جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 12:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الزحمة عليك
الزحمة عليك و كانما تقول: اللعنة عليك. في هذا العالم المشؤوم لا تستطيع ان تتكلم عن سوء الحظ و لكني لا اتكلم عن الحظ و لا اتوسل عطف احد لاني اعتقد بان هناك الالاف لا بل الملايين في وضع اتعس. تصور خبر يصلك عن صحتك من الطبيب يهدم كيانك و وجودك في ثانية واحدة فقط فكيف يمكن (للمحظوظ نسبيا طبعا) ان يشكو و لكني ايضا لا اؤمن دائما بالحظ لاني اعتقد بان كل انسان و لحد ما هو مصمم حياته بنفسه رغم اني اؤمن بان هناك شيئا يسمى (زحمة دائمية) او دعني اقول: بان هناك لربما زحمة من الولادة كما كان الوالد يصفني و انا لازلت طالبا في المرحلة الثانوية: كل ما يخصك فيه دائما زحمة .. زحمة.. زحمة.
لربما حس مدير المدرسة بالزحمة في عيني فجأة فقال: انت لا تعود لهنا - غادر. عليّ ان اعترف بان المغادرة كانت دائما صورة ملازمة لي منذ عمر مبكر و انك كنت تستطيع ان تراها في بصرى (و كانما انا في حلم) يتجه الى ابعد نقطة في الافق او ما تسميه الالمانية بالم الاشتياق للبعيد: يا ترى اين هي الان؟ الى ان جاء وقت المغادرة لتعطيني بعدها بسنوات سيدة بالصدفة رقم هاتف قارئة يد في المدينة. يجب ان اقول باني عادة لا اعطي اية قيمة تذكر لاقوال الكاشفة عن حظ الناس حتى اذا كانت تقرأ خطوط و تقاطيع اليدعدا طبعا القيمة الترفيهية.
رغم ذلك ادهشتي السيدة المذكورة بقولها و هي تنظر لخطوط و تقاطيع يدي و تكرر تقريبا نفس الكلمات التي وصفني الوالد بها سابقا لتضيف عليها: لا اجد في يدك شيئا يؤكد ثقتك بنفسك. الزحمة عليك - الزحمة - الزحمة الى الابد. تركتها و انا اردد: لا تهتم بهذه الكلمات السلبية فانها لا تزيد الا من الطين بلة و دعني اقول بان الذي يذهب الى قارئة اليد او الفنجان او يكتب عنها شعر او يغني لها ليس الا انسانا نرجسيا - لا يحب الا نفسه و لا يركز الا على نفسه و يعتقد بانه محور العالم. لا تنسى: انت لست سرة العالم. اخف زحمة عليك.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟