أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد جبر - ثقافة الحوار : الواقع والأزمات














المزيد.....

ثقافة الحوار : الواقع والأزمات


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 09:14
المحور: المجتمع المدني
    


يعد الحوار بكافة اشكاله ومسمياته ومصطلحاته المتعددة من لوازم الحياة وضمان استمرارها ، والاضطلاح بكافة اعبائها ، وتتطلب لغة الحوار التعارف والتعاون والتعايش من جهة ، و التمكن من لغة الحوار، وإدراك وظائفها الاجتماعية وابعادها النفسية والتربوية ، والتنبه إلى تأثير الكلمة وسحرها ومفعولها، واختيار الاستجابة وتنويع الأسلوب واختيار المفردات والمصطلحات ، والتحقق بالإبانة والتمكن من لغة الآخر في الحوار معه والإحاطة بمعرفته؛ وذلك بالإدراك الكامل لخلفيته الفكرية وقيمه وتاريخه وحاضره ،.
وتعد لغة الحوار عاملا مهما من عوامل النهوض الحضاري ورسالة الأصلاح والتنوير في المجتمعات ، وتتطلب تكاتف النخبة المفكرة في المجتمع نحو تعزيز رسالته وادبياته المتحضرة ، واثراء ابعاده في اطياف قضاياه المتنوعة .
والمتتبع لواقع العالم العربي فكريا ، يجده في حالة تأزم ناشئة من وأد لغة الحوار في مساحاته الفكرية المتنوعة ، وامتداد فكر التأزم والتعصب والتقليد والتمذهب والأنغلاق والحجر على العقل وازدياد الطائفيات مما يستدعي المراجعة واعادة النظر ووضع الخطط والبرامج الكفيلة لعودة حوار الأمة إلى ذاتها وإعادة مد الجسور بين اوصالها ورؤاها المبعثرة .
ويشكل الحوار صيحة عقلانية في تفاعل الحضارات معا في العالم اجمع ، عبر الوانه المتعددة من المناقشة والتفاكر والمثاقفة والمجادلة بالتي هي احسن وهي رسالة الأنبياء عبر مسيرة التاريخ كله ، وربما عول على المنابر الأعلامية في حمل تلك الرسالة وتوجيهها فكريا في مساحاتنا الحوارية، إذ تبرز حالة التناقض بين شعارات الحوار المعلنة اعلاميا في حل مشكلة التجافي والتباعد وعدم التفاهم وتوسيع دائرة المشترك وتفكيك التعصب والتحزب ، وواقعها المتأزم ، لأنها تشكل مشكلة إضافية إلى أزمات الحوار لأنه تدعم تصليب التعصب والانغلاق والتحزب والتشرنق ، وتتحول بالتالي كمادة إعلامية تسوغ حالة تأجيج المواجهة الحادة والصراع تحت مظلة وشعارات الحوار والتفاعل الثقافي الحضاري ، وتنتفي من خلالها ادبيات الأخر وحقيقة استيعاب الأخر .
ومما سبق تبرز اهمية توسيع دائرة المشترك وتفكيك اللغة الاحادية لتغدو لغة مفتوحة تستوعب الأخر ، وتلك المهمة السامية تحققها لغة الحوار ، والمنابر الثقافية الجادة التي تتبؤئ تلك الرسالة السامية ، وربما استطاعت العوالم الالكترونية ان تحقق قفزات معقولة في هذا الصدد ، ولكن إلى الأن من وجهة نظري لم تبلغ الحلم المنشود ، أذ ما تزال بعض اعراض الحوار الأصم تتسع فجواتها في مساحاتنا الألكترونية بين لغة متعالية واذن تستسيغ وتسمع ولاتناقش بأمعية مطلقة ، وارجع جذورها في سلم متدرج بين لغة القرارات السياسية الأحادية الأستعلائية واحادية السلطة وعدم تداولها من جهة وتنتقل هكذا تواليك حتي تبلغ الأسرة ومحضن التربية والتنشئة ، مما يعزز حالات التحدي والفجوات والجدران الأسمنتية في الحوار التي تحول دون تجاوزها وتجاوزها حتي مع امتداد لغة العالم المتحضر بالحوار والعوالم الرقمية واعتبار العالم قرية واحدة ، لكن ما تزال الأزمة تمتد دون بذل النخبة المفكرة مساعيها لتعزيز لغة الحوار ومنابره ، وبذل التوعية الفكرية والأجتماعية والتربوية في هذه الصدد ، حتي تتحول مساحاتنا الألكترونية والفكرية إلى مساحات حوار جادة فاعلية ، تحترم الأخر ولغته ، وتلتزم توسيع دائرة لامشترك ، نحو عوالم فكرية ابداعية لا تنتهي في مشاريعنا الثقافية التنويرية



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنا الذكورية ومشاعر الانوثة المستلبة
- رصد لحظة التوهج في الإبداعية الأدبية
- المسكوت عنه والمقموع في النص الأدبي
- الثقافة والإبداع
- ندوة العولمة وتغيير المناهج في العالم العربي
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- همسات صحفية 8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج
- ماهية الحياة في الرؤية السيكولوجية للأدب
- ثنائية - موسيقى النص ، تيار الوعي - في النص الأدبي
- سيكولوجية الحرب في مجموعة عطش الماء
- رؤية نقدية للواقع من منظور نيتشه وجاسبرز
- رؤية نقدية لواقع الإعلام العربي في ظل معادلة الإبداع
- رؤية نقدية في المشهد الثقافي السياسي في عالمنا العربي
- فنيات القص في ادب رابلية / اضاءات على روائع الأدب الفرنسي
- المرأة والأبداعية الأدبية
- تماهيات الأدب في لغة السياسة


المزيد.....




- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
- -هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة ...
- عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا ...
- تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب ...
- منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد جبر - ثقافة الحوار : الواقع والأزمات