احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 19:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أجواء الفوضى والانفلات الأمني، وغياب القانون العادل، أو تسييسه، أو التعامل معه بازدواجية فيطبق على جهة، ويُعطل تجاه أخرى، وسيادة شريعة الغاب، واعتماد سياسة القمع والإقصاء والتهميش، وترويج وتعميق الثقافات الطائفية، أو الفئوية أو الحزبية، أو غيرها، مع تغييب أو قتل الحس والشعور والانتماء الوطني، وطمس ثقافة المواطنة، التي سيطرت على المشهد العراقي بعد الاحتلال، شكَّلَت مناخا ملائما لنمو واستفحال وتكريس المليشيات والعصابات وقوى التكفير، التي تعددت أنواعها وإشكالها في ظل تعدد الانقسامات والخلافات والصراعات وتقاطع الإرادات الداخلية أو الخارجية، وصارت هي القوة النافذة والمسيطرة، فراحت كل جهة تؤسس لمليشيا تابعة لها وتأتمر بأوامرها، لتنفيذ مخططات لا تخدم إلا مصالحها الشخصية وأجندات أسيادها الخبيثة، ولعل أخطرها تلك التي انتحلت التشيع والتسنن وهما منها براء، لأنها تمارس إجرامها وفسادها تحت مظلة الفتوى وشماعة التمذهب التي تصدرها مرجعيات الطائفية والتكفير التي تعتاش على ثقافة التطرف والعنف والاقتتال بين الناس، وتبني عروشها على أشلاء ضحايا الاقتتال الطائفي الذي تُغذيه وتُعَمِّقه متخذة من الدين أو المذهب أفيونا تستقطب به الشعوب دينيا أو طائفيا.
فبين مقصلة الإجرام المنتحل للتشيع وذاك المنتحل للتسنن، الذي تدعمه قوى احتلال متسلطة وعلى رأسها المحتل الأخطر إيران الشر، صار الشعب العراقي بكل أطيافه كبش فداء وضحية رخيصة، بل، بلا ثمن، تُسفَك دماؤه، وتُنتَهك أعراضه، وتُدَنَّس مقدساته، وتُنهَب وتُحطَّم آثاره، وتُهدَّم دور أبنائه، وتُسرَق أملاكهم، ويُهَّجر ويُنزح الملايين منهم، وغيرها من الجرائم التي لم يسبق لها مثيل، حتى الإجرام والقبح والفساد منها براء، فضلا عن الإسلام الشيعي السني والأخلاق والإنسانية، كما قال المرجع الصرخي في معرض إجابته على سؤال وجهته له صحيفة الشرق، واليكم نص السؤال والجواب:
السؤال:ماذا حدث في ديالى بعد مغادرة داعش لهذه المدينة؟ وهل ارتكبت جرائم بحق السكان هناك ؟
المرجع الصرخي –(( قبل وجود داعش وعند وجودهم وبعد مغادرتهم ليس فقط في ديالى بل في كل مناطق العراق تُرتَكب أبشع الجرائم والمفاسد والقبائح، والشعب العراقي بكل أديانه وقومياته وطوائفه وقع تحت قوى احتلال متسلطة لها مفاصل ومخالب إجرام وقبح وفساد من مليشيات وقوى تكفير وطائفيين منتحلين ومدّعين للتشيّع والتسنّن ، والإسلام الشيعي السني منهم بَراء، والدين منهم بَراء، والأخلاق منهم براء، والإنسانية منهم بَراء، بل حتى الإجرام والقبح والفساد منهم بَراء)).
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟