أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمودة إسماعيلي - فن السخافة : إكتئابات دينية وإلحادية














المزيد.....


فن السخافة : إكتئابات دينية وإلحادية


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين واللادين ليسا طرقا في التفكير، بقدر ماهما أحكام مسبقة لقول تفاهات تلائم إحساسك، بغض النظر عن الوقائع !

حسب كلاسيكيات التنظير الفلسفي، يغيب العقل يحضر العنف (البربرية)، السلطة عبارة عن تنظيم وإدراة وسيطرة، اختلال هذه السلطة يُحدث فوضى عدوانية : تشمل الشغب والعنف ـ وهي رؤية حنة أرندت للسلطة السياسية. العقل بعجزه عن حل الأزمات ـ بما هي أزماته بالعمق ـ يلجأ للعنف كتدمير للأزمة : أي تغييبها. ولا يستسلم أو يتراجع إلا في حالة انهايره أمام قوى الأزمة.

حسب نفس الرؤية، نجد من كلا الجهتين ـ ملاحدة ومؤمنين ـ عنفا متمحوراً حول الدين : جهة تعنّف الدين كسبب للبلاء، والجهة معاكسة تعنّف اللاتدين كسبب لتدهور الدين : بما أن الدين من زاوية هذه الرؤية، ارتكاز ومسند للحياة السعيدة ! هنا ينبثق الاكتئاب، باعتبار أن هذا العنف الدين/اللاديني : المتشابه في الشحنة والمعاكس بالاتجاه، رد فعل ضد السقوط في الاكتئاب ـ ك"جزع وجودي". لنأخذ على سبيل المثال ملحدا حقيقيا، كريشارد دوكنز، أو كارل ساغان، نيل ديغراس تايسون، جورج كارلين، وهذا الأخير الذي رغم سخريته القاسية اتجاه الدين، إلا أنه يشترك وهؤلاء وغيرهم في كون خطابهم الثقافي لا يحمل شحنة عداونية انتقامية (كأزمة) اتجاه الدين، لماذا؟ لأن الدافع هو المعرفة (كارلين كوميدي بالأصل).. تعالَ لملاحدة "تَبَعْ بلدنا" : سب وشتم وسخافة وعفونة كلامية باستعمال كلمات لرونس كراوس أو توماس هكسلي، باعتبار أن ذلك نقد للدين، وهو لا يعدو أكثر من عرض تأزمي تجاه الواقع الخانق لنفسياتهم المتضررة : يزيد الطين بلة ويحرض العنصرية الطائفية ويعزز تشددا أعمق في الدين، كرد دفاعي مقابل. لقد تم كسر القوالب الدينية الخرافية من خلال تماسك نظرية لشخصية نفاذة الرؤية، وليس من خلال كوميديا حقيرة مريضة بالأنا ! أعرف البعض يهدفون من خلال تلك التصرفات لكسب ود مثقفين معروفين بإلحادهم أو فتيات/ذكور من بيئات برجوازية ملحدة (مرونة جنسية كمعنى) ! كتشي جيفارات (جمع تشي جيفارا) ثائرين على الدين. ستيفن هوكينغ يسخر باستمرار من الدين، لكن سخريته عقلانية وليست طفولية، ومعجبيه لا ينحصرون بطائفة أو اتجاه معين. إنه فيزيائي بالأخير، يفكر للعالم، وليس للانتقام من أبويه وأبناء حيّه على حساب رؤى أبرز للوجود !

نأتي للجهة الأخرى، دون أن أطيل، اعتبر أن أي متشدد ديني مضطرب شخصيا، داعش مجموعة من المرضى والمعتوهين وليسوا مجموعة انحرفت بتوجهها الديني أو السياسي : التشدد الديني اضطراب نفسي يجعل صاحبه منحسرا في القرن الحادي عشر : يود الواحد إحضار القرن 11 ميلادي لسنة 2015 ميلادية، هل أنت حمار ؟ أو أغبى من الحمار يا حمار ؟!

الدين بتخاريفه الصبيانية، يجب أن ينحسر في المعبد، أو الأيباد الخاصة بك داخل سماعاتك، وليس تشاركا بالتاكسي أو الحافلة، كفرض قراءات لشخصيات تعاني من أزمات نفسية تقرأ آية وتبكي في آية، على مسامع الركاب والناس، الموجوعين في أدمغتهم "من كثر الصداع" أصلاً ! بالنسبة لي شخصيات تفرض على الآخرين سماع القرآن أو أي صداع ديني مسيحي يهودي بوذي.. شخصيات تسلطية مأزومة ومريضة، من ضمنهم من يسمعونك موسيقى رغما عنك : متى يعي الناس أن تلك أمور تتعلق بالأذواق الشخصية، لا نشارك أذواقنا إلا بموافقة الآخرين : غير أن عقلية "إلهي خلق العالم ويعرف كل شيء"، تدفع الإنسان للتنرجس على الآخرين (التعالي) وفرض حقاراته كفعل خير ! قل هذا لخطيب الجمعة، يخفض صوته، بدل انفضاح أخطائه التاريخية باستمرار !

أخبرني مرة أحدهم، أنه إذا قام عالم سيكولوجي بدراسة العالم العربي والإسلامي خصوصا، فإنه سيصنف هذه الشريحة بالاضطراب والانفصام، أجبته ـ من خلال إدراك ما ينحو لقوله ـ أنه سبق لفرويد أن قام بتشخيص الأديان كرؤية طفولية للعالم، تطورت كسلوك وسواسي يعيق استمرارية العالم الاجتماعي على وجه أفضل ! لا يهمني طفولة الدين أو رضاعته، ما يهمني هو أن انفعال المتدين على أو لأجل الدين، يخفي في العمق اكتئابه، فالدين لم يقدم شيئا ولا يقدم شيئا ولن يقدم شيئا، إنه شيء متجاوز، العالم يتحدث بالتكنولوجيا والاقتصاد وليس آيات بيّنات من الذكر الحكيم. سواء تأقلم المؤمنون مع هذه الرؤى الحداثية الواقعية أو لا ؟ ذلك شأنهم... فقط دعوا الناس وشأنها، يصلي الإنسان "مايصليش"، يحب مثلي "ما يحبش"، تلبس الأنثى تنورة أو حجاب أو نقاب "تخلعوا ما تخلعوش" : ذلك شأنه(ا) يا سادة !

إعطيني فكرة، اقتراح، نظرية ممكن. لكن لا تعوّض اكتئابك علي، "هو احنا ناقصين" يا سافل(ة) ! أسمع نشيد "يا نبي سلام عليك"، أو "إنجي" لفرقة رولن ستونز، أو كلاهما بنفس الوقت : "دا مايخصاكش"، وكذلك الحياة تُعاش بعيدا عن شعوذة : "إلهي حبيبي" "إلحادي حبيبي" !

تعلمّوا الفرح يا عبيد الشر.
تعلمّوا الحب أيها المكتئبون.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاع الذكوري حول الأنثى
- المرأة عبدة الرجل : خرافة المساواة في الدين والسياسة
- لماذا يستقبل الغرب اللاجئين السوريين بدل الشرق ؟
- لباس الأنثى حريتها الخاصة
- المثلية بنية نفسية ليست مرضا عضويا
- في الحب أنا شعراؤك، في الحب أنا كلّي
- إصلاح الأهبل يتم بتزويجه بامرأة فاضلة !
- مفهوم الBitch عن المرأة
- من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟
- من هي العورة ؟
- بعضٌ من الحب.. كما رآه الفلاسفة والنفسيون
- تاريخ اغتصاب
- ليست لدينا امرأة.. لدينا رُمّانة !
- أن تكون أنثى في المجتمع الحقير
- ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي ...
- إستطيقا القبح : كل ما هو قبيح يمكن أن يكون جميلا
- وهم المعرفة عند العرب
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمودة إسماعيلي - فن السخافة : إكتئابات دينية وإلحادية