أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المهدي مالك - الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة في مسار الحركة الثقافية الامازيغية















المزيد.....

الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة في مسار الحركة الثقافية الامازيغية


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عاشت الامازيغية منذ الاستقلال كانها مجرد لهجات او انها غريبة عن ارضها او عن تاريخها المشرق و الانسان يتخيل كم عانت هذه اللغة الشريفة من اتهامات الذين امنوا برسالتهم التي تدعوا الى اقبار الامازيغية بكل ابعادها الثقافية و الحضارية و الدينية .
و كما يعلم المؤرخون فالامازيغية ساهمت بدور كبير في نشر الدعوة الاسلامية في المغرب الكبير ببعده الجغرافي و التاريخي و في الاندلس كارض فتحت مرتين الاولى فتحت على يد طارق بن زياد الامازيغي بهدف نشر الاسلام و الثانية فتحت على يد امير المسلمين يوسف بن تاشفين بهدف نصرة الاسلام و تطهير تلك البلاد من مظاهر الفساد ادن ئيمازيغين هم اصحاب الفضل في جعل بلاد الاندلس تسبح في بحر الحضارة الاسلامية لمئات السنين و هذا له معاني كبيرة و التي تعلمنا ان ئيمازيغين ككيان يعترف بالاسلام الذي خرج من بيت رسول الله ص صافيا من التعصب او التمييز و هذا الكيان سعى دائما الى نصرة الاسلام و ترسيخه في القلوب او في الوجدان ..
لكن في فترة الاستعمار ظهرت مرجعية فكرية قديمة في ملابس جديدة و التي تؤمن اننا يجب ان نسير على خطى النسيان و انكار هويتنا الامازيغية بدعوة انها تدعوا الى تقديس الاحتلال و السعي الى القضاء على الاسلام و العربية كلغة التي نحترمها قديما و حديثا و ادن هذه المرجعية حاولت منذ تأسيسها في سنة 1934 ان تحارب الامازيغية و ان تبني فكرا معاديا لها و كما نعلم فالامازيغية او ئيمازيغين ناضلوا و حاربوا الاحتلال في جبال الريف و الاطلس الكبير و الصغير بطرق مختلفة كالسلاح و الشعر الهادف الى التوعية و تشجيع الجهاد الذي يعد فريضة مثل هذه الحالة و لا يعقل مثل هذه النظرة الى ئيمازيغين على انهم ساعدوا الاستعمار على التقسيم و القضاء على ديننا الحنيف .
و بعد الاستقلال صعدت هذه المرجعية الى الاضواء بافكارها العروبية و القومجية فجعلت الشعب المغربي يدخل الى عصر الامية الثقافية و اقبار كل ما يتعلق بالامازيغية و السؤال المطروح هو ما هي الامية الثقافية اعتقد انها مجموعة من المعتقدات الخرافية التي تهدف الى جعل ئيمازيغين يؤمنون بالخرافات و الاساطير و النوم على فراش التخلف الديني و الذي يؤمن بعبادة تراثنا البالي و لا علاقة له مع الاسلام الصواب الذي لا يعترف بزيارة القبور قصد ابحار في بحور الجاهلية و الشعوذة التي تعد مرضا منتشرا في أوساط الأميين و الجهلاء .
و في ظل تلك الظروف كلها ظهرت الحركة الثقافية الامازيغية كمرجعية اكثر تطورا و تجديدا للواقع الثقافي و السياسي في مغرب اواخر الستينات و الحركة الثقافية الامازيغية ادركت منذ انشاءها انها حركة غير مرغوبة فيها في الساحة الوطنية آنذاك كاتجاه فكري الذي ينادي بضرورة رد الاعتبار للمكون الامازيغي كبعد وطني و رصيد ثقافي مازال يعيش في هذه الارض الطيبة التي استطاعت ان تجنب مرجعيات فكرية او دينية في المستوى لكن السؤال المطروح هل الحركة الامازيغية حركة ذات ابعاد فكرية ام سياسية انا اعتقد ان الحركة الامازيغية امنت منذ انشاءها برسالتها التاريخية و العلمية كاتجاه يهدف الى كشف النقاب على الحقيقة الامازيغية بالمغرب و هذه الحقيقة تقول بان ئيمازيغين مازالوا يعيشون في المغرب بكيانهم الحضاري و اللغوي و هؤلاء الناس يعانون من مظاهر الاقصاء الثقافي و الحضاري لانهم قوما لا يتحدثون اللغة المقدسة و لا يلبسون ملابس الطرب الاندلسي الذي يدخل في اطار سياسة الاسغلال للشان الديني و الطرب الاندلسي كإيديولوجية التي لبست ثياب الاسلام مند الاستقلال .
و تخبرنا هذه الحقيقة ان لغة القمع كانت سيدة الموقف في مغرب سنوات الرصاص و انطلقت الحركة الثقافية الامازيغية نحو النضال بالتي هي احسن حيث ظهر الشعر الامازيغي المعاصر الذي يحمل مضامين خطاب النضال الامازيغي و الذي دخل الى عصر الحقيقة بعد محاكمة الاستاذ علي صدقي ازايكو رحمه الله بتهمة المس بامن الدولة بعد نشر مقاله الشهير في سبيل المفهوم الحقيقي لثقافتنا الوطنية الذي تتطرق الى مشكل التعدد الثقافي على مستوى العالمي ثم دخل الى مشكلنا الثقافي و اعترف بوجود كيانا مختلف عن الكيان الرسمي و اعني اللغة الامازيغية و انذاك من يقول الامازيغية لغة وطنية يعتبر بمثابة انقلاب على النظام و هكذا دخل ازايكو الى السجن في صيف 1982 و اعتقد ان هذا الحدث بداية التفكير في مطلب الاعتراف بالامازيغية في الدستور كلغة وطنية و رسمية الى جانب لغة الضاد .
و مرت الايام و الشهور بل السنوات حتى جاء ميثاق اكادير الذي كان في سنة 1991 و يعتبر هذا الميثاق مرجعيا لمطالب الحركة الامازيغية و ذكرت ديباجة هذا الميثاق بالواقع المزري التي تعيشه اللغة و الثقافة الامازيغيتان و الذي هو واقع التهميش و الاقصاء المخطط له و المقصود واشارت بجانب ذلك الى ان توقيع هذا الميثاق هو المساهمة في بلورة مشروع شمولي لبناء ثقافة وطنية ديموقراطية ببلادنا .
و اما مطالب هذا الميثاق اولا الاقرار في الدستور المغربي بكون الامازيغية لغة وطنية ثانيا اخراج معهد الدراسات الامازيغية الى حيز الوجود ثالثا وضع خط معياري لكتابة الامازيغية رابعا اعطاء الامازيغية حقها في وسائل الاعلام العمومية على غرار المكونات الاخرى خامسا تشجيع الانتاج و الابداع في مختلف مجالات المعرفة باللغة الامازيغية .
و يهدف هذا الميثاق حسب اعتقادي الى التعريف بمطالب الحركة الامازيغية الى العامة و الخاصة من الشعب المغربي و رفع مستوى الوعي بالقضية الامازيغية .
و جاء خطاب عيد الثورة و الشعب لسنة 1994 و الذي القيه جلالة المغفور الحسن الثاني الذي دعا فيه الى ضرورة تدريس الامازيغية او اللهجات كما تسمى انذاك و هذا الخطاب التاريخي بامتياز يحمل رسالة التي تقول ان المغفور له الحسن الثاني اراد ان يعترف رسميا بوجود نوعا من التعدد الثقافي على شكل لهجات و التي تدخل في نطاق خدمة العربية كلغة مقدسة انذاك و تحت طاعة الذين جعلوا من الثقافة الامازيغية مجرد وسيلة للترفيه السياحي فقط .
و بعد هذا الخطاب التاريخي شرعت التلفزة المغربية في بث ما يسمى انذاك بنشرة اللهجات قصد التفريق بين ئيمازيغين المغرب و السقوط في مخ النوم العميق في صحراء النسيان او في غابة التجاهل الثقافي.
و مع ذلك فالنضال الامازيغي لم يقع في هذا المخ بل استمر في التوعية الهادفة الى جعل الشعب المغربي يدرك حقيقته التاريخية و الحضارية و الحركة الامازيغية استطاعت ان ترفع تحديات تلك المرحلة التي بدات بتوقيع على ميثاق اكادير ثم خطاب 20 غشت 1994 ثم انشاء الكونغرس العالمي لئيمازيغين سنة 1995 و يعتبر هذا الانجاز مهما بالنسبة لحركة الشعوب الاصلية بصفة عامة و لئيمازيغين العالم بصفة خاصة .
و مرت السنوات حتى جاء البيان الامازيغي لمارس 2000 أي بعد وفاة المغفور له الحسن الثاني و جلوس ملكنا الشاب محمد السادس على عرش المملكة و تقول ديباجة هذا البيان صدر هذا البيان بعد عقد كامل من صدور ميثاق اكادير و من العمل الجمعوي الامازيغي الذي عرف الكثير من المد و الجزر في ديناميته النضالية .
يطالب هذا البيان بتسعة مطالب اساسية أهمها اولا فتح حوار وطني حول الامازيغية و تشارك فيه كل الاطراف و اعتقد على ان هذا المطلب له طابعا سياسيا و يدخل في اطار إعادة قراءة الفكر السياسي المغربي الذي استعمل طوال هذه السنوات خطابا لا يرقى الى مستوى من التفكير في الخصوصية المغربية التي تحمل معاني التعددية و الاختلاف .
و ثاني هذه المطالب هو الاعتراف الدستوري بالامازيغية لغة وطنية و رسمية و في هذا المطلب يمكن اعتبار البيان الامازيغي خطوة في تجاوز ميثاق اكادير أي بمعنى اخر ان الامازيغية يجب عليها ان تدخل الى الدستور بثيابها الرسمية الى جانب اللغة العربية
و ثالث هذه المطالب هو التنمية الاقتصادية للمناطق التي تعاني من التهميش و اعتقد ان هذا المطلب يدخل في سياق الاهتمام بالعنصر البشري فالحركة الامازيغية ادركت مبكرا ان التنمية لم تجد طريقها في هذه البلاد الكريمة و مصطلح التنمية دو معاني كبيرة وعميقة في مرجعيتنا الاسلامية التي تتحدث عن الانسان كفاعل في هذه الحياة و ليس مجرد انسان بلا اهداف في هذه الحياة.
و المغرب امن منذ استقلاله بالبورجوازية بكل ابعادها و قمع البادية او معنى اخر تهميش المناطق الناطقة بالامازيغية اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و هذا المطلب يعكس مدى اهتمام الحركة الامازيغية بالتنمية البشرية كاساس من اسس التقدم و النماء في عالم اليوم .
و رابع هذه المطالب فهو تعميم تعليم اللغة الامازيغية في المدارس المغربية كلغة اجبارية و لكافة المغاربة في جميع اسلاك التعليم و يخبرنا هذا المطلب بان تعليم الامازيغية اصبح ضروريا و اساسيا لكافة المغاربة دون استثناء .
و خامس هذه المطالب هو اعادة كتابة تاريخ المغرب و تنقيحه من الايديولوجية القومية العربية و اعتقد ان هذا المطلب ذو اهمية كبيرة بالنسبة للحركة الامازيغية التي عرفت ان تاريخ المغرب قد دخل الى غرفة تزوير الحقائق و اضافة اكاذيب و تاريخنا كما تعلمناه في المقررات المدرسية غير علمي و لا يعترف بتاريخ مغرب قبل الاسلام بل يعترف بتاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام كاننا عرب ننتمي الى الجزيرة العربية و هذا يذل على ان تاريخنا المغربي تعرض للتحريف و طمس تاريخنا قبل الاسلام و يهدف هذا المطلب في اعتقادي الى اعادة كتابة تاريخ المغرب على اسس علمية و موضوعية بعيدا عن الاكاذيب و الاساطير التي تجعل منه يخدم تحت طاعة الفكر الخرافي الذي يهدف الى تقديس الشعوذة و الاضرحة الشريفة.
و سادس هذه المطالب هو ادماج اللغة و الثقافة الامازيغيتان في وسائل الاعلام العمومية و هذا المطلب يحكي عن الواقع الذي يقول ان ئيمازيغين انتظروا منذ ميثاق اكادير انشاء قناة تلفزيونية باللغة الامازيغية.
و يعتبر هذا البيان انطلاقة جديدة للحركة الامازيغية نحو التقدم على خطى العهد الجديد الذي اعطى الضوء الاخصر للنهوض بالامازيغية ثقافة و لغة بانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الذي يعد انجازا كبيرا بالنسبة للمكون الامازيغي الذي دخل الى المدرسة بلباسه العريق و بلباسه الوطني الذي لبسه منذ خطاب اجدير و الذي يحمل رسالة تقول بان الامازيغية اصبحت مسؤولية وطنية .



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المهدي مالك - الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة في مسار الحركة الثقافية الامازيغية