|
خواطر مُرّه ---- في بلاد ما بين القهرين !!!
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 11:07
المحور:
حقوق الانسان
عام 2003 يعني للعراق " نقلة نوغية" في الأرشيف التأريخي ، منذُ نشاته ، ففي الأربعين سنة الأخيرة قبل هذا العام الفاصل عايش العراق أعتى نظام دكتاتوري شمولي همجي أتسم بكم الأفواه ، وعبادة الصنم ، وتأليه القائد الرمز ، وتفننّ في بناء السجون والمعتقلات ، وتقوية حبال المشانق ، واحواض التيزاب ، والمقابر الجماعية ، والحروب العبثية ، وحصار أقتصادي لأكثر من عقد من الزمن . وحصل" التغيير" الشامل الجمعي بعد سنة الجرح العراقي الذي يرفض الشفاء لكونه لم يكن ذلك "التغيير" من صناعة الشعب بل كان من هوس اليانكي الأمريكي واللوبي الصهيوني وأدلاء الخيانة الجارة الخبيثة الكويت وبعض من المعارضة المحسوبة على الأحنبي الأقليمي والدولي حاملين معهم معاول الطائفية والأثنية والمناطقية ، مؤطرين بسايكولوجية الأنا وحب الذات بشكلٍ مفرط ، يغردون خارج السرب وسط غياب ثقافة المواطنة ، فالفساد عمّ وأنتشر بسرعة مذهلة كسريان النار في الهشيم ، بصورة مؤلمة يتضح من خلالها غياب الأعراف ، والقوانين ، وشيوع الأنحلال الخلقي ، وهدر المال العام ، والمشهد المأساوي يتكرر مؤطر بالبؤس والحزن والجنائز والنعوش الفارغة من أجسادها المستقرّة في أعماق " قهري دجلة والفرات " والحي منهم يتجرع مرارة التهجير القسري الذي وصل الى اربعة ملايين بائس ويائس ، أو الهجرة الجماعية ومن فئة الشباب بالذات الى خارج الوطن تنفيذاً ( لنظرية المؤامرة ) لأفراغ الأرض لداعش من أصحابها . فثبت للقاصي والداني أنّ خطوات الحكومة الأتحادية الأصلاحية ماهي ألا حلول ترقيعية وتوفيقية هزيلة لا تتعدى كونها شعاراتية ديماغوجية تكتيكية مخدرة بأمصال سامة لتلك النخبة المستفيدة من تكريس الوضع الفاسد على ماهو عليه . لذا اصبح العراق لقمة سهلة لعصابات داعش عابرة الحدود ، وبحساب الخسارة والربح قد خسر الشعب العراقي أرضه وماله وحضارته وتراثه ومقدساته وعرضه وكرامته . وساذكر بعض من هذه الظواهر السلبية فهي غيض من فيض : أولاً – تقرير قناة ال BBC البريطانية عن حوادث الأعتداء على الأطباء في 30 أكتوبر الماضي 2015 : تكررت حوادث الأعتداء في الأسابيع القليلة الماضية في بغداد ، أذ قُتل سبعة أطباء في حوادث متفرقة ، بحسب نقابة الأطباء العراقية ،وكانت اغلب حالات أستهداف ذوي القمصان البيض وأيدي الرحمة الأطباء من قبل عائلات مرضى ماتوا أثر أجراء عمليات جراحية لهم ، بالوقت الذي يموت منهم خارج الوطن في عمان أو تركيا يأخذ جانب الصمت ، لذا من موقع الشعور بعدم الأمان أغلق بعضهم عياداته الخاصة أحتجاجا على تنامي هذه الظاهرة ، أو أضاف نفسهُ رقماً جديداً على قائمة الأطباء العراقيين في عمان أو دبي أو لندن . ثانياً- خبر من الوزن الثقيل ، الأثنين 2-11-2015 : ضبط طائرتين محملتين بأسلحة مسدسات " كاتمة الصوت " في مطار بغداد الدولي ، تعودان للتحالف الدولي الذي تقوده امريكا لمن هي ؟ ولصالح من ؟ وانتقدت لجنة الأمن والدفاع عدم قيام الحكومة العراقية بمصادرة كواتم الصوت في الطائرتين ، والسماح لهما بالرجوع بكاملة الشحنة ---- ونتساءل لماذا لم تقم الحكومة باجراءات ضد الجهة البائعة والمشترية لشحنات الكواتم البالغة الخطورة ، حيث لا توجد دولة في العالم تحترم سيادتها وكرامتها تفعل ما فعلته الحكومة العراقية ، خصوصاً وأنّها تعتبر من أحطر أساليب القتل والأغتيال بالعالم . ثالثا- لجنة نيابية تكشف عن مساعٍ لفصل المساءلة والعدالة عن حظر حزب البعث في 7-11-2015 ، وعن مساعٍ لجعل المساءلة والعدالة وحظر حزب البعث قانونين منفصلين . رابعاً- قصة الطائرة الروسية قبل عامين وعلى متنها 40 طن من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ، وبقيت في أرض المطار ليومين ثُمّ أختفت وضاعت وأسدل الستار عليها ، وأضيفت على قائمة المجهول !!! والأسئلة المحيرة تستجدي جواباً شافياً لمن هذه البضاعة المسجات ؟ من هو المشتري ؟ ومن هو البائع ؟ . خامساً- داعش يبيع الحنطه الموصلية في بغداد بمساعدة ضباط كبار ، ويعتبر الخبراء أنّ أنتاج الموصل للحنطة ما يقارب 44 % من أنتاج العراق الكلي !!! . سادساً- أستعمال داعش لسيارت تيوتا ذات الدفع الرباعي موديل 2013 و 2014 من نوع بيك أب ولاندكروز وهيليوكس وصل الرقم الى 2600 سيارة وكشفت السفارة الأمريكية في بغداد أسم التاجر العراقي الوسيط ببيع هذه السيارات اليابانية الحديثة مقابل النفط الخام العراقي المهرب (بربي خوش وطنية !!! عيش أو شوف ) وهذه المعلومة الأمنية سلمها السفير الأمريكي في بغداد (ستيوارد جونز ) سابعاً – ذكرمجلس محافطة بغداد أمس الثلاثاء : أنّ قانون العاصمة الموجود لدى مجلس النواب تدور حوله صراعات سياسية كبرى ، مبينا أن كل كتلة سياسية تحاول السيطرة على أمانة بغداد لأنها مصدر رئيسي للموارد والمشاريع فيما أكد أنّ أمانة بغداد موبوءة بالفساد المالي والأداري ،وفيها العجب العجاب عندما أتهم أمين بغداد السابق " صابر العيساوي بهدر وسوء أستخدام مبلغ مليار دولار ( يابه منكول باك ) لكنه حكم بسنه واحدة فقط نعم فققققط ، ولم يغرم !!! ، هذا وأضافة إلى فشل أمانة بغداد في أدارة أزمة الأمطار التي باتت تهدد المواطنين . أخيراً/ وليس آخراً أنّ الحكومة السابقة سميت بحكومة( الأ زمات) ، أما الحكومة الحالية تستحق أنْ تسمى بحكومة( التنازلات) للتحالف الدولي المشبوه بقيادة اليانكي الأمريكي ومخابراته السيئة الصيت التي لم تخفي دعمها اللوجستي للعدو داعش الأرهابي ، وتطبيق " نظرية المؤامرة " على العراق بسيناريوهات متعاقبة من الأزمة الأقتصادية ، ثُمّ الأنخفاض الحاد في أسعار النفط الخام ، إلى هجرة شبابنا إلى الخارج ، ودعم خونة الفنادق بحجة دعم مكوّن معين ، ومن المؤسف أنّ حكومة التنازلات ما تزال سائرة على نهجها ذاته ، وأذا بقي الحال على ما هو عليه فالقادم سيكون أسوأ ------ المصادر/ قناة سي . أن . أن ./ قناة أي بي سي الأمريكية ، قناة فوكس الألمانية ، موقع روسيا اليوم ، السفير الأمريكي في بغداد ، لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية ، مجلس محافظة بغداد . السويد / في 9-11-2015
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تظاهرات الُجمعة ------ أكسبايرها منتهي !!!
-
الأزهر ----- الوجه الآخر !!!
-
عزيز علي ----- في ساحة التحرير
-
اليمن ---- مستنقع للجيوش المعتدية
-
ثورة الأمام - الحسين - مدرسة لتعليم ثقافة التغيير!!!
-
جورج برناردشو /رائد الأدب الأنكليزي الساخر
-
الفريد نوبل ---- تاجر الموت ميّتْ !!!
-
روسيا ------ وطوق النجاة
-
جلال الشحماني ---- راية نضالية ووطنية
-
دردشة فارغة / مع وزارة الداخلية العراقية
-
عبد الرزاق الحسني/مؤرخ العراق المعاصر-أضاءات وخواطر
-
المفكر عبد الخالق محجوب / القائد الشيوعي السوداني
-
البرلمان العراقي / والعد التنازلي لأعلان وفاته !!!
-
ديلما روسيف / الرئيسة البرازيلية الحديدية
-
قانون الحرس الوطني / والذهاب إلى المجهول!!!
-
ميركل -----الحس الأ نساني المرهف
-
وداعا ً ----- وداعاً العزيز الراحل - وهاب -
-
دستور مفخخ / أحذر !!! / أي دستورٍ نريد ؟
-
أقرار قانون الأحزاب / قراءة تحليلية في تجلياته الأيجابية وال
...
-
لوركا / شاعر الزهر، والقمر ، والموت
المزيد.....
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا
...
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|