أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟














المزيد.....

هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 22:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


[email protected]
توقع المتظاهرون في ساحة التحرير بان تغيير جغرافية سير حركتهم من ساحة التحرير الى الخضراء سيجعل البرلمان يصغي لهم اكثر، الامر الذي سيساعد الحكومة على الاجابة على مطالب الجماهير بخدمات اكثر وانهاء الفساد. ووجه المتظاهرون رسائل الى السلطات الثلاثة وكأنها سلطات مستقلة ومنفصلة عن بعضها البعض، تطالب كل جهة بعدد من المطاليب.
ليس هنالك شيء اسمه فصل السلطات في العراق، ليس في العراق فحسب بل حتى في الدول ذات الديمقراطيات العريقة. الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية يشكل حكومته التنفيذية او السلطة التنفيذية. هذا امر بديهي. البرلمان ليس ممثل "الشعب"، البرلمان يمثل الاحزاب التي فازت في الانتخابات، وليسوا "نواب شعب"، ولا ممثلين عن الشعب.
والحال بان البرلمان والحكومة والسلطة القضائية هم اوجه لسلطة طبقة واحدة. لذلك فان مخاطبة البرلمان او الضغط على البرلمان، من اجل ان لا يسد الطريق على الحكومة لاجراء اصلاحاتها، وكأن البرلمان جهة معارضة للحكومة، او يعمل على النقيض منها، امرا لا اراه صحيحا. والدليل ان العبادي الذي اطلق في 10 ايلول حزمة الاصلاحات المتمثلة بترشيق الوزارات وتقليص أعداد حمايات المسؤولين والغاء المخصصات الاستثنائية للرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمسؤولين المتقاعدين، نالت موافقة البرلمان بشكل تام بعد 24 ساعة فقط من اطلاقها، اي في يوم 11 ايلول، وللسبب نفسه اي ضغط الجماهير المتظاهرة.
هنالك مسالتين تمسكان بخناق الجماهير اقتصاديا: الاولى ان هذه الحكومة وبرلمانها وقضائها يغطيها الفساد، من الرأس الى اخمص الاقدام. وليس بامكان احزاب برلمان وحكومة ان يكون لديهم الحل لقضية الفساد. لا يمكن ان يكونوا المتهم والقاضي. لا يمكن ان يكونوا هم المشكلة وهم الحل. وقد قيل الكثير بهذا الخصوص مما لا يستوجب الافاضة فيه اكثر.
الثانية: تكمن في ان العراق يقف ومنذ الحرب على اعتاب مرحلة جديدة مرحلة الانتقال من اقتصاد الدولة الى اقتصاد السوق الحر، هذا يعني تقليص دور الدولة في تقديم الخدمات، انهاء البطاقة التموينية، خصخصة مؤسسات قطاع الدولة، تقليص رواتب الموظفين، تقليص المخصصات، اي السياسات التي يعبر عنها بالتقشف. ضمن هذا التحول الدولة غير مسؤولية، ووظيفتها فقط توفير الامن والحماية، اما الخدمات، فرص العمل، ضمان البطالة، يجب ان تدفع وتدبر من قبل المواطنين انفسهم. عدد من الاحزاب في البرلمان وفي الحكومة يرفعون لواء الاقتصاد الحر، وعلى رأسهم العبادي. وما سياسات التقشف وتقليص الرواتب الا خطوات في هذا الطريق. الاحزاب التي تدافع عن اقتصاد السوق الحر، تفعل ذلك خدمة لمصالحها، فالقطاع الخاص ليس مستقلا عن الدولة، بل اشخاص الدولة انفسهم هم الذين اما يديرون شركات القطاع الخاص او لديهم حصص منها. اما المدافعين عن اقتصاد الدولة فلديهم مصالح مالية وسياسية، حيث انهم حولوا منشات الدولة الى مصادر للاثراء وللكسب السياسي.
في ظل هذا الصراع بين القطبين، تتأرجح حقوق ومطاليب الجماهير. وتتحول المعركة الى شد وجذب بين تلك الاحزاب في البرلمان وفي الحكومة. فمن جهة الفساد ينهب خزينة الدولة، ومن جهة اخرى الصراع نحو التحول لاقتصاد السوق، الذي يمر بمخاضات. ورغم الاختلاف بين هذين القطبين، الا ان محصلة الجماهير منه، شيء واحد، انعدام الخدمات، قلة فرص العمل، الابتزاز السياسي بعرض الوظائف كثمن للولاءات السياسية.
لذلك هذه الحكومة وبرلمانها وسلطتها التشريعية غير قادرة على ان تقدم حلا للجماهير. والحال ان ما تمكننا منه لحد الان هو التظاهرات في ايام الجمع. الا انه كما هو واضح ان سياسة الحكومة لم تتعدى التسويف والكذب، وهو امر متوقع. الا ان ما يجب ان ان لانتوقعه هو اننا بتوجهنا صوب الحكومة او البرلمان، وتوجيه اسئلة لهم سيقدموا لنا حلا وان نسالهم، على سبيل المثال، ان يقوموا بحملة من اين لك هذا؟ يجب ان نبدأ من مكان اخر. ليس من مكان الحكومة ولا البرلمان، ولا السلطة التشريعية، ولا المرجعية، ولا سلطاتهم العسكرية، سواء كانت عمليات بغداد او الميلشيات. فكل هذه الجهات هي اطراف لطبقة واحدة، التي تهيمن عليها احزاب الاسلام السياسي الشيعي.
واذا كانت التظاهرات لم تتمكن لحد الان من الحصول على اية مطاليب ايجابية، بل بالعكس، العبادي شرع بسلم الرواتب وسلم المخصصات، الامر الذي شكل هجمة جديدة على معيشة أربعة ملايين موظف حكومي، فان التوجه يجب ان لا يكون صوب الخضراء، بل صوب مكان اخر، صوب المواقع الاقتصادية التي هي اساس ثراء هذه الاحزاب، يجب التوجه الى المكان حيث تولد ثروة هذه الاحزاب، والتظاهر هناك، ووضع اليد عليها الى ان تتم الاستجابة الى مطاليبها. اي امساكهم من اليد التي توجعهم: النفط. ان العاملين في قطاعات النفط يتظاهرون ومنذ سنين من اجل الحصول على حقوقهم، ارى، ضرورة ان يمد المتظاهرون في ساحة التحرير وفي ساحات العراق جسرا من العمل والنضال المشترك مع عمال النفط، وتوثيق وربط نضالهم مع نضالات عمال النفط، سيكون له اثرا اخرا غير ذلك التوجه الى الخضراء، والذي مع سلميته، قطعت عمليات بغداد الطريق عليه. ان انطلاقة التظاهرات والتوجه الى حقول النفط بدلا من الخضراء، سيجعل البرلمان والحكومة والسلطة التشريعية والمرجعية يستمعوا وبشكل واضح الى المطاليب. حين تصبح خسارتهم اكبر من ربحهم، سيصغون.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الاحزاب والشفافية المالية في العراق
- رسالة الى د.فارس كمال نظمي حول لقاء وفد من المدنيين مقتدى ال ...
- قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!
- قانون الاحزاب في العراق لمصلحة من؟ وضد من؟
- مقترحان عمليان لممثل اليعقوبي حول التظاهرات الجارية في العرا ...
- كلمة في بدء العام الدراسي الجديد
- الكوليرا والماء النقي وحلول الحكومة الشيعية
- لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية
- حول العفوية والتنظيم
- دخول الميلشيات الشيعية الى ساحات الاحتجاجات ينقل التظاهرات ا ...
- من الربيع العربي الى الصيف العراقي، وايصال الجماهير الى تحقي ...
- وثيقة رمضان: واسطورة السلم المجتمعي
- نادية محمود - عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- بمناسبة مرور عام على احتلال داعش: لنصعد النضال ضد كلا طرفي ا ...
- العلمانية ام الحرب الطائفية؟
- نضال عمال شركات الأسمنت في العراق ضد شركة لافارج
- عمال شركة سمنت كربلاء جبهة من صف عالمي!
- التظاهرات العمالية الاخيرة في العراق: حماية الصناعة الوطنية ...
- حجاب الاطفال الاجباري و-الخطاب الالهي- للمجاميع الشيعية
- الحرب في اليمن: دروس جديدة، قديمة!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟