كم من الماء سنخزن ونوزع بمبلغ 800 مليون درهم؟

عبد الله بوفيم

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 15:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

بمناسبة الزيارة الملكية لمدينة العيون وجهات الصحراء الثلاث وأثناء عرض البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية في المغرب, كان من حظ جهة كلميم وادنون, سد بجماعة فاصك تكلفته 800مليون درهم بهدف سقي الأراضي الفلاحية التي في سافلة السد.
كما نص البرنامج التنموي على تخصيص مبلغ اجمالي محدد في 77 مليار درهم للجهات الثلاث, مبلغ استثماري جد مهم, فقط لو وجه في التوجيه الصحيح واستهدف التنمية الأبدية للمنطقة وحل مشاكلها وإلى الأبد وجعلها بالفعل سلة غذاء المغرب والصحراء الكبرى والدول المجاورة كلها وفي غضون العشر سنوات المقبلة.
للعلم فإن جهة كلميم وادنون التي سيشيد فيها السد المذكور اعتمدت وما تزال تعتمد على البحيرات الباطنية في ضمان ماء الشرب والسقي للفلاحة والكسب, والجهة حاليا وخاصة إقليم كلميم ينتج الكثير من الخضروات والفواكه وبه العديد من الضيعات الفلاحية تشغل آلاف المياومين, كلها تعتمد الفرشات المائية.
زيادة على أن إقليم كلميم معروف على الصعيد الوطني بكونه ينتج الحبوب وخاصة في السنوات الممطرة حيث تفيض أوديته عل جنباتها, التي ينتج منها الفلاحون آلاف الأطنان من القمح والشعير يخزن بعضها في المنطقة ويوجه الكثير منه لمطاحن في كل مدن المغرب.
وادي (صياد) الذي سيشيد عليه السد, يجري بمعدل مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث, والأراضي التي يسقيها تمر سنوات لم تحرث بسبب عدم جريان الوادي, مما يعني أن بناء السد, تبذير للمال العام وحرمان الفلاحين من مورد رزقهم, لأن بناء السد لا يعني بلوغ الماء للفلاحين, وإن بلغهم فبأي تكلفة وهم كانوا يسقون اراضيهم مجانا.
السد يقع بعيدا عن الأراضي التي كان يسقيها وادي (صياد) بحوالي 10 كلمترات, فهل يمكن مد القنوات لتلك المسافة وتوزيعها على كل الأراضي التي تسقى بالوادي حاليا؟ متى يمكن أن يتحقق مد القنوات؟
مناخ جهة كلميم وادنون مناخ صحراوي جاف, معدل درجة الحرارة السنوية هو 35 درجة وفي فصل الصيف تتراوح الحرارة ما بين 35 و 50 درجة حرارية, مما يعني أن نسبة جد مهمة من مياه السد ستتبخر ونسبة ستمتصها التربة والترسبات التي سيجمعها السد.
تعرف جهة كلميم وادنون عواصف من الغبار على طول السنة تقريبا بسبب انعدام الغطاء النباتي, فتكون سماء الجهة في الغالب ملبدة بالغبار, وبالطبع حال يمر الغبار فوق السد سيصطدم ببخار الماء فيتساقط الغبار على السد ملوثا ماءه وعلى طول السنة.
والسد بطبيعة الحال كوسيلة لتجميع الماء لم يبتكر للمناطق الصحراوية بل للمناطق التي تعرف كثافة غابوية بنسبة 100 في المائة, أما المناطق التي تجرف فيها مياه الأودية ملايين الاطنان من الترسبات فهي لا تصلح للسدود لأنها تكون بلا فائدة وفي غضون سنوات قليلة, حيث تتحول لأرض مستوية , ويتبخر ماؤها وتمتصه الترسبات وتكون السدود اسما بلا مسمى.
كنت ناقشت بمقر الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء بالمغرب, اختراعين في مجال الماء هما اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية وشرحتهما بما يكفي وتقدمت بالفعل بطلب تسجيل براءة الاختراعين المذكورين.
الاختراعين بديل للسدود في دول العرب والمسلمين حيث المناخ قاري وحار والغطاء النباتي شبه منعدم, والتطبيق الطبيعي للاختراعين معروف في الطبيعة وبه تتغذى البحيرات الباطنية في سنوات الفيضانات خاصة.
وللعلم فإن الفيضانات نعمة من الله رب العالمين لولاها لهلك الانسان ومات عطشا, لأنه اثناء فيضانات الأودية وخروجها عن مسارها تنفذ كميات هائلة من الماء في ثقوب طبيعية كونتها جذور الأشجار وعلى مدى آلاف السنين فتغذي الفرشات وتملأ البحيرات الباطنية بملايين الأمتار المكعبة من الماء.
والفيديو هذا يوضح جليا كيف تتغذى البحيرات الباطنية جراء فيضانات الأودية وهو مصور بجهة كلميم وادنون أثناء فيضانات نونبر سنة 2014 https://www.youtube.com/watch?v=derF_WiwjQY
بهذه الطريقة المفصلة في الفيديو سنضخ أودية الجهة كلها للفرشات المائية ونملأ البحيرات الباطنية التي تخزن الماء وتوزعه بصفر درهم وتحفظه وتؤمنه ولسنوات متوالية بلا تبخر ولا ضياع.
شرحت كثيرا أن ثقبا مائيا مزودا بمصفاة كما بينت ذلك في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=CpGiC9BOfrk
تصل تكلفته لحوالي 300 ألف درهم, وبذلك يمكن أن ننجز وبتكلفة 800 مليون درهم حوالي 2666 ثقبا مائيا مزودا بمصفاة في قلب أودية جهة كلميم وادنون, ولو قسمنا العدد على الأقاليم الأربعة بالجهة سيكون نصيب كل إقليم حوالي 666 ثقبا مائيا مزودا بمصفاة.
نخصص للمدن مراكز الأقاليم حوالي 100 ثقب في شوارعها وأزقتها لحمايتها من الفيضانات وفي نفس الوقت نطعم بتلك الثروة المائية التي تغرق المدن فرشاتها المائية كما شرحت في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=Zb0TUBtJNWc
ويبقى لكل إقليم حوالي 566 ثقبا مائيا سيكون نصيب كل جماعة قروية منها حوالي 28 ثقبا مائيا ويكون نصيب كل دائرة انتخابية حوالي ثقبين مائيين مزودين بمصفاة يمكنهما أن يلعبا دورين مزدوجين يضخان الماء العذب النقي للبحيرات الباطنية والفرشات المائية ويستخرج منها الماء في وقت الحاجة إليه.
لو افترضنا أن أودية جهة كلميم وادنون تجري مرة واحدة كل سنتين وبمعدل 12 ساعة في السنة, عدا سنوات الفيضانات والتي لا تكون إلا بعد كل 30 سنة تقريبا, حيث أن دورة الفيضانات في الجنوب المغربي تترواح بين 25 و 30 سنة.
كل ثقب مائي بقطر 01 متر وعمق حوالي 100 متر أو أقل ومزود بمصفاة يمكنه أن يضخ وفي الساعة الواحدة حوالي 3000 متر مكعب من الماء, وفي 12 ساعة سيضخ حوالي 36000 متر مكعب من الماء وبالطبع ستضخ مجموع الثقوب في الجهة حوالي 96 مليون متر مكعب من الماء في اسوأ الظروف .
ماء محفوظ وموزع ولن يكلف الدولة انفاق سنت واحد زيادة, وستجني منه الدولة مبالغ مهمة بتركيبها عدادا على كل ثقب وكل بئر, حيث تتولى الجمعيات رعاية الثقوب والآبار وتسديد فاتورة استهلاك الماء كما الفلاحون وبتكلفة أقل.
وفي السنة الممطرة التي تعرف فيها المنطقة أمطار مهمة وجريان أوديتها لمدة أطول ومرتين أو ثلاث في السنة فإنه بالطبع ستتضاعف كمية الماء لتصل لحوالي 300 مليون متر مكعب من الماء, لن يتبخر منه متر مكعب واحد ولن يتلوث بالغبار ولن تمتص من الأرض مترا مكعبا واحدا.
بالطبع سينتعش التشغيل الفلاحي والكسب وستنتج الجهة مزيدا من الخضر والفواكه ويستقر الفلاحون ويزيدون من مساحات الصبار وغيره من الاشجار المثمرة والتي تدر مبالغ مهمة على الفلاحين كل سنة, زيادة على اشجار الأركان وأشجار الزيتون وغيرها.
وسيكون ببناء سد فاصك أول الخاسرين هم فلاحو (توفليت ايت حماد) و (توفليت ايت محمد) وغيرهم من الفلاحين الذين يستفيدون من مياه وادي صياد تفيض بها اراضيهم مرة ومرة فيجنون منها مئات الأطنان من القمح والشعير.
لهذا أتوجه لذوي العقول والصادقين من أبناء جهة كلميم وادنون وأقول لهم قارنوا بين الربح الذي ستجنيه الجهة بين سد سيموت في غضون أقل من عشر سنوات قبل ان يستفيد منه اقرب الناس إليه وبين ثقوب مائية تستمر إلى أن يشاء الله رب العالمين تضمن الماء لنا ولأحفادنا ولأحفادهم فقط بانفاق مبالغ بسيطة كل 30 سنة.

#عبد_الله_بوفيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات