أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - أردوغان وشبح إتفاقية لوزان














المزيد.....

أردوغان وشبح إتفاقية لوزان


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 16:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فاز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي شهدتها تركيا الأحد 1 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد فرز جميع أصوات الناخبين وإعلان النتائج الأولية ، وحصل حزب العدالة والتنمية على 49,4% من أصوات الناخبين فيما حصل الحزبان المعارضان الشعب الجمهوري والحركة القومية على 25,4% و12% على التوالي، ونال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كذلك 10,5% .

وقال أردوغان عقب التأكد من فوز حزبه العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية وحصول الحزب على مايقرب من 50 في المئة من الأصوات" إن الأتراك قدموا دليلا على رغبتهم القوية في وحدة ونزاهة تركيا. ودعا العالم إلى احترام الإرادة الوطنية لتركيا " .
اذا ظن اردوغان بهذا الفوز أنه سلطان ، ومع ذلك ليصبح هذا واقعا، اردوغان يعلم علم اليقين انه لابد من عودة الباب العالي (توبكابى سراى الاساتانة )، تلك العودة التي قُتلت حتي الموت باتفاقية لوزان 1923 ، بوجود تلك الاتفاقية لن يستطيع اردوغان أن يرتقي ليكون سلطان ، هكذا أراد الغرب بتلك الاتفاقية ، التي هي شبح يطارد حلمه اينما كان.

إتفاقية لوزان تم توقيعها في 24 يوليو 1923 ، في مدينة لوزان " سويسرا " تم على إثرها تسوية وضع الأناضول والتراس الشرقي (القسم الأوروبي من تركيا حاليا) ، حيث قادت المعاهدة إلى إعتراف دولي بجمهورية تركيا بقيادة مصطفى كمال أتاتور التي ورثت محل الإمبراطورية العثمانية ، فكان منها بنود حددت حدود تركيا نفسها ، كما تنازلت فيها تركيا عن مطالبها بجزر دوديكانيسيا ، قبرص ، مصر والسودان ، العراق وسوريا ، وتنازلت فيها ايضا عن إمتيازاتها في ليبيا ومراكش وتونس ، تلك الاتفاقية التي جاءت في حقيقتها تأكيدا وتجسيدا لاتفاقية سايكس بيكو التي عقدت سرا في 16 ايارعام 1916 بعد الحرب العالمية الاولى وخسارة الإمبراطورية العثمانية الحرب فيها ، وتضمنت تقسيم الممتلكات العثمانية وخاصة بلداننا العربية بين المحتل البريطاني وفرنسي ، فهي كانت حاضرة بقوة لتكون تركيا دولة علمانية بامتياز، والإبقاء على بطرقية الروم في اسطنبول ، وحماية الاقليات ، وإدارة العدالة في تركيا ، والعفو العام وتبادل السكان ، وفصل الدين عن الدولة ،والاعتراف بسقوط الخلافة العثمانية ، وطرد الخليفة واسرته من البلاد ، ومصادرة املاكه ، والإبقاء على الموصل بعيدة عن تركيا ، وضع يدها على المضايق والممرات المائية ، وبالفعل بعد المعاهدة اصبحت تركيا اسيرة القوى العالمية حتى الان ، بمعني اخر هي الخنجر الذي قتل الخلافة الاسلامية الى الابد .
فهناك مساحات قد يسمح لاردوغان بتجاوزها ولكن هناك خطوط حمراء لايمكن الاقتراب منها وهذا ما تناساه اردوغان وهي " تركيا لوزان " ، فدعواته الان الى تغيير الدستور بأكمله وليس بتعديله كما كان يقول سابقا هو ذلك بعينه ، فهناك بنود بالدستور هى عصب اتفاقية لوزان وتركيا أتاترك، والاقتراب منها هو المساس بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، المادة التي تنص على " لا يجوز حماية أي فكر أو عمل يتعارض مع القومية الأتاتوركية " ، كذلك المادة الثانية التي تصف الجمهورية التركية بالموالية لقومية أتاتورك ، والمادة 58 التي تمنح الدولة مهمة تربية وتثقيف الشباب وفقاً للفكر الكمالي ، كذلك المواد 68 و69 و67 وغيرها.. ، فالرجل في الاونة الاخيرة إعتقد أن ما قام به من إصلاحات اقتصادية وتحسين أوضاع المواطن وعدم احتياجه الى صناديق وبنوك النقد العالمية وفوزه بإنتخابات الرئاسة وحزبه بالاغلابية في البرلمان قد يهيئه من اتخاذ الاجراءات والقرارات التي تحد من القوانين والشروط التى قامت عليها تركيا " اتاترك " العلمانية ، متناسيا ان تركيا اتاترك لولا توقيعها على ان تكون عضو في النادي العلماني ما كان لها من كيان بعد سقوط السلطان عبد الحميد ، فصفحة التاريخ مازالت قريبة وبنود الاتفاقية مدونة في عصر الألات لا في العصر الحجري ،وهذا ما لم يسمح به الغرب والنظام العلماني الجديد ، فعدد مقاعد حزبه في البرلمان التركي لا تكفي لتمكينه من تمرير مشروعه الرامي للدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس ، فمع الانتهاء من فرز الأصوات ، تأكد فوز حزب العدالة والتنمية بـ 316 مقعدا، اي ما يزيد عن المقاعد اللازمة لتشكيل الحكومة منفردا وهـى 276 مقعدا ، وعند هنا تأتي العقبة الكبري التي تؤرق أردوغان وتقف أمام حلمه ، فالمقاعد التي فاز بها تقل بـ 14 مقعدا عن العدد اللازم للدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس ، ويحتاج الحزب 60 مقعدا إضافيا كي تتمكن حكومته من إدخال التعديلات على الدستور في البرلمان دون إجراء استفتاء .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولار واليوان..معركة كسر عظم
- المشهد الثالث من خريطة الطريق المصرية
- وكالات التصنيف.. الاقتصاد المصري تحت المراقبة
- ايميل (2) الى سيادة الرئيس. عبد الفتاح السيسي-مصر بدون اعلام ...
- الدب الروسي .. صدق رومني واخطأ اوباما
- رفع الفائدة..مواجهة الدولرة في مصر
- الحكومة المصرية من الاسكان الى البترول
- اليورومنى والبورجوازية الكبيرة
- هيكل .. والذات العارفة
- الى السيسي احتكار المرافق العامة هذا ما نخشاه
- الرحلة المقدسة على خطاها فتحت مصر
- المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة
- الخليج..من البروباغندا الى شراكة مع إسرائيل
- حكومة محلب.. كسابقاتها
- رد على مقالة (العفريت الأصولي)لطارق حجي
- هل أخطأت القيادة السياسية السعودية ؟
- دساتير مصر..البورجوازية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة
- عاصفة الحزم بين التحليل والوقائع والمتغيرات
- بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران
- مؤتمر مصر المستقبل .. ما نخشاه الاحتكار


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - أردوغان وشبح إتفاقية لوزان