أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟














المزيد.....

ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نطوع اللغة ...نُخضعها لرغباتنا وكي تلبي طموحاتنا ...نضعها في أسفل الدرجات أو أرفعها...كي تحقق لنا أغراضنا...لاضير حين نكون صادقين مع أنفسنا ومع المجتمع...أو مع التاريخ...لكن أن نُحَوِّل اللغة لوسيلة تقلب الموازين والأعراف...تغير المفاهيم وتعكس القِيم...تجعل من الجبان بطلا ، ومن المتخاذل والنذل ...نزيهاً ونبيلاً!!...من القاتل والسفاح ...محارباً فذاً لنصرة الحق وإقامته!...أن نجعل اللغة أداتنا لتشويه صفحات الشعوب والأمم...لتدمير مقدراتها...لقلب كياناتها ...تحت مسميات نضالية وحقوقية..رغم أن من نتوجه لهم ....يملكون عيوناً، وآذاناً وعقولاً...وهذا يعني أنا نستغفلهم ...أو نستغل جهلهم ، فنزيد عليه ونسخرهم ..لأغراض قذرة ...تعيدهم إلى أحضان العبودية...وهنا نصبح أكثر إجراماً من المجرم نفسه...حين نستخدم قدرتنا الكتابية لتلميع صورة قاتمة مغرقة في الظلامية الفكرية...فتتحول أقلامنا لمعاول هدم ...بدلاً من أن تساهم ببناء الفكر الإنساني..وتفتح عيون من ينتظر منا كلمة يمكنها أن تنقله نحو نور الحقيقة، الذي تخفيه الأقلام والأدوات السلبية وراء لغتها الكاذبة ...المسخرة بفعل الدولار ومايشبهه من عملات ...لها مفعول السحر عند النفوس الضعيفة والعقول القابلة للشراء...وكي أُقرِب لكم المسافة وأدخل في المحسوس من الأحداث...أطلق لكم إشارات وأسماء تمر عليكم كل يوم ...ويمررها ويكتبها بعضكم لتغدو صيغة متداولة ...فيما بينكم وتغير من مفاهيمكم دون أن تقفوا منها موقف المشتبه به، أو الرافض لتداوله باعتبارها عملة لغوية مزيفة..
ــ فإعادة الأمل ....هي اسم الحرب الدائرة في اليمن، والتي لم تبق فيه حجرا يشير لمعالم حياة...ولم تحرر فيه إلا مدينة واحدة سموها عاصمة ثانية...رغم افتقارها للاستقرار.
ــ وحرب على الإرهاب ...تسمية يطلقها النظام السوري وأعوانه وحلفاءه، منذ ماينوف على الأربع سنوات دمر فيها الحجر والشجر والإنسان، وأدخل على البيت السوري كل مغتصبي الحياة ، والحالمين بثروة ما ...أو سلطة ما تعيد لهم مجداً ضائعاً...ولا يعترف بأن ماقام في سوريا يمكنه أن يكون ثورة على ظلمه وظلم أبيه منذ نصف قرن من الزمان...
ــ وداعش ..تصغير لتسمية الخلافة الإسلامية المأمول قيامها ...لكل شذاذ الأرض وشواذ التاريخ...
ــ ورغم محبتنا لبغداد كعاصمة للعراق...لكن كريزا من الحساسية والرجفة الهستيرية تنتابنا ..عند انتماء " البغدادي " لها...
ــ ورغم ارتباطنا ومطالبتنا بحقنا في الجولان ...وأنه جزء لايتجزأ من الوطن السوري...لكن ارتباطه باسم جزار غاشم ك" الجولاني" أيضا نحاول أن ندفنه في الأرض ونتمنى اختفاءه عن وجهها....وسنعمل على إطلاق تسميات أخرى على مجرمي العصر...بدلا من هذه المتلازمات ...المتعلقة بوطن وتاريخ وأرض.
ــ أما الحرب التحريرية...فقد اخترعتها الأقلام المأجورة بعهد المقبور الأسد الأب حين أضاع الجولان ..أولا ثم ..سعى مع " كيسينجر" لإعادة مدينة القنيطرة المدمرة ..بلا عودة لسكانها أو للحياة فوق أرضها.
ــ أما انقلابه على رفاقه ، فقد أطلق عليه " حركة تصحيحية" ...صحح من خلالها كل المفاهيم وقلبها وقولَب التاريخ والمؤسسات وائتمن عليها كل لصوص الأسرة وقطاع الطرق...ليمهدوا له الاستملاك الأبدي له ولعائلته! ..
ــ ناهيك عن تسميات تحمل كل معاني التدجيل والأحابيل والتزييف تُطلَق على أحزاب مذهبية مغرقة في العمى الطائفي...تلصق بها أسماء الله كي تمنحها قدسية إلهية...مع أن أفعالها أكثر نجاسة وصفاقة وإجرام من أوسخ وأكثر صفحات التاريخ سواداً ...فهذا " حزب الله"...يعني أنشأه الله نفسه ! وطالب العالم أن تنتمي له!!! وأن تأتمر باسم من نَصَّبَ نفسه فوق رايته الصفراء " سيداً"!!!.
وذاك " أنصار الله" وآخر أنصار الشريعة ...وذاك جيش الإسلام...وآخر وآخر...ونحن ندور على أنفسنا ونغرق في حفر من الأسماء تنبت وتتكاثر كالفطر السام...والكثير منا يسقط في هذا الفخ أو ذاك عن وعي أو عن جهل...والجاهل يعتقد نفسه أنه الصالح الوحيد والأكثر انتماء والأحق بجنات النعيم...
سأسامحكم بها جميعها..خذوها انقعوها واشربوا ماءها وكأنها عشبة الترياق التي ستحملكم إلى عدن..ولا أقصد عدن اليمنية بل عدن الجنة.....الموعودة...ودعوني وشعب سوريا في جحيمنا....لأن ناره لاتحرق سوانا...لكني أرجو أن من أصابته نارها ...أن يصحو من غيبوبة الأسماء، ومن عمالة اللغة ، ويعود لما أطلقه عليه والديه ولهوية يحملها فوق جبينه وتسري في عروقه...واسمها سوريا ، منها انطلق وإليها سيعود وعلى اسمها يُسمى..
باريس 10/11/15



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!
- بين زيت الصبر وزيت النفط فرسخاً صغيراً
- قراءة في مقابلة - أحمد منصور- للجولاني:
- عند حمزة الخبر اليقين:
- إلى أخي السوري في بلد - الأسد غير الإرهابي -!!!
- حلول موسكوبية
- في مرآة الواقع:
- ثمن الموت السوري في عالم - الأبوة-!
- خريطة جديدة للمنطقة....ربما!
- الإسلام المعتدل!
- - لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر-!
- صورة قاتمة للمنطقة واستبداد جديد!
- عدالة عرجاء !
- من المسؤول عن هذا التردي في النقل قبل إعمال العقل؟


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟