أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة














المزيد.....

جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في آخر حوار على قناة الديمقراطية يوم الجمعة 28-10-2005 وصف ممثل رأي السلطة, د. يحيى العريضي, الأستاذ رياض الترك بالخرف, وذلك بعد أن قاطع مداخلته التي اقترح فيها عدة نقاط كمخرجٍ للأزمة التي يتعرض لها النظام, ومعه, وبسببه, سوريا.
ما تفوَّه به السيد العريضي ليس بالأمر الجديد؛ فكل من يقدِّم رأياً مغايراً في أمور بلده, وهو حق عليه وواجب, يتَّهم بأنه عميل, أو خائن, أو موتور, أو متآمر, وأقلها حاقد (على من؟), ولكنّ جديد هذه التهم هو الخرف. وتوجَّه هذه التهمة لشخص دفع ثمن قناعاته الوطنية كثيراً, وهو لا يحتاج لشهادتي بالطبع, وأنا لم أتشرف بمعرفته عن قرب. فكيف يتجرأ السيد العريضي – مثقف السلطة- على إهانة شيبة رياض الترك بهذه البساطة؟ ولعلَّ من وضعه تحت الأرض لقرابة عقدين من الزمن لم يفكر يوما بوصفه بمثل هذه الأوصاف, فهل كان عليه أن يدفع ضريبة التقدم بالسن أيضاً؟!.
نعم ثمة من يصاب بالخرف, أكان في السلطة أم في المعارضة, لكن مصيبتنا الكبيرة هي في السياسات المخرِّفة, ومنها وصف الخصم السياسي بأنه مخرف, علاوة على انتهاك آداب الحوار. وحاول السيد العريضي أن يستدرك, ولكنه لم يعتذر, ممتدحاً وطنية بعض المعارضين. ربما حصل السيد العريضي على رزمة من كوبونات الوطنية ليوزعها على من يواليه من المعارضين.
حاولت أن أحصي عدد المرات التي ردد فيها العريضي اسم سوريا, ولكنني مللت. فما السر في ذلك يا ترى؟ ولماذا يجلدنا أستاذ اللسانيات والتخاطب اللغوي بكلمة سوريا؟ ولماذا هذه المغالاة المفرطة في التمثيلية؟.
ليس من باب الإحراج القول بأن مسألة الشرعية (لا نتحدث عن الشرعية الدولية الآن, فالمعذرة!) هي في الصميم من ذلك. وسوريا الحقيقية لا يمكن أن تكون إلا لكل أبنائها, وليس لحزب أو نخبة, أو...., أو...., أو.....الخ. وسوريا التي تدار بالقمع والتخويف هي ضعيفة وعاجزة عن مواجهة كل الأخطار التي تتهددها, لا بل وغاضبة أشد الغضب على من يحول دون حرية أبنائها وتعاونهم لبناء مستقبل يليق بها. فهل تعتقدون بأن العودة إلى القبضة الأمنية المحكمة هي الحل, في الوقت الذي تحتاج فيه سوريا فعلاً لكل أبنائها؟ أم أنكم تريدون أن تعقدوا الصفقات...وهل ستسلم الجرة هذه المرة؟.
إنه مرضكم المستفحل, جنون العظمة, والذي قاد وسيقود إلى ما لا تحمد عقباه على الجميع. وهذا المرض لا يشفى كما هو معروف طبياً, وصاحبه مختص بصنع الأعداء وتدميرهم, معنوياً أو جسدياً.
ويغضب السيد العريضي مرة أخرى معترضاً على "تحجيم" سوريا؛ فيصرخ أن سوريا كبيرة وأكبر من..., ولكنه لم يقل لنا كيف يمكن أن تكون سوريا كبيرة عملياً, وليس شعاراتياً... ويبدو أن ثمة من يُدرَّبون للحلول محل الشاغرَين اللذين خلَّفاهما الرائدان: بكري وقنديل.
لسنا بلهاء إلى هذا الحد, أيها السادة, لكننا كنا نخاف ولا نتكلم, وبعضنا الآن يتكلم ويخاف, وربما القلة من أمثال رياض الترك يتكلمون ولا يخافون, بعد هول ما عانوه, ولكن إلى متى يمكن أن تحجروا على سوريا وتتكلمون باسمها وحدكم؟ هل من تاريخ لذلك؟ ولماذا سيكون توقيت أي طرح لا يعجبكم غير مناسب؟.
من الناحية النفسية, يتكلم الشخص بالصوت العالي ليخفي ويخيف, ويطلق الطبل أصواته العالية فاضحاً فراغه, ويتحدث المرء عن الأخلاق أو الشرف كثيرا عند وجود مشكلة ما بهذا الخصوص, كما يتحدث ممثل النظام المستفيد عن سوريا ليخفي وجود مشكلة وطنية. وعندما تكون المشكلة في بيتك فلا ينفعك الوقوف على عتبة البيت وافتعال مشاكل مع الجيران, وربما سيدخل هؤلاء لحلها بأنفسهم بعد أن ينفذ صبرهم. والهروب إلى الأمام أسهل الطرق نحو الهاوية.
منظومة العنف ليست جلاداً وحسب, بل فكراً إقصائياً ينضح بالمقدمات والتبريرات, وطرح يحمله إيديولوجيو المسيرة المستمرة نحو الهلاك, متسترين باسم سوريا, خطهم الدفاعي الثاني بعد شعار القومية العربية. أما ما هو الحل, فإنكم يجب أن تمتلكوا ذكاء السيد العريضي لتخمنوه!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- شيء من الحب
- تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة