ملحوظة صغيرة
جدا : الرجاء من الأخ < إصلاح البرامج > أن يكف عن إرسال فيروساته إلي ،
بمعدل عشرة – كحد أدنى - في اليوم والليلة ( وكأنها أذكار شيطانية ) فهي لن تجدي
نفعا في تخريب حاسوبي ، على اعتبار أن الغربة علمتنا مهارات عديدة ، من بينها حماية
أنفسنا وممتلكاتنا من شياطين الجن والإنس !
الأوضاع العراقية اليوم ، لا تتحمل التنظير المجرد
والحلول الخيالية . فهناك احتمال شبه مؤكد باندلاع حرب ، خاصة بعد إعلان نظام صدام
على لسان طارق عزيز عدم رغبته في حل المشكلة سلميا ، والقتال حتى آخر رصاصة ، تطلق
من آخر بندقية " برنو " ، في مواجهة أقوى دولة في العالم ، بأساطيلها البحرية
وطائراتها الشبحية وتقنيتها الفائقة .
ولعمري ، إن النظريات الخيالية التي
نقرأها ، هنا وهناك ، حول البدائل السلمية للتغيير في العراق ، عبر محاولة إقناع
رجل بدماغ حمار وحشي مثل صدام بالتخلي عن السلطة لحقن دماء العراقيين والآخرين ، هي
أشبه ماتكون باللجوء إلى " البرنو " العتيقة ذاتها ، كخيار مفضل ، إزاء خيارات
الحرب المتقدمة والمنظمة التي تتربص ببلادنا الدوائر ، أو أشبه بمواجهة التعقيد
الأميركي بالتبسيط الصدامي ، حسب مصطلحات صدام الهوائية عينها !
ومثلما لا يعدو
اللجوء إلى البنادق الصدئة كونه ضحكا على ذقن صاحب المبادرة – صدام ورهطه – قبل
ذقون سائر الناس ، كذلك ليست النظريات الخيالية سوى تخدير وتضييع للوقت وبطر ،
مقابل وضع جدي لا يطيق الموضوعات الإنشائية والتلاعب بالألفاظ والطوباوية
الحالمة ؛ وضع ، يستلزم تفكيرا عمليا ممنهجا يحسب للدقيقة ، بل للحظة ، قيمتها
وحسابها الحقيقي بأدق الأرقام والكسور ، قبل الإنفجار المتوقع في أي وقت ، في الليل
أوالنهار .
النخب المثقفة مسؤولة أمام شعبها وأمام التاريخ . إمتحانها عسير
ومسؤوليتها ثقيلة . لذلك ، فهي مدعوة – في نظري البسيط – إلى إدراك الحقائق على
الأرض كما هي ، عوضا عن التحليق في فضاءات الأحلام . ولذلك ، أيضا ، هي مدعوة للعلم
والاطلاع رجاء ، بأن تضييعها الوقت في طرح الاقتراحات الباهتة والحلول الهلامية ،
ما هو إلا فشل ذريع مسبق ، في امتحان الشعور بالمسؤولية ، الذي لا يبدو في الأفق
أنه سيكون ذا دور ثان !
-----------------------------------------------------