أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....7














المزيد.....

المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....7


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


7) و المعلمون الذين تمرسوا على الساعات المضافة صاروا لا يستطيعون الاستغناء عنها ، لكونها صارت مصدر دخل مهم يحققون من ورائه تراكما ماليا كبيرا يساعدهم على التسلق الطبقي الذي يمكنهم من تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى ، لأن المعلم الإعدادي أو الثانوي أو الجامعي الذي يقدم دروسا خارج الإطار القانوني ، و بغض طرف المسؤولين ، و بسبب عدم التصريح بذلك العمل ، و نظرا لاستفادة أبناء المسؤولين من تلك الساعات المضافة ، و بدون مقابل ، فإن المعلمين يقلبون الكفة ، فيصير مدخولهم من عملهم الرسمي ثانويا ، و ضئيلا بالمقارنة مع مدخولهم من عملهم غير الرسمي . فالعمل الرسمي يصير عرقلة أمام العمل غير الرسمي الذي يوفر إمكانيات ضخمة في مجتمع ، كالمغرب الذي يصير فيه كل شيء نخبويا ، و تصير التطلعات الطبقية للمعلمين ، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من شرائح البورجوازية الصغرى ، هي الهاجس الذي يحكم ممارسة المعلم الذي يتحول إلى مجرد لاهث وراء الراغبين في تلقين أبنائهم حصصا إضافية ، لأنه بقدر ما يزداد عدد الساعات المضافة ، بقدر ما يرتفع الدخل، بقدر ما يحقق المعلم تطلعاته الطبقية البورجوازية الصغرى من اجل القيام بحماية المستقبل ، الذي لم يعد محميا ، نظرا لتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي ، الذي يستهدف مجموع أفراد المجتمع .
و بما أن النظام الذي يخضع له المغرب ، هو النظام الرأسمالي التبعي ، فإن هذا النظام يقتضي استغلال كل الفرص الممكنة لجعل الجماهير تشتري جميع الخدمات الاجتماعية التي لم تعد خدمات اجتماعية مجانية . كما تشتري المواد الغذائية التي تستهلكها يوميا . و فرصة تقديم الحصص الدراسية المضافة ، و لو في البيوت هي أكبر ممارسة لإثبات أن التعليم المجاني لم يعد منتجا ، و أن أداء مقابل الحصص المضافة هو الذي يمكن أبناء الأسر الميسورة من التفوق على بقية التلاميذ ، و احتلال الصفوف الأولى في النتائج الدراسية التي تمكنهم من الالتحاق بالمدارس العليا في جميع أنحاء العالم . و هو ما يجعل الآباء يفضلون التعليم الخاص المؤدى عنه ، الذي صار مثالا للتعليم الجيد ، حتى في نظر المعلمين الذين يدخلون أبناءهم إلى مدارس التعليم الابتدائي الخاص ، لاقتناعهم بأن التعليم العام الذي يعملون فيه لم يعد مجديا، و لم يعد منتجا، و لا يلبي التطلعات الطبقية التي يسعى المعلمون إلى تحقيقها .
و لذلك فالمعلم يلعب دورا كبيرا –بممارسته المنحرفة ، في ترسيخ خوصصة الخدمات في مجال التعليم ، كما فعل الممرضون المرتشون في ترسيخ القبول بخوصصة الخدمات الصحية ،لإعداد مدارس التعليم العام للخوصصة ، كما عمل الممرضون على إعداد المستشفيات المغربية بالارتشاء للخوصصة ، تنفيذا لسياسة الدولة المبنية على أجرأة تعليمات صندوق النقد الدولي ، و البنك الدولي ، و المؤسسات المالية الدولية ، و الشركات العابرة للقارات . الأمر الذي يؤدي مستقبلا إلى إعلان إفلاس المؤسسة التعليمية الرسمية ، لتباع بدرهم رمزي إلى المعلمين في مختلف المستويات التعليمية ، الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف ، لتتحول إلى مدارس خاصة ، تدر على مالكيها الجدد مئات الملايين من الأرباح ، على حساب إفقار الشعب المغربي الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد من خوصصة الخدمات التي تجعل المعلمين من كبار البورجوازيين المغاربة .
فخوصصة المدرسة المغربية ، سيكون بداية إفلاس قطاع التعليم في المغرب ، و سيكون ذلك الإفلاس شروعا في عملية ممارسة التجهيل على المجتمع المغربي ، الذي يصير أبناؤه محرومين من الحق في التعليم الجيد ، الذي يصير محتكرا على المدارس الخاصة التي تدرس برامج دراسية مخالفة للبرامج الرسمية ، كما هو الشأن بالنسبة لمدارس التعليم الأولى الخاص ، و مدارس التعليم الابتدائي الخاص . فكأن تلك المدارس هي مدارس فرنسية ، أو أمريكية ، و كأنها لا تخضع للمراقبة الرسمية . و الهدف الأساسي من كل ذلك هو ترسيخ أهمية الخوصصة في مختلف مجالات الخدمات العامة ، مقابل ما يتلقاه المعلمون من أموال إضافية هائلة من الآباء تتحقق معها تطلعاتهم الطبقية .



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- 3.....عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسم ...
- الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......4
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......3
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......2
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......1
- 5......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....7