أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد البورقادي - كوابح الإصلاح السياسي والإقتصادي في المغرب : الجزء 1














المزيد.....

كوابح الإصلاح السياسي والإقتصادي في المغرب : الجزء 1


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 16:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن تعاقب الدوريات الحكومية وتوالي زعامة الأحزاب على رأس المغرب لن يتمكن من حل مشاكل التنمية والرفع من قيمة الإقتصاد الوطني وتحقيق الكفل الإجتماعي إن لم تكن له إرادة فاعلة وسيطرة قوية على كل الأجهزة التنفيذية بالبلاد ..هذا بالطبع إذا كان ذلك مصحوبا برؤى بعيدة المدى واستراتيجية محكمة وهادفة وبناءة ..
فليس المهم فيمن وصل إلى الحكم والريادة في نظري ولكن الأهم هو ما مدى صلاحيات الحزب الحاكم وما مدى تدخله في التسيير السياسي ..وأقصد بتدخله هنا ..أي ما حجم التدخل المشرعن له من طرف القانون والدستور .. علمنا سبقا أن القانون فوق الجميع ..وأن على الحاكم والمحكوم أن ينصاع له.. لأنه يصاغ من طرفهما على السواء عن طريق الإعداد من طرف الحكومة الدولة والمصادقة على بنوذه من طرف البرلمان بغرفتيه النواب والمستشارين ..وما يتم بالتوافق عليه لا مجال للطعن فيه ..
لكن الخلل هنا في مدى اتباع القانون والعمل به والحرص على تطبيقه كما هو من طرف أجهزة القرار وأقصد بهاته الأجهزة التشكيلة الوزارية وعلى رأسها وزارة الداخلية التي تشرف على مراقبة جودة التسيير لمختلف القطاعات وتمد بالرخص وتسهر على توفير الأمن والأمان اللازمين لتطبيق القرار الحكومي ..
لكن الخلل يأتي مما لا يتوقع منه الخلل ..ففي الوقت الذي ينص القانون على أن وزارة الداخلية يجب أن تكون مستقلة عن مؤسسات الدولة وغير تابعة لها من جهة الأمر والنهي نرى عكس ذلك يجري على أرض الواقع ..فوزارة الداخلية هي المخزن وهي الدولة في نفس الآن ..وزعما بذلك فهاته الوزارة الوصية تتأثر بالجهاز المخزني وتخضع لأهوائه ..التي قد لا تتماشى وواقع القانون بل لا تعترف بالقانون..وعاقبة ذلك تتجلى في الرخص التي تعطى من غير وجه حق لسياسين وبرلمانيين وعسكريين لا لشيء إلا لأنهم من ذوي الإمتيازات الخاصة ..ومن هاته الرخص ..رخص الصيد في أعالي البحار ..ورخص الإستيراد والتصدير التي تعطى حصرا لبعض المؤسسات الربحية وتحرم أخرى منها مما يخل بنظام تكافئ الفرص والمنافسة الشريفة ..ويخل بتوازنات نظام السوق ..ورخص المقالع الرملية ومقالع الحجارة..وتفويت أراضي العقار والصفقات العمومية لشركات بعينها دون أخرى بدون مزايدات علنية أو منافسة أو فرص متكافئة.. ورخص مأذونيات النقل العمومي بما في ذلك النقل الحضري والنقل الطرقي ..وتلك الرخص يجب أن تخضع لمساطر قانونية ودفتر تحملات والمراقبة والتتبع لأصحابها ويجب أن تخضع لمبدأ العرض والطلب للرفع من الإقتصاد الوطني وخلق التنافسية الحرة بين مختلف المستفيدين ..وهذا هو وجه الحق وتلك هي عناصر الشفافية ومبادئ الديموقراطية ..والتي تروم تحقيق الصالح العام وترمي إلى تحقيق التكافل والتضامن الإجتماعي وفق عدالة اجتماعية سامية يلتزم بها الكل ويتعهد على حفضها الكل ..لكن نجد خلاف ذلك في أرض المغرب ..حيث تمنح هاته الرخص لذوي النفود وأصحاب الياقات وهم أغنى الناس عنها ..فيكتريها هؤلاء للضعفاء من أبناء هذا الوطن مقابل مبالغ مالية طائلة تعود بالنفع على الطبقة العليا وتزيد من ثرائها الفاحش على حساب الطبقة العاملة الفقيرة التي تكدح من أجل الحصول على لقمتها ..وهذا هو منشأ الصراع الطبقي الإجتماعي في هذا البلد ومأسسه الأول والذي تمتد جذوره حين عهد الحماية والحصول على الإستقلال... حيث كانت رواتب الجنود تصرف عن طريق أراضي الملك العمومي. فيما يعرف بأراضي الجيش .. عوض المبلغ المالي المتعارف عليه ..وفي ذلك إجحاف في حق السلطة وتصريف في الشأن العام بمبدأ التصريف في الخاص ..فيحدث أن يتراكم الربح من هاته الأراضي عند مالكيها الذين يكترونها ويحصدون ريعا قارا ومستمرا طوال حياتهم بدون جهد يبذلون أو إنتاج أو منافسة ..بل عن طريق احتكار بتواطئ من الجهات المعنية وبرضى منها ..وتلك الميزات العينية التي كانت تعطى للجيوش هي بادرة الفساد وهي الشرارة الأولى... في نظري ...التي ستشعل النار وتمهد اتساع اقتصاد الريع ليغطى المغرب كله ..
فما وجه الحق يا سادة في أن يُعطى الغني ويحرم المحروم وهو الأولى والأحق بالعطية من غيره !!! هناك من يتوفر على أكثر من 50 مأذونية نقل ..وهناك من لا يستفيد من شيء رغم ضعفه أو بالمعنى الصريح.. لقلة حيلته .. أي ليس له أيه صلة بصناع القرار ... ماعندوش المعارف ...وما ضوابط تلك الرخص المجانية والإمتيازات العينية !! وهل تعلم الحكومة الحالية بكمّ المستفيدين من تلك المزايا !! وإن علمت بذلك ما مخططها لمحاربة ذلك !! وهل يقتضي المخطط سحب الرخص القديمة من أهلها !! أم تكثيف الإجراء ات التدبيرية المتخذة في شأن المستفيدين الجدد !! أم القطع النهائي والوقف المطلق لتسليم تلك الرخص بالمجمل ..!!



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناس بدون مأوى..
- تأملات في الواقع..
- ذم هوى المحبوب..
- أمريكا تحتضر ..
- قلب الأدوار ..
- بوادر الإنتقال الديموقراطي في المغرب ..وأفق التحديات الجديدة
- الحرب القادمة : قوى التحالف الجديدة..
- يوم في دوار الزاوية ..
- صور من الواقع..
- ضريبة الحرية المطلقة
- تأملات في الطريق..
- في الأحياء الراقية
- في عقوق الوالدين : قلب الأم
- أمريكا ..المارد !!
- نظرة في النفس والروح والجسد ..
- في الأحياء الشعبية..
- نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر
- مخالب النفس
- الإنسان والعقيدة !!
- في بيوت الله


المزيد.....




- مميزات خرافية.. تحميل الواتساب الذهبي على موبايلك واتمتع بمم ...
- مصر.. بيبسي تتخذ قرارا مفاجئا
- مصانع مصرية تتوقف عن العمل
- وزير النفط الايراني: إنتاج النفط ارتفع بنسبة 60%
- خبراء يتحدثون لـRT عن أسباب ارتفاع الدولار المفاجئ في مصر
- صندوق تقاعد نرويجي يسحب استثماراته من -كاتربيلر- بسبب غزة
- برنامج استبدال السلع الاستهلاكية ينشط السوق المحلية في الصين ...
- مصر.. أزمة في قطاع السيارت
- العلماء الروس يقترحون طريقة جديدة لإنتاج الهيدروجين
- إسرائيل تستخدم معداتها في انتهاكات بفلسطين.. صندوق نرويجي يب ...


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد البورقادي - كوابح الإصلاح السياسي والإقتصادي في المغرب : الجزء 1