونجرس (انظر نص شهادتها)، بأنّ آخر تعليمات وردت إليها ـقبل لقائها "صدام" ـ قد وصلتها في 18 تموز 1990 (أي ليس 19 تموز) ، ولم ترد بعدها تعليمات رئيسية جديدة إلاّ في 28 تموز. وقد إستخدمت عبارة "مجموعة التعليمات الرئيسية " لتصف بها التعليمات الواردة في 18 تموز ثم في 28 تموز 1990 .

الا أن إستخدامها لتعبير "مجموعة التعليمات الرئيسية"، لم ينفِ إمكانية إستلامها لتعليمات "أخرى"، تـفصيلية مثلاً، أوغير رئيسية، أو كصورة عن تعليمات صادرة لجهة أخرى. فالقول بعدم ورود تعليمات جديدة على الإطلاق، يتناقض مع قولها للرئيس العراقي في 25 تموز بأن وزير الخارجية ـ بيكر "قد وجّه ناطقنا الرسمي للتأكيد على هذه التعليمات " مجدّداً، كما ورد في كتابي "ما وراء العاصفة" و "الملف السري". ولقد "أكّدتها" "توتوايلر" فعلاً في مساء الرابع والعشرين من تموز بتوقيت واشنطن كما سبق وذكرت،، أي خلال ساعات الليل في بغداد، وقبل ساعات قليلة من لقاء جلاسبي بصدام.

فهل يعقل ألاّ يطلع الوزير سفيرته في بغداد حول مضمون التعليمات التي أصدرها للناطق الرسمي؟ وهل يعقل ألاّ يكون قد أبرق لها بصورة عنها ؟ فقولها ذاك أمام الرئيس العراقي، يعزّز الإعتقاد بوجود تعليمات جديدة صدرت بين فترتي 18 و 28 تموز 1990 .

ولكنّ "جلاسبي" تناقض نفسها مرة أخرى عندما تعترض النائب "لي هامليتون" أثناء شهادتها أمام الكونجرس في 21 آذار، (راجع المحضر الرسمي لشهادتها) مصحّحة عباراته حول تصريحات "توتوايلرر" بالقول: " لغايات العدالة سيدي الرئيس، فإن جوابها (أي جواب "توتوايلر") كان ردّاً على سؤال" صحفي، أي لم يكن بياناً صادراً عن الخارجية . ولقد كان ذاك صحيحاً. ولكنّ الغريب في الأمر أنّه لا ينسجم مع قول "جلاسبي" أمام الرئيس العراقي، بأنّ " الوزير قد وجّه ناطقنا " ... فهل وجّه الوزير" ناطقنا " أم لم يوجّهه؟ فإذا كان قد وجّهه، فإنّ أقوال "توتوايلر " بعد ذلك، كانت إنعكاساً لذاك التوجيه الذي أكّدت "جلاسبي" وجوده ، سواء صدرت أقوال " توتوايلر" في صيغة بيان مباشر، أم في صيغة ردّ على سؤال صحفي .

بل وتعترف "جلاسبي" ـ في بيانها الإفتتاحي لمناقشات لجنة الكونجرس، أنّها في صباح الخامس والعشرين من تموز، "عندما إفتتحت وزارة الخارجية [العراقية ] أبوابها رسمياً، ذهبت اليها ببيان "توتوايلر". " فجلاسبي" إذن، قد بكّرت في الإستيقاظ منذ الصباح الباكر، وهيأت نفسها لتطرق أبواب وزارة الخارجية العراقية بمجرّد أن "فتحت أبوابها رسمياً "، لتسلّم تصريحات "توتوايلر" مطبوعة، الى نائب وزيرالخارجية، سائلة إيّاه أن يبعث بها فوراً الى رئاسة الجمهورية، إذا لم يكن نصّها قد وصل إلى الرئاسة بعد .

"فجلاسبي" إذن، قد أبدت لهفة واضحة للتأكّد بأنّ تصريحات "توتوايلر" قد طُبعت وجهّزت، وكانت مهيّأة للتسليم منذ الصباح الباكر، مما يعني بأنّها كانت تقدِّر أهميتها، وتعلم علماً " يقينياً " بأنّها قد صدرت بناء على توجيهات "بيكر"، وبأنّ تعليماتها الواضحة تؤكّد على ضرورة إيصالها الى ديوان الرئاسة العراقية فوراً وبدون تأخير. وهذا كلُّه يفيد العلم المسبق بموعد صدورها .

ولكنّ أمراً آخر يعزّز الإعتقاد بوجود خلفية غامضة حول أقوال "جلاسبي" بأنّه "لا رأي لنا في النزاعات الحدودية"، وذلك هو إختفاؤها المفاجئ والتام عن "الشاشة" السياسية، ذاك الإختفاء الغريب والطويل، والذي دام سبعة شهور وثلاثة أسابيع. "فجلاسبي" قد غادرت بغداد في الثلاثين من تموز 1990، لتمضية إجازة قصيرة. إلاّ أنّها إختـفت فجأة عن الأنظار، فلم تعد للظهور السياسي إلاّ في الواحد والعشرين من آذار 1991 .


ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟
- غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...
- نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري
- هل سقط مخطط اسرائيل باستخدام الربيع العربي لانهاء الحلم الفل ...
- هل أقام في البيت الأبيض يوما ما، رئيس كنيرون.. قيصر روما الذ ...
- جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند ...
- متى يلتقي القطبان ليقررا كيفية حل النزاعات الدولية قبل انقضا ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 ايلول 2001، يبقى الغموض حول ...
- تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن
- عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموض ...
- هل بتنا نقترب من حرب دولية على الأرض السورية، أم على الباغي ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها وتبريرها