مصطفى المنوزي
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 09:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المرافعة ضد الانفصال ، تعني بكل وضوح ، الدفاع عن الوحدة والديموقراطية بما يضمن الحق في الاختلاف والتميز ، وبما يعني أساسا محاربة نزعة الاستئصال التي تعادي الاتصال وتدفع الشباب الصحراوي إلى الاغتراب والغربة والاستقالة ليس بالمعنى المجالي / الترابي ولكن بمعناه الإنساني أي الانفصام ، فالهوية جدلية ومتحولة تؤطرها الحقوق التاريخية ، إلى جانب الحقوق المكتسبة و ضمن صيرورة وحدوية ممتدة عبر الشخصية الوطنية التعددية ، فانطلاقا من هذه الزاوية ستكون التنمية بدون مغزى إذا لم تصاغ وتسوغ وفق أرضية ديموقراطية تشاركية ، يتماهى فيها التراب مع الإنسان مواطنة في صيغة مواطن ، ورغم عدم قابلية الزمن للاسترجاع بنفس الحذافر والتكرار المتماثل ، فإن تمثل عشق المكان يتيح كل امكانية المصالحة بين الجغرافيا والتاريخ عبر تلاقح المجال مع الزمان ، وبالتالي سيظل الحوار المفتوح يواكب منجزات التوحيد غير القسري بالرصد والتقييم والتقويم ، تفاديا لكل هشاشة قد تعتري الأحلام ، وحتى لا تنفلت اللحظة الديموقراطية من أيدينا ، ينبغي تفعيل مقومات الفضاء العمومي بالتشاور والتواصل ، ليس فقط بالمقصود الهابرماسي ، ولكن أيضا بالمعنى الحلاجي ، حيث تنصهر في اللحظة الوطنية ، دون أن نكرر تنازع اللحظتين وتنافرهما المصطنعين ، ونجتر الاستعمال الماكر للعبة الأولويات فيما بين المكان والزمان أو بين الحركة والإمتداد ، أو بين حقوق الأوطان وحقوق الإنسان ، فلنعمل على إنضاج شروط تأسيس فضاء الصحراء للرصد والحوار ، فسيفساء تجعل من الرأسمال اللامادي نبوءة والعقل الوطني بعدا يحفظ المخاض وييسر الولادة على طست الحياة المضمونة بالحق في السعادة والنبل والنزاهة ، فضاء يفرزه تفاعل التواصل التاريخي في رحم مقتضيات الزمن الاجتماعي ، لكي نتحرر ونحرر الوطن من عقدة التجزئة و الاستنزاف ، فالزمن السياسي ، كمجال مغلق الوسيلة وضيق الآفاق ، لا ينتج الاعتبار ولا الاعتراف
#مصطفى_المنوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟