أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح1














المزيد.....


الدين والدنيا ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والدنيا

الله في النص الديني يقول أن الوجود كائن محكم ومنتظم وموزون ومعلل ومرتبط بسلسة من التطورات التكوينية وينتهي إلى سلسلة من النتائج ليصل لذات النقطة الابتدائية التي أنطلق منها ,هذه الإشارة التي ترد كثيرا في آيات القرآن الكريم مثلا تدل على أن هناك نسقيه محكمة وقانون واحد يضبط حركة الوجود ويخرجه من العبثية التصورية كما يخرجه من التصرف الكيفي المعتمد على الانتقائية ,ولو كانت هذه الانتقائية كما يزعم البعض علة خفية له وقانون مستتر علينا ,الله عندما تدرج في خلق الأشياء بناء على قاعدة تسابق الأهم والمهم وتفضيل العلة على المعلول والأساس على ما يبنى عليه يعرف تماما أن النظام خيار بدي للانتظام لذا قال ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) بل على فرض أن هناك علل خفية لا يمكن لعقل الإنسان الوصول لها ولم يصرح بها الله في كتبه تخرجها من المعقول الأساسي إلى حال الافتراض الغير قابل للبرهان والتجربة .
الدين الذي جعله الله وفقا لكونية الوجود جاء أيضا محكما ومتوازنا ومستقرا في الرؤية على ذات الوجهة التي بنيت فيها شمولية الكون , ولكي يكون الوجود متسقا مع الدين والدين متلائما مع الوجود لا بد من أن نؤمن بفرضية وحدة الإحكام التي تضبطهما معا وهذا يقودنا لنتيجة أن أفتراض العبث أو اللا نسقيه في الدين فكرة تتناقض مع إيماننا بأننا جزء منضبط من حركة الكون ولا بد للعقل البشري الذي هو مفتاح الشخصية أن يضع في حساباته الأساسية والأولية أنه منضبط في عمله أو يحاول أن يكون على البرنامج المنضبط الذي أراده الله ليكون .
عندما نقرأ الدين الرسالي وهنا أركز على مسألة النقاء في النصوص وفي القصديات والمبادئ الأساسية للدين قبل أن يخربها الإنسان ونتفحصها بتجرد وكأننا أجهزة ميكانيكية للقراءة أو أجهزة ذكية تحلل وتقرأ وترمز وتفرز وتقرر حقيقة هذا النصوص نجدها تخرج بنتائج مذهلة قد لا تتوافق وتصل إلى حد التعارض والتناقض مع الفهم البشري الطبيعي لها , بسبب أن العقول البشرية تتحسس لكل إنفعالات النفس والعقل وتتحكم لردات الفعل أكثر من قدرتها على أن تكون مجردة تماما من هذه النوازع , لذا فكلما قرأ الإنسان منتج فكري لغيره سواء أكان الغير باعث الرسالات الدينية أو حتى النصوص المعرفية البشرية تجده يتشتت ويغرب ويشرق عن النص ,وينتج أفكارا وموارد فهمية قد تخرج المراد النصي من إطاره أو تقصر في بلوغه ولكنه في جميع الأحوال يعتقد أنه وصل لحقيقة وجوهر النص ويقف مكتفيا بهذا القدر من المعرفة ليتحول فهمه من النص إلى واجهة تغطي حضور النص وتغطي وجوده وكأنه صنع بديلا له , بل يصل الأمر في بعض الأحيان أن النتيجة البشرية للقراءة تزيح مفهوم النص والقصد وتتربع على الواجهة كأنه حكم نهائي لا يقبل النقاش .
من هنا يمكننا فهم الأختلاف بين الدين كرسالة وبين الدين كواقع ,الأول يمثل الفكرة خام غير مدنسة بالتدخل البشري وهي القاعدة التي تتوافق مع كونية وشمولية الوجود وعند دراسة الوجود مثلا دراسة علمية حرفية لا نجد وأثناء نظرنا للدين كنص أو مفاهيم أسية أي تعارض مع الوجود وهذا لأنهما يتبعان منهجية تكوينية واحدة , ولكن عندما ندرس الوجود كظاهرة مادية تخضع لقوانين العلم والمنطق ومقارنتها بالمفاهيم الدينية والنتائج التي توصل لها العقل البشري من هذه القراءة سنجد التعارض والتناقض يتسع كلما أبتعدنا كثيرا عن النص الديني أما بالتأويل أو التفسير لأن عوامل التدخل البشري سوف تتقدم على حقيقة وجوهر النص الديني المجرد .
قد يعترض قائل أن الدين مجرد يعني أن يكون فقط في علم الديان معناه حرمان البشر من حق التفكر والتدبر لأنه هو المخاطب وهو المكلف به وعليه أن يفهم بالطريقة التي تمنحه القدرة على التيقن أولا ومن ثم القدرة على التعبد , وبدون هذه القدرة لا يمكن أن يخضع البشر للنص الديني لأنه يكون غريبا عن عالمه ومنتمي لعالم بعيد أو مطلق المثالية وهذا خلاف المنطق العقلي , الجواب والاعتراض في الظاهر صحيح ومقنع للكثيرين ولكن الحقيقة التي تغيب عن الأذهان هي أولا أن العقل البشر السوي والذي يعد معيارا للقياس والمقارنة عندما يفكر أو يتدبر النص الديني عليه أن يختار منهجية ملزمة ومتلائمة مع كونية وشكلية وماهية النص هذا أولا وثانيا أن يكون بالقدر الفهمي الذي لا بد أن يغوص عميقا في النص ويستخرج ما هو الأقرب لروحه وبالتالي ليس من حق أي كائن بشري أن يتولى التفكير والتدبر وتبني النتائج , حاله حال بقية العلوم الوضعية , فليس من المناسب أن يقوم مؤرخ مثلا بشرح نظريات الكيمياء بأعتباره مالك لعقل متفكر ومتدبر ما لم يحصل على ملكة ومقدرة أولية بناءة ومبنية على أن تتناول هذه المهمة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح1