أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة














المزيد.....

الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 11:12
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



فشلت جهود العلماء السوفييت – الستالينيين ومنظريهم في الدمج بين الايديولوجية الماركسية وبين قوانين الطبيعة , وقادت الاتحاد السوفييتي الى الكوارث . مثال ذلك نموذج ليسينكو لعلم البيولوجيا الشيوعي والذي تشكل ايام ستالين .

لم يكن ل (ليسينكو )اية خلفية علمية , فهو رجل ريفي يعمل في الزراعة في احد المشاتل . برز عام 1930 وعمل على مناهضة علماء الوراثة والذين كانوا ينتمون الى الطبقات الثرية .
تبنت الدولة السوفييتية في عصر ستالين ادعاءات ليسينكو العلمية , حتى اصبحت بمثابة خطابها الرسمي .

لقد تمكن مناصروه من الانتهازيين من الوصول الى المراكز القيادية في اجهزة القمع السوفييتية , ثم بدات بعد ذلك مرحلة ابعاد المعارضين العلميين الاكاديميين من جميع المناصب , وتجريدهم من مختلف الصلاحيات . ومنهم العالم نيكولاي فافيلوف ,حيث كان من علماء الوراثة في علم النبات .

وهو معروف بميوله الاشتراكية , وحوكم فافيلوف امام محكمة عسكرية بتهم متعددة , منها تهمة التخريب الزراعي . صدر عليه الحكم بالاعدام وخفف بعد ذلك الى السجن لمدة عشرة اعوام , الا انه توفي في سجنه بعد مضي ثلاث سنوات .

استندت حركة ليسينكو على بيانات مغلوطة في محاولة لهدم نظرية مندل للوراثة . ادعت ان الوراثة لاتعتمد على التركيبات الجينية , بل انها تحدث كنتيجة حتمية للتفاعل بين الكائن والبيئة . حيث تنتقل خبرة الكائن عبر مشوار حياته الى ذريته .

ان النتيجة الطبيعية لهذا التصور , ان الانسان قادر على تحديد ذاته بنفسه . لقد كانت هذه نظرية عقائدية مخربة بدون شك . بامكان المئات من علماء الاحياء تقديم اطنان من الادلة الورقية بعدم امكانية توارث الصفات المكتسبة .

من بين ادعاءات ليسينكو ان النباتات التي تنتمي الى نفس النوع تظهر نوعا من التضامن (الاشتراكي )فهي لاتتنافس مع بعضها من اجل البقاء .كما انه اصر على ان زراعة نفس النوع من الاشجار بالقرب من بعضها يساعد على نموها. ولقد عانت زراعة الغابات بشدة من جراء هذا الزعم الخاطيء.

لقد تسببت خطط ليسينكو في العودة بعلم الاحياء السوفييتي عشرين عاما الى الخلف , ناهيك عن معاناة المزارعين الناتجة عن الخسائر الفادحة في الزراعة . لم تتعرض هذه الخطط لاجراءات سحب الثقة الا في عهد خروشوف .

لقد سارع المعارضون للاشتراكية لوضع يدهم على هذا الخراب كشاهد على عدم عقلانية واستبداد الماركسية والحكم الشيوعي الستاليني , وقد تلقفها الصينيون من اتباع ماو باعتبارها قمة التجسد لافكار انجلز وعابوا على السوفييت تركهم لمباديء ليسينكو .ولكن سرعان ماتبين فشل افكار ليسينكو وتركت الصين لاحقا هذه الافكار واتجهت الى الاقتصاد الراسمالي .

ان تعدد الاحتمالات وافتقاد الحتمية ( اللايقين ) في ميكانيك الكم , اضافة الى الاسقاطات الفلسفية للنظرية النسبية لاينشتاين , وضعهما موضع الريبة في الاتحاد السوفييتي الستاليني , حيث ثارت مخاوف فلاسفة الحزب الشيوعي السوفييتي من احتمال امتداد اللايقين الكامن في جوهر نظرية الكم الى عالم السياسة . ومن ثم قد تتعارض مع فكرة الحتمية التاريخية لتطور المجتمعات والتي طرحها ماركس .
كذلك اعتبرت نظرية النسبية تهديد لنسبية الاخلاقيات والمثل العليا ويستطيع بالتالي اي انسان باطلاعه على الكتب والمقالات التي كتبت في ذلك الوقت ان يرى مدى السخف الذي تضمنته خاصة وان بعضها كتب من قبل علماء الطبيعة المتميزين امثال العالم (فوك ) والذين اسهبوا في شرح طبيعة اعمالهم بصفتها مستمدة من مباديء ماركس ولينين .

لقد لعبت هذه الممارسات والتجارب دورا محوريا في اخراج العلماء التقدميين من وهم مقولة امكان اجبار الطبيعة لقبول الافكار العقائدية .

المصدر :

كتاب ( الاسلام والعلم :الاصولية الدينية ومعركة العقلانية) – تاليف : برويز امير علي بيود – ط1 – 2015

مقالات ذات صلة :

مقالتنا ( الفيزياء الكميةالغت المنطق وثوابته ) والمنشورة على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=489920



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني
- الاصول الشرعية لسرقة المال العام
- الاحتجاجات الشعبية بين الذكورية المفرطة والطواطم المقدسة
- في نقد الخطاب الديني
- شغب سياسي ومؤسساتي
- الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة