أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية















المزيد.....

الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تزدحم الصحف العراقية بمقالات عن الفساد لكتّاب في اختصاصات مختلفة،لكننا لا نعرف وجهة نظر الناس في ظاهرة لم يشهدها تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها.والمفارقة ان نظام الحكم الملكي الذي اتهم بالعمالة لبريطانيا ونظام الحكم الدكتاتوري الذي احتكر السلطة ما كان فيهما الفساد بحجم ما صار عليه في نظام ديمقراطي! وتتولى السلطة فيه احزاب دينية!

ولغرض معرفة رأي الناس في اسباب الفساد ،وتحليل اجاباتهم ومعرفة ما اذا كانوا يحملون تصورا مشتركا او تشخيصا محددا يقود الى استنتاجات تبنى عليها مواقف عملية ومعالجات اجرائية ودراسات علمية،فقد توجهنا عبر وسائل الاتصال الجماهيري والبريد الآلكتروني بثلاثة اسئلة هي:

1.من هو المسؤول الاول او الاكبر عن شيوع الفساد في العراق؟ حدد جهة واحدة فقط.
2.حدد ثلاثة اسماء من المسؤولين تعتقد انهم اكبر ثلاثة فاسدين.
3.ماهي اسباب الفساد من وجهة نظرك؟

كانت النتائج على النحو الاتي:
السؤال الأول..الجهة المسؤولة.

• الأحزاب الدينية في السلطة
• سلطة الاحتلال بعد سقوط النظام
• الاحزاب المشاركة في العملية السياسية
• حزب البعث في النظام السابق

السؤال الثاني..أكبر الفاسدين.

في ادناه اسماء اكبر الفاسدين مرتبين تنازليا:
• نوري المالكي
• مدحت المحمود
• اسامة النجيفي
• بهاء الاعرجي
• عمار الحكيم
• باقر جبر صولاغ
• صدام حسين
• هوشيار زيباري
• خير الله طلفاح

اسباب الفساد
حددت العينة اسباب الفساد بالآتي:
• غياب الرقابة المالية
• عدم تطبيق القانون
• عدم استقلال القضاء
• المحاصصة
• ازدواجية الفرد العراقي
• الفقراء بوصفهم مسؤولون عن اطالة مدة بقائه
• الوضع السياسي المنهار والفوضى الامنية
• صمت المرجعية الدينية

تعليقات لها دلالات
تضمنت الاجابات تعليقات ساخرة واخرى عامة من اكاديميين ومثقفين نوجزها بالاتي:
• الجميع فاسدون لا استثني احدا. وعلى رأي النواب استثني ابن عّم كونفوشيوس وابن خال الجاحظ وابن عمة ابن منظور وابن خالة الإسكندر الكبير صاحب البواسير السبعة ووارث عمامة الحجاج بن يوسف احد كلاب ثقيف فقد كان المسكين يحلم اثناء الأزمة.
• المسؤول الاول عن شيوع الفساد:هي البيئة السائدة،والقضية لا تتعلق باشخاص.ومن الصعب جدا الاجابة على هذه الاسئلة بدقة من دون قرائن.
• الجميع بمن فيهم الفقراء والضعفاء..فحين يشيع الفساد تنتشر ما يسمى ثقافة الفساد..فيسمى الفاسد ذكيا والامين مسكين ما يعرف مصلحته.
• صعب التحديد..كلهم فاسدون وفاسقون بلا استثناء.
• للكاتب وليم كولدنغ رواية تسمى (الذباب)..ملخصها وصول مجموعة من الاطفال الى جزيرة غير ماهولة،وبغياب سلطة الكبار (القانون) والدين يتحولون بالتدريج الى قتلة.
• الشعب هو الذي يشجع على الفساد..فلو امتنعنا عن الرضوخ الى كل مرتشي وفضحنا الاعيب البعض منهم وساهم كل فرد بأصلاح نفسه ونصح من حوله لما استشرى هذا المرض
• لان اكبر الفاسدين هم اشخاص متدينون..فقد انتهكت قيم الحلال والحرام.
• الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة.(جورج اوريل)
استنتاجات
اللافت في هذه النتائج ان الرأي العام حمّل حزب البعث بوصفه هو اول من بدأ الفساد في العراق،وحمل الأحزاب الاسلامية الدينية المسؤولية الأكبر في اشاعته،فيما حدد اكبر ثلاثة فاسدين بكل من:السيد نوري المالكي يليه بفارق كبير السيدان مدحت المحمود واسامة النجيفي.

على ان اهم استنتاج واخطره،اجتماعيا واخلاقيا وسياسيا،هو ميل الرأي العام الى (التعميم).فهو لم يستثني حزبا او طرفا في العملية السياسية فضلا عن اتهام طال معظم السياسيين.وفي هذا ما قد يشير الى مبالغة،اذ ليس من المعقول،في رأي كثيرين،ان جميع من ورد اسمه (جهة ام اشخاصا) هم فاسدون ماليا بالمعنى الذي يدينه القانون.والخطر في هذا الحكم انه يخدم الفاسدين الحقيقين (الحيتان)..لأنه يحولهم من اشخاص معدودين ليضعهم في جمع غفير يضيعون وسطه.فضلا عن انه يشجع من هو غير متورط به من السياسيين الى ممارسته مبررا لنفسه انه ما دام الجميع متهما وما دام الفاسدون يعيشون برفاهية فلماذا لا اكون مثلهم،او محاورا نفسه بالتعبير الشعبي (هي بقت عليّ).
وعلى الصعيدين الاخلاقي والاجتماعي،فان الخطر في هذا التعميم أنه يبرمج تفكير الناس بان الفساد صار حالة واقعية عليهم قبولها وتكييف علاقاتهم الاجتماعية وقيمهم الاخلاقية لما صار امرا مفروضا.

وتتضمن النتائج ادانة للفقراء والمحرومين والشعب بشكل عام لأنه سكت عن محاسبة الفاسدين.وهذا ليس صحيحا ايضا بدليل ان التظاهرات المطالبة بمحاسبة الفاسدين بدأت في شباط 2011 وبلغت حدتها في آب 2015.وتوحي هذه النتيجة بأدانة ضمنية للذات،وترحيل مسؤولية فضح الفاسدين ومحاربة الفساد من الذين يمتلكون وعيا ثقافيا وسياسيا الى فقراء اعتادوا على حالتين:حياة البؤس والخوف من الحكومة.

تحليل سيكولوجي

تعود بدايات الفساد الى عام (1980) في المؤسسة العسكرية تحديدا" بين ضباط وميسوري حال من المجندين بدفع رشا و (هدايا) الى آمريهم للحفاظ على حياتهم او الحصول على اجازة يمارسون فيها اعمالا" تدرّ عليهم رزقا" أوفر من رواتبهم، و"شراء" قادة عسكريين بمنحهم اوسمة شجاعة بمكافئات مالية ضخمة واراضي،خلقت منهم فئة ثرية جدا" ولدّت لدى الضباط الآخرين الشعور بالحيف فأخذوا (حقهم) من الدولة بالرشوة والاختلاس،نجم عنها (تطبيع نفسي) مهد لقبول هذه الظاهرة.
وجاء الحصار الذي اضطر اساتذة جامعة ان يعملوا (سواق اجرة) ويفتح مدرسون(بسطيات..جنبر)لبيع السجائر،فدخل الفساد المؤسسات التربوية المسؤولة عن صنع الأخلاق ليلوث الضمائر الفتية ويهيؤها لمرحلة القبول حين تصبح شابة،لينتقل (التطبيع) الذي مارس عملية (ترويض الضمير) لثماني سنوات،الى حالة (القبول) المبرر نفسيا..لثلاث عشرة سنة.
في العام(2003) أطاح التغيير بالنظام ولم يطح بالفساد،بل توزع المحرومون على صنفين:سياسيون استلموا السلطة واستولوا على ممتلكات اشخاص ودولة،و(حواسم) نهبوا وفرهدوا ونطوا من الحضيض الى (القمّة)..بنوا العمارات في بغداد واشتروا الشقق الفاخرة في عواصم عربية.ولأنهم لم يحاسبوا،فقد ظهرت فئة من الناس اطلقوا على انفسهم (النوادم) لأن ضميرهم الذي عدّ النهب حراما" في لحظته،تبين لهم فيما بعد انهم اضاعوا الفرصة فصاروا من النادمين!.ويعني هذا سيكولوجيا،تعطّل الضمير الاخلاقي لدى الذين كانوا مترددين في حوادث النهب والفرهود،وزيادة مساحة قبول الفساد المالي اجتماعيا".
وبتعرض العراق لأخطار داخلية وخارجية ظهر عامل نفسي جديد ضاغط هو ( قلق المستقبل) اشاع الظاهرة اكثر في زمن البرلمانين الأول والثاني،وتحكّم بالغالبية المطلقة من المسؤولين فعدّوا وجودهم بالسلطة(فرصة)عليهم ان يستغلوها بما يؤمّن لهم ولأسرهم مستقبلا" ماديا" مضمونا".وبممارستهم له صار فعل الفساد( شطاره) وتوقف الضمير عن التأنيب بعدّ الفساد حراما".
وبتعمق المحاصصة والطائفية السياسية شاعت (سيكولوجيا الاحتماء) التي تعني ان ابن الطائفة يحميه حزبه الطائفي،دفعت بعدد من هذه الطائفة وتلك الى سرقة المال العام في اتفاق ضمني:( اسكت وأنا اسكت) منحهم الشعور بالأمن النفسي.وصار الفساد بحجم أكبر لم يشهده تاريخ العراق والمنطقة، و"الفضل" في ذلك يعود لأمريكان وأجانب جرّؤا عراقيين على "هبرات" كبيرة..وأمّنوا لهم الحماية.
وبسكوت الحكومة الحالية عن محاسبة الفاسدين،وتبادل التهم بين معممين سياسيين بشكل خاص ومدّعين بالزهد والنزاهة..افتقد الناس انموذج القدوة وصار الموظف البسيط يردّ على ضميره:( اذا كان قدوتي يرتكب هذا الفعل..فأنا لست بأحسن منه.واذا كان حراما..فلأضرب ضربتي..ثم اذهب الى الحج واستغفر ربي..والله غفور رحيم!).
ان تفاعل هذه الآليات على مدى (35) سنة أفرز نتيجة سيكولوجية هي أن الناس حين تضطر الى قبول أو غض الطرف عن سلوك كانوا يرفضونه،ويجدون أنفسهم غير قادرين على تغييره،انتشر بين غالبيتهم مخّرجينه بتبريرات واسقاطات تعطّل تأنيب الضميرعلى هذا الفعل.وبما أن الفساد شاع سيكولوجيا واجتماعيا فان النصائح والمواعظ والتثقيف وخفض الرواتب الكبيرة..لن تقضي عليه،لأن الضمير الذي يتوقف فيه نبض الحلال والحرام يصبح مثل قلب توقف..لن تعيد نبضه الا رجّة كهربائية.والرجّة للفساد تكون بتشكيل محكمة من قضاة مستقلين تبدأ بمحاسبة الحيتان الكبيرة..يأخذ فيها كل فاسد ومفسد جزاءه بالعدل،وتسترد ليس أموال الناس فقط..بل الضمير الذي تهرّأ..وهذا أثمن.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطموح..هل قتل الجلبي بالسكتة؟! تحليل سيكولوجي
- التطرف الديني وصناعة الموت (2-2) دراسة تحليلية
- حوار المدى 2 تشرين الثاني 2015
- التطرّف الديني وصناعة الموت (1 -2)
- قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟ تحليل سيكولوجي
- hالتظاهرات ..هل احيت قيما ماتت؟ تحليل سيكولوجي
- اشكالية الأدب والنقد والمتلقي
- المواطنة..في تحليل للشخصيتين المصرية والعراقية
- حيدر العبادي..هاوي بس ما ناوي!
- العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟
- شراع سفينة التظاهرات..ورياح التغيير
- تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي
- العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية