أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية والكتب السماوية )















المزيد.....

القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية والكتب السماوية )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية والكتب السماوية )
شهادة اهل الكتاب على كتبهم السماوية
1 ـ : التوراة :أنزل الله جل وعلا التوراة هدى ونورا بالاسلام دين الله جل وعلا الذى نزلت به كل الرسالات السماوية على كل أنبياء الاسلام ، وبالتوراة كان يحكم هؤلاء الأنبياء المسلمون من بنى اسرائيل بعد موسى ، وايضا الربانيون والأحبار ، وكان الحفاظ على التوراة موكولا اليهم ، وكانوا على ذلك شهودا ، ضمن شهادة أهل الكتاب على كتبهم السماوية ، يقول جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ) (44) المائدة )
2 ـ ونزل الانجيل على عيسى مصدقا للتوراة ، وقد علمه الله جل وعلا التوراة والانجيل ( المائدة 46 ، 110 ). وأوحى الله جل وعلا للحواريين بإعلان إسلامهم أيمانا بالله جل وعلا وحده وبرسوله ورسالته ، فاعلنوا شهادتهم واسلامهم : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) المائدة ). وتكرر هذا عندما أحسّ عيسى منهم الكفر بالانجيل فآمنت طائفة من بنى اسرائيل وكفرت طائفة ( الصف 14 ) بينما أكد الحواريون أنهم أنصار الله وأكدوا إيمانهم بالله جل وعلا وأعلنوا شهادتهم بالاسلام ، يقول جل وعلا : ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)) آل عمران ). وطلب الحواريون آية حسية ، مائدة تنزل عليهم من السماء . وطلبوها بصيغة غير مهذبة : (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ)، . لم يقولوا مثلا : أدع لنا ربنا أن ينزل علينا مائدة من السماء، ولكن قالوا : (هل يستطيع ربك) ولم يقولوا (ربنا ) وسألوا عن ( إستطاعة ) الرحمن جل وعلا تشككا فى قدرته وهو سبحانه على كل شىء قدير، لذا رد عليهم عيسى عليه السلام : ( قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)، أعادوا الطلب بأن يكونوا شاهدين على هذه الآية التى تطمئن بها قلوبهم . ( قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ (113) المائدة ).هذه شهادة أخرى على معجزة حسية لعيسى عليه السلام. وكانت آخر آية حسية ، لأنه بعدها نزلت الرسالة السماوية الخاتمة بالقرآن الكريم رحمة للعالمين الى قيام الساعة.
الشهادة والقرآن الكريم
تميز القرآن الكريم بأنه آية عقلية ـ وليس حسية ، وعالمية للبشر الى قيام الساعة ، وليس آية مؤقتة لقوم بعينهم فى زمان ومكان معين ، وبأنه محفوظ من لدن الله جل وعلا ، وليس موكولا حفظه للبشر ، ثم مع أنه نزل مصدقا لما سبقه من رسالات سماوية فإنه مهيمن عليها ، أى هو المرجعية فيما توارث الناس من رسالات سماوية لحق التحريف بنصوصها . ولقد إشتهر العرب بالفصاحة فى اللسان ، وكان التميز بينهم بهذه الفصاحة . ونزل القرآن بلسان عربى مبين يجمع بين التيسير فى الفهم والعمق فى المعنى والفصاحة التى يستعصى على العرب الوصول اليها ، مع أنه ليس بالشعر ولا بالنثر ، بل أسلوب جديد وفريد . لذا إتهموه بأنه سحر ، واتهموا الرسول بأنه ساحر ، وتواصلت إتهاماتهم المتناقضة ، وأهمها إنكارهم أن يكون هذا القرآن من عند الله جل وعلا ، وأن محمدا هو الذى إفتراه . ومن هنا جاءهم التحدى ، بأن هذا القرآن لو كان من صناعة بشر فيأتوا هم بحديث مثله ، يقول جل وعلا :( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۥ-;- ۚ-;- بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿-;-٣-;-٣-;-﴾-;-فَلْيَأْتُوا۟-;- بِحَدِيثٍۢ-;- مِّثْلِهِۦ-;-ٓ-;- إِن كَانُوا۟-;- صَـٰ-;-دِقِينَ ﴿-;-٣-;-٤-;-﴾-;- الطور ). وعجزوا عن الاتيان بمثله مع استمرارهم فى الاتهام بأن محمدا هو الذى إفترى القرآن ، فتحداهم رب العزة أن يأتوا بعشر سور فقط مثل سور القرآن يقول جل وعلا : ( أَمْ يَقُولُونَ ٱ-;-فْتَرَىٰ-;-هُ ۖ-;- قُلْ فَأْتُوا۟-;- بِعَشْرِ سُوَرٍۢ-;- مِّثْلِهِۦ-;- مُفْتَرَيَـٰ-;-تٍۢ-;- وَٱ-;-دْعُوا۟-;- مَنِ ٱ-;-سْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱ-;-للَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰ-;-دِقِينَ ﴿-;-١-;-٣-;-﴾-;- ،)، وفى حالة عدم إستجابتهم فعليهم أن ( يعلموا ) أن هذا القرآن قد نزل ب (علم الله ) ، وأن ( يؤمنوا ) لا إله إلا الله وأن يعلنوا إسلامهم لرب العزة جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا۟-;- لَكُمْ فَٱ-;-عْلَمُوٓ-;-ا۟-;- أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱ-;-للَّهِ وَأَن لَّآ إِلَـٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ ۖ-;- فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿-;-١-;-٤-;-﴾-;- هود ). ولم يحدث هذا ، واستمروا فى تكذيبهم للقرآن الكريم وفى إتهامهم بأن محمدا هو الذى إفتراه ،فردّ عليهم رب العزة بإستحالة أن يفترى مخلوق هذا القرآن الذى نزل من رب العالمين مفصلا و مصدقا لما سبقه من رسالات سماوية ، يقول جل وعلا : ( وَمَا كَانَ هَـٰ-;-ذَا ٱ-;-لْقُرْءَانُ أَن يُفْتَرَىٰ-;- مِن دُونِ ٱ-;-للَّهِ وَلَـٰ-;-كِن تَصْدِيقَ ٱ-;-لَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱ-;-لْكِتَـٰ-;-بِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱ-;-لْعَـٰ-;-لَمِينَ ﴿-;-٣-;-٧-;-﴾-;- ) ، ثم أعاد التحدى بأن يأتوا بسورة واحدة مثل سور القرآن الكريم ، وأن يستعينوا بمن يشاءون فى تأليف هذه السورة :( أَمْ يَقُولُونَ ٱ-;-فْتَرَىٰ-;-هُ ۖ-;- قُلْ فَأْتُوا۟-;- بِسُورَةٍۢ-;- مِّثْلِهِۦ-;- وَٱ-;-دْعُوا۟-;- مَنِ ٱ-;-سْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱ-;-للَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰ-;-دِقِينَ ﴿-;-٣-;-٨-;-﴾-;-. والواقع أنهم كذبوا بالقرآن الذى لم يحيطوا بعلمه ، ولم يعلموا بعدُ تحقيقه لأن تحقيقه ـ او تأويله ـ سيكون يوم القيامة :( بَلْ كَذَّبُوا۟-;- بِمَا لَمْ يُحِيطُوا۟-;- بِعِلْمِهِۦ-;- وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُۥ-;- ۚ-;- كَذَ‌ ٰ-;-لِكَ كَذَّبَ ٱ-;-لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ-;- فَٱ-;-نظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰ-;-قِبَةُ ٱ-;-لظَّـٰ-;-لِمِينَ ﴿-;-٣-;-٩-;-﴾-;- يونس ) . وإستمر نفس الاتهام بأن محمدا هو الذى إفترى القرآن فاعاد الله جل وعلا نفس التحدى : أن يأتوا بسورة واحدة من شخص مثل محمد ، وجاء التحدى مشفوعا بالاتيان بشهداء على هذا التحدى . قال جل وعلا : ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة ). هنا إشهاد الكافرين على القرآن آية الاهية .
شهادة مؤمنى أهل الكتاب للقرآن الكريم
1 ـ هناك مؤمنون من أهل الكتاب ، آمنوا أنه لا إله إلا الله ، وكان معهم كتبهم السماوية ، وفيها التبشير بخاتم النبيين . ( آل عمران110 ، 113 : 115 ، 199)( النساء 162 ).
ومنهم من كان يعلم مسبقا بهجرته الى يثرب ، وأقاموا فى يثرب ينتظرون قدومه ، ونشروا التنبؤ بالنبى الخاتم ، وقوى تبشيرهم الى درجة أن بعض سكان يثرب آمنوا بنبى قادم ، آمنوا به قبل قريش ، وقبل مجىء المهاجرين ، لذا وصف الله جل وعلا الأنصار بأنهم سابقون فى الايمان : (وَٱ-;-لَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱ-;-لدَّارَ وَٱ-;-لْإِيمَـٰ-;-نَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةًۭ-;- مِّمَّآ أُوتُوا۟-;- وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ-;-ٓ-;- أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌۭ-;- ۚ-;- وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ-;- فَأُو۟-;-لَـٰ-;-ٓ-;-ئِكَ هُمُ ٱ-;-لْمُفْلِحُونَ ﴿-;-٩-;-﴾-;- الممتحنة ).
وكان بعضهم إذا سمع القرآن الكريم بكى خشوعا وأعلن إيمانه بالقرآن ، ودعا ربه جل وعلا أن يكون من الشاهدين يوم القيامة . يقول جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) ) المائدة ).
وإتخذ رب العزة من إيمان أولئك العلماء من اهل الكتاب بالقرآن الكريم حُجة على كفار العرب فقال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197 ) الشعراء ). وإتخذ من ( شهادة ) أولئك العلماء بالقرآن دليلا ضد الكافرين العرب ، قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الاحقاف ). وقال لهم رب العزة : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء )
2 ـ وبعض أهل الكتاب فى المدينة كانوا يستفتحون على أهل يثرب ( المدينة ) بالنبى القادم وأنهم سيتحالفون معه ضد الكافرين من اهل يثرب . ولما هاجر النبى الى المدينة وآمن به معظم أهل المدينة كفر أولئك الناس حقدا وحسدا ، يقول جل وعلا : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بما أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة )
3 ـ إن الله جل وعلا دعا للإيمان بكل الكتب السماوية المنزلة : ( وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱ-;-للَّهُ مِن كِتَـٰ-;-بٍۢ-;- ۖ-;- ) ﴿-;-١-;-٥-;-﴾-;- الشورى )( ءَامَنَ ٱ-;-لرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ-;- وَٱ-;-لْمُؤْمِنُونَ ۚ-;- كُلٌّ ءَامَنَ بِٱ-;-للَّهِ وَمَلَـٰ-;-ٓ-;-ئِكَتِهِۦ-;- وَكُتُبِهِۦ-;- وَرُسُلِهِۦ-;- لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ-;- مِّن رُّسُلِهِۦ-;- ۚ-;- وَقَالُوا۟-;- سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ-;- غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱ-;-لْمَصِيرُ ﴿-;-٢-;-٨-;-٥-;-﴾-;- البقرة ). فالمؤمن بالقرآن عليه أن يؤمن بكل الكتب وكل الرسل بلا تفريق بينهم ، وكذلك المؤمن من أهل الكتاب . لذا دعا رب العزة جل وعلا أهل الكتاب أن يؤمنوا بالقرآن الذى نزل مصدقا لما معهم من رسالات سماوية ، وأنه لا ينبغى لهم الكفر به ، قال جل وعلا : (وَءَامِنُوا۟-;- بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقًۭ-;-ا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوٓ-;-ا۟-;- أَوَّلَ كَافِرٍۭ-;- بِهِۦ-;- ۖ-;- ) ونهاهم عن التجارة بالدين وعن تلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق مع علمهم بالحق: ( وَلَا تَشْتَرُوا۟-;- بِـَٔ-;-ايَـٰ-;-تِى ثَمَنًۭ-;-ا قَلِيلًۭ-;-ا وَإِيَّـٰ-;-ىَ فَٱ-;-تَّقُونِ ﴿-;-٤-;-١-;-﴾-;- وَلَا تَلْبِسُوا۟-;- ٱ-;-لْحَقَّ بِٱ-;-لْبَـٰ-;-طِلِ وَتَكْتُمُوا۟-;- ٱ-;-لْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴿-;-٤-;-٢-;-﴾-;- البقرة ). وهذا ما إرتكبه المحمديون فيما بعد . وبهذا نفهم التركيز القرآنى على قصص أهل الكتاب وبنى إسلرائيل ، لأنهم منبع الديانات الأرضية للمحمديين . ونعود للكفرة من أهل الكتاب وقد كفروا بالقرآن ونبذوا الحق ، يقول جل وعلا : (وَلَمَّا جَآءَهُمْ رَسُولٌۭ-;- مِّنْ عِندِ ٱ-;-للَّهِ مُصَدِّقٌۭ-;- لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌۭ-;- مِّنَ ٱ-;-لَّذِينَ أُوتُوا۟-;- ٱ-;-لْكِتَـٰ-;-بَ كِتَـٰ-;-بَ ٱ-;-للَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴿-;-١-;-٠-;-١-;-﴾-;- البقرة ).
وكان الكفرة من أهل الكتاب يكتمون الشهادة للقرآن الكريم ، أى يكتمون الشهادة بأنه الحق مع تمام علمهم بأنه الحق ، يقول جل وعلا : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146 ) البقرة ) ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) الانعام ). بل وكانوا يصدون الناس عن الحق القرآنى شاهدين على أنفسهم بالكفر ، قال جل وعلا : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) آل عمران ) ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) آل عمران )
الضالون بعد نزول القرآن الكريم :
مبكرا وفى عهد النبوة كان بعضهم يؤمن ويشهد أن الرسول حق ، ثم يعود الى الكفر ، هؤلاء إستحقوا اللعن لأنهم عرفوا الايمان وشهدوا بالحق ، ثم إختاروا الكفر بعدها ، يقول جل وعلا : ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) آل عمران )
ومن هذا الصنف من الناس من يخدع الناس بمظهره التقى ومعسول القول ، ويُشهد الله جل وعلا على ما فى قلبه وهو أسود القلب شديد الخصام ، يقول جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )( 204 البقرة )
الشهادة والبراءة من المشركين
والمؤمن يشهد بالحق معلنا براءته من أقوال المشركين ، هكذا فعل هود عليه السلام : ( قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) هود )
ويقولها المؤمن بالقرآن فى مواجهة من يتخذ أربابا من البشر : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران )
ويجب أن يقال هذا الآن فى مواجهة المحمديين الذين إتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله جل وعلا ، فالمحمديون هم أيضا ـ أهل كتاب ..



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية ...
- القاموس القرآنى : شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية ...
- القاموس القرآنى :( شهد) ومشتقاتها: ثانيا : (شهد) بمعنى قول ا ...
- القاموس القرآنى : شهد ومشتقاتها : أولا : ( شهد ) : بمعنى ( ح ...
- ليالى العمر معدودة .!!
- لماذا يصدر الارهاب من الجاليات المسلمة بالذات ؟
- لا زلنا على ساحل المعرفة القرآنية
- زكاة ( الركاز ) النفط يا حرامية ..!!
- الاسرائيليات أساس الأديان الأرضية للمحمديين
- القاموس القرآنى : أحسن
- القاموس القرآنى : جحد
- (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) بالوعظ بالقرآن الكريم
- ( وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )
- ردا على تعليقين على مقال : (تفاديا لثورة مصرية قادمة قد لا ت ...
- القاموس القرآنى : خطوات الشيطان
- حتى لا تقفز مصر فى الظلام : تفاديا لثورة مصرية قادمة قد لا ت ...
- ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَ ...
- الطعام الحرام للمحمديين
- المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسون
- التجسس والدولة الاسلامية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية والكتب السماوية )