أسامة الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 23:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
« آخر الزمان » عبارة تسمعونها كثيراً في الخطاب الديني التقليدي ، فما هو معناها ؟
الزمان من الناحية الفلسفية مفهوم اعتباري ليس له أول ولا آخر ، الزمان هو تجدد الآنات ، آناً بعد آن ، لحظة بعد لحظة ، وحتى لو انتهت الحياة على هذه الكرة الأرضية فالزمان سيبقى مستمراً . وهو بهذا المعنى ليس له نهاية أو ( آخر ) ( = سرمدي ، أبدي ) كما أنه ليس له بداية كذلك ! ( = أزلي ) .
إذن معنى ( آخر الزمان ) في المصطلحات الدينية هو الجزء الأخير أو الفترة الأخيرة من الحياة على هذه الأرض . ومن خلال مطالعتي لاحظت بأن الكلام عن آخر الزمان موجود في جميع روايات المسلمين : ( إذا كان آخر الزمان يكون كذا ) و ( يخرج في آخر الزمان كذا ) و ( من علامات آخر الزمان كذا ) .. الخ ، لكن مفهوم آخر الزمان عند الشيعة أخذ بُعداً آخر ، فقد رأيت بأن رجال الدين الشيعة منذ العهد العباسي وهم يثقفون الشيعة على أنهم يعيشون في آخر الزمان ، وفي كل العهود التي تلت العهد العباسي كان رجال الدين يقولون للشيعة بأنكم في آخر الزمان ، واليوم أيضاً ( بعد أن مضى أكثر من ألف سنة ) يقولون للناس بأنكم في آخر الزمان ! .
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : هل من المفيد أن يعيش الفرد الشيعي أو المسلم عموماً وهو يظن بأنه في آخر الزمان ؟ أم أن ذلك سيكون ( مخدراً ) يغذي فيه نزعة الكسل والخمول حتى ينام ولا يتقدم ولا ينهض ولا يفكر في بناء حضارة ؟! باعتبار أنه لم يتبقَ شيء من هذه الدنيا ومن هذا ( الزمان ) وهي مجرد أيّام وسيأتي المخلص الذي سيبني له كل شيء ويصلح له كل مشاكله ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. الخ ) .. وهذا برأيي عامل قوي في شلّ الأمة عن النهوض . لقد مضى أيها الأخوة أكثر من ألف سنة ونحن في كل عصر نظن بأننا نعيش في آخر الزمان .. ولا أدري هل نحن فعلاً في آخر الزمان أم في ( آخر القطار البشري ) و ( آخر الركب الحضاري ) و ( آخر الأمم والشعوب ) ..
#أسامة_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟