أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح3














المزيد.....

الدين والدنيا ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المقدمة التي أوردناها نخلص إلى قضية مهمة جدا وهي أن العلم من حيث فهمنا الديني له أو كما يرده الدين كحقيقة واحد من القضايا التي لله تعالى يد حقيقية في تكوينها وأستمراريته وفقا لمؤديات فكرة الله تعالى عنه ,وبالتالي من ينكر قضايا العلم ينكر قضيتين مهمتين أما أن العلم شيء خارجي وضعي لا علاقة لله به وإنه واحد من معطيات الوجود الإنساني بالكامل , فما ينتج منه أي من كونية العلم هو نتاج بشري خاضع بالكلية لسطوة الفهم الديني وما يتعارض مع الدين يرمى به بعيدا , وهذه النتيجة خلاف العقل السوي وخلاف النص الديني ,أو أن هذا العلم الذي نسميه علما بأصوله ونظرياته وأصنافه ليس هو العلم المقصود بالنص وهذا أيضا يلحق بالنتيجة الأولى نتيجة نكران العلم , أما القضية الثانية أن الله تعالى لا يعرف هذا العلم ولم يتوصل إليه وهو جاهل به وعليه لا موقف حقيقي لله منه , وهذه النتيجة تتعارض مع قاعدة دينية أخرى أن الله عالم بما كان وما يكون وما هو كائن من يوم أبتدع الوجود إلى أخر لحظة .
أزمة الفكر الديني ولا أقول أزمة الدين أنه لا يستطيع أن ينكر مقدماته التي لو طبقها كما هي لتغير مجرى الصورة لدية نحو قناعات لا تتوافق مع واقع التدين وهنا عليه أما أن يجنح لتصحيح هذه الاعتقادات وبالتالي يصل لمرحلة نقد عملي للكثير من أركان الفكر الديني ,أو يصر على محاولة التفتيش عن أعذار وتخريجات يظن أنها يمكن أن تساعده في التوفيق بين رؤية ثابتة وحقيقية ومكتسب اليقين النسبي بها كقانون مجرد , وبين أفكار تتعارض مع هذه اليقينية وتتعال عليها بحجة أنها دينية وأنها تكتسب قداسة لصلتها بالله , النقطة التي تغيب عن صاحب الحل الأخير أنه ينسى أو يتناسى أو يتجاهل حقيقة في مقدمات وأسس تفكير الدين أن العلم من الله وهو العالم الأول وهو من علم الإنسان ما لا يعلم بما فيه الحقائق التي يستنكرها ويحاول أن يجد حلول توافقية ليعيد مجد فكرته على حساب الحقيقة .
هذه الأزمة التي يعتبرها البعض جزئية ولا علاقة لها بما نتعرض له من صلة الدين بالدنيا أجد من الضروري التركيز على أنها من الأهمية بمكان أن تعد مفتاحا مهما من مفاتيح إعادة العلاقة الحقيقية التي تشوهت بسبب الإعتباطية البشرية في التعاطي الديني مع قضية الوجود التي هي في المعنى الأخر الدنيا كمفهوم ديني ,صحيح أن الله أشار إلى وجود عالم الآخرة وركز كثيرا في تذكير الإنسان بها وسعى إلى أن يكون العمل في الدنيا بمعنى التوافق بين الإنسان والوجود مبني على قواعد الصحة والأنضباط لأن في ذلك تحصيل لما في أمر الآخرة ولكن , هذا لا يعني أن الله أرادنا أن نكرس الدنيا للعمل المرجو في الآخرة وحصاد نتائجه ولكن من وجهة نظر علمية أن الله أرادنا أصلا أن نتوافق على مبدأ أن نعيش الوجود متسقين ومتماهين تماما معه دون أن نحاول خرق القواعد التي تحكمه لأن في خرق القواعد منح فرص الاضطراب أن تتوسع وبالتالي نسف فرصة الوجود أو التأثير على الحركة الشمولية التي لا تعنينا وحدنا ولا ملكنا وحدنا لأننا جزء من كون واسع ومتسع , الله يريدنا أن نكون إيجابيين (مصلحين ) ولا يريدنا فاسدين أو مفسدين (سلبيين) , هذه العلاقة النهائية هي التي يبنى عليها العلم ويتوق لتطبيقها الدين في الدنيا .
بالعودة إلى نتائجنا علينا وأقول مخاطبا من يعتمد الدين منهج حياتي أولا أن يركز في تعاطيه مع الدنيا على النقاط التالية التي تمثل جزء مهم من رسالة الله للإنسان وعماد المنهج الذي يريده أن يكون سبيلا للفوز والنجاة وهي :.
• أن التكامل والتماهي والتوافق بين العلم والدين ليس أفتراض ولا هي محاولة بشرية ولا يمكن للإنسان أن يتجاوزها ,بل عليه أن يسعى إلى ترجمة إيمانه أن ما في الوجود من علم ومعرفة ودين هي بالنتيجة وسائل حاول الله تعالى فيها أن يحسن من فرصة الإنسان للإستغلال الأمثل للوجود أي الفوز في الدنيا .
• الوجود الشامل محكوم بالتكامل ولا يمكن لميزة أو نظام خاص أن يكون مقياسا كاملا وتمامي في تفسير وتقرير العلاقات الوجودية ,فكما العلم مسئول عن التفسير لحركة الوجود الذاتية وتعليل ما تسببه هذه الحركة بموجب قوانين وقيم تجريبية الجانب الأخر من المعرفة ونقصد به العلم يقود الإنسان أولا لفهم هذه النتائج وربطها بكيفية التسخير البشري لها وثانيا يجعل الإنسان أكثر حرصا على المحافظة على هذه القوانين ودفعها لأن تكون عاملة بحدود قانونا الطبيعي الكينوني .
• إن النهايات الغائية للعلم والدين تلتقي في نقطة واحدة وهي بلوغ الأخيرية والأحسنية وهي الوظيفة الأساسية التي جعلها الله لكل منهم , وبالتالي كما هما أصلا معطى واحد بالتكوين هما أيضا نتيجة واحدة لا تقبل التجزئة أو الأفتراق , وعلى من يقدس الدين لأنه بالأعتقاد الجزئي أنه يوصل للفلاح عليه أيضا أن يؤمن الإيمان بالعلم والخضوع لمنطقة جزء حقيقي من حالة الفلاح , وعليه أن يحترم المسارات كافة التي يريدها الله ويسعى لها الإنسان بعمله وفكره وإيمانه .
من هنا نؤسس لفهم مشترك حقيقي يربط جناحي المعرفة الإنسانية برابط حقيقي وليس وهما ولا مبنيا على التناقض والتضاد ,بل هو جوهر الحلقة المفقودة التي أسست إشكالية الرفض وعدم التوافق وبنيت عليه ألاف الفرضيات التي لم تحسم لليوم لا بنقض حقيقي ولا بتسليم حقيقي لأنها تبتعد عن منطق الدين الأصل ومنطق العلم الأصل وتتجنب في كثير من الأحيان أن تتجرد في الحكم لتقرر ما هو واجب ,أما ظنا بأنها تنتصر للدين وبالتالي يعني الأنتصار لله أو يظن آخرون أن الأنتصار للعلم هو أنتصار للبشر في غياب فكرة قبول أن الله موجود وسابق لوجود البشر وبما يعني أن ما كان للإنسان اليوم هو أصلا من تراث الله علمه للإنسان بطريق أو أخر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح3