أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!














المزيد.....

نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين اقترب سقوط المالكي، الذي لفظه الشعب العراقي، كما لُفظ مستبدين شرسين مثله من قبل، وعارض من سانده من المرجعيات الدينية العراقية، تحرَّت قوى النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية عن شخصية من ذات النظام الطائفي ومن ذات الكتلة وذات الحزب وذات القيادة التي قادت البلاد إلى الانشقاق والموت والخراب والدمار والبؤس والفاقةً وإلى سقوط أكثر من ثلث العراق وملايين كثيرة من سكانه تحت الاحتلال الإسلامي السياسي الداعشي التكفيري المجرم أو النزوح إلى إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى من البلاد أو الهجرة للخارج، فكان السيد العبادي. إلا إن هذه الشخصية التي جرى اختيارها لعبت دور التهدئة والتخدير عملياً دون أن تتخذ الإجراءات الكفيلة التي طالب بها الشعب وكانت السبب وراء تغيير نوري المالكي وبطانته.
وأدركت طلائع من الشعب الرافض للحكم الطائفي والمحاصصة والفساد بأن العبادي لا يمكن أن يكون رجل التغيير ولا بد لها أن تتحرك لتفرض التغيير. فبدأت المظاهرات الشعبية تعم بغداد ومدن كثيرة أخرى، خاصة وأن الأوضاع على الجبهة العسكرية كانت في تقهقر مستمر، وكانت عصابات داعش تحرز نجاحات مستمرة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تدهور لا مثيل له بعد أن زاد عرض النفط في السوق العالمة عن حاجة الطلب فتراجعت أسعاره إلى الحدود الدنيا الراهنة والتي أدت إلى تراجع في إيرادات الدولة.
في مقابل هذا واجهت المرجعيات الدينية الشيعية بالنجف، بسبب دورها السياسي السابق غير المرغوب به في تأييد الأحزاب الإسلامية السياسية وسياساتها التي مزقت وحدة الشعب العراقي ونسيجه الوطني، وخاصة كتلة البيت الشيعي وحزب الدعوة والمالكي، أربعة عوامل يمكن أن تقود المرجعية إلى فقدان دورها وتأثيرها الاجتماعي، وأعني بها:
1. المظاهرات الشعبية الواسعة التي شملت المناطق ذات الأكثرية الشيعية ومطالبها العادلة.
2. هجوم مرجعيات قم الإيرانية والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية على دور ومواقع مرجعيات النجف وإرسال وكيل له إلى النجف ليحل عملياً محل تلك المرجعيات ويتحكم بها لصالح إيران وضد العراق.
3. المخاطر التي بدأت المرجعية تشعر بها من جراء اقتراب داعش من بغداد ومناطق أخرى.
4. النقد المتزايد الذي تعرضت له المرجعيات الشيعية بسبب تدخلها السياسي الشديد وتأييدها لقوى فاسدة ومدمرة للعراق ووحدته.
وهنا اجتمعت ثلاثة عوامل مهمة: عامل مظاهرات الشعب المتسعة باستمرار، وعامل رفض العالم العربي والدولي لما يجري بالعراق وعواقبه الوخيمة على الجميع وصوت المرجعية الدينية الشيعية، أجبرت العبادي إلى التحرك باتجاه ما أطلق عليه بـ "الإصلاح!" والذي لم يكن سوى إجراءات سطحية لا تمس جوهر النظام السياسي والمحاصصة والفساد والإرهاب بالبلاد، أي لم يكن لدى العبادي نهجاً سياسياً ديمقراطياً وسياسات واضحة ضد الطائفية السياسية، فهو من ذات الأرضية السياسية والدينية والاجتماعية ومحدود في أفقه الفكري والسياسي والاجتماعي. حتى تلك الإجراءات لم يستطع تحقيقها رغم التأييد العارم الذي حصل عليه عراقياً وإقليمياً ودولياً، حتى مجلس النواب الطائفي والفاسد في أكثره حتى النخاع أجبر على تأييد تلك الإجراءات.
إن الأساس الفكري والسياسي والاجتماعي والتردد والخوف على مواقع حزبه وطائفته ساهمت كلها في عودة سريعة لمن انحنى قليلاً للعاصفة ليرفع رأسه وصوته ويتآمر حتى على تلك الإجراءات السطحية المحدودة وأعلن مجلس النواب البائس تمرده على ما وافق عليه قبل ذاك.
العراق الآن يواجه هجوماً مضاداً من جانب قوى النظام الطائفي بقيادة نوري المالكي وبطانته السيئة وبتأييد وتدخل مباشر وغير مباشر من إيران وأعوانها الكثيرين جداً بالعراق وقوى الحرس الثوري الفعلية المنتشرة في المليشيات الشيعية المسلحة والمتطرفة والتي يقودها أشخاص مؤمنون بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية وليس بمرجعية السيستاني أو النجف عموماً.
إن الصراعات الدائرة بالعراق لن تثمر عن نتائج إيجابية فعلية لصالح الشعب العراقي والدولة المدنية والمجتمع المدني ما لم تحصل بالعراق مجموعة مسائل مهمة:
1. تشكيل قيادة ميدانية فعلية ورسمية للمظاهرات الجماهيرية التي تقام أيام الجمعة من كل أسبوع والتحري عن أساليب وأدوات نضالية سلمية وديمقراطية لهذا الغرض.
2. خلق لوبي عراقي داخلي وخارجي قادر على التحرك الفعلي لمساندة المظاهرات وممارسة الضغط على الحكومة ومجلس النواب والسلطة القضائية، وعلى القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحكومة وكل المؤسسات الأخرى لصالح التغيير المنشود.
3. بدء العمل لتشكيل جبهة وطنية عراقية واسعة من كل القوى الراغبة في التغيير والمستقلة المنخرط بعضها في أحزاب سياسية إسلامية وغير إسلامية وقوى أخرى تدعو إلى برنامج لتغيير المسار الراهن.
4. تعبئة الرأي العام العراقي والعربي والدولي لصالح عملية التغيير بالعراق وحشد كل الإمكانيات بالداخل والخارج لهذا الغرض.
5. تنشيط الإعلام العراقي الديمقراطي والمستقل والنزيه للمشاركة في التعبئة الشعبية السياسية والاجتماعية لصالح التغيير.
إن كل ذلك وغيره من شأنه دعم الجبهة العسكرية أيضاً التي بدأت تحقق نجاحات ملموسة في معاركها ضد عصابات الإرهاب الداعشي.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون جزء أصيل من أهل وتاريخ العراق [مشروع كتاب]
- هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟
- رأي بشأن القانون المسخ، قانون البطاقة الوطنية بالعراق
- العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة
- التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
- أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!
- سماء كردستان العراق الملبدة بالغيوم!
- من حفر بئراً لأخيه سقط فيه، أردوغان نموجاً!!!
- عوامل الهجرة المتفاقمة من العراق -الجديد!-
- هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟
- التحالف الدولي الجديد ضد داعش والجبهة الداخلية
- كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!