أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - أحزاب الفيسبوك السياسية














المزيد.....

أحزاب الفيسبوك السياسية


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل عقود أو أكثر كانت عملية تأسيس الأحزاب السياسية تتم في دهاليز الوزارات أو في أقبية البلديات، أو في معاقل المقاهي الأدبية أو في ملاجئ الحانات الليلية. وكان القبول بالترخيص لنشاط وأنشطة الأحزاب يتم عبر تنظيم اجتماعات أو إلقاء ندوات أو محاضرات أو تحرير مقالات تنشر في الجرائد والصحف والمجلات، أو يكون بالرفض بمنعها وبحظرها عبر القنوات.
في عصرنا الراهن نعاين اختلافا كبيرا في تأسيس الأحزاب، في الغرب مثلا تسمح التكنولوجيات المتطورة بإنشاء وتأسيس الأحزاب السياسية كما تمنح سهولة إدارتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتساب والتويتر وغيرها كثير، كما أن هذه التكنولوجيا تمكنت من تغيير وتثوير المفاهيم وطرق التعامل والتعاطي مع التكنولوجيا لكن البعض يسيء استخدامها بنفث سموم الحقد والكراهية ونشر القيم الهدامة كالميز والعنصرية بدل التوجه للقضاء والإدارة المختصة بعالم الشبكة العنكبوتية
الفيسبوك يعتبر أهم موقع للتواصل والاتصال الاجتماعي بالنظر لعدد السكان المنضوين والمنضمين إليه حتى يتخيل إليك أن بإمكانه تجاوز ساكنة الصين، وقد تم تأسيسه لأهداف عدة منها تسهيل التواصل بين الأمم، فهو قناة يتم من خلالها نشر المعرفة والثقافة والتعرف على حضارات أخرى، ولكن مستعملي موقع الفيسبوك انحرفوا عن خريطة الأهداف الأولى للفيسبوك لمنطقة أخرى بعدما أقبل عليه بكثرة المواطنون العرب باستخدامه في أهدافهم السياسية وأغراضهم التحريضية، لينحو الجميع إلى هذا المنحى ذي المنحنى المضطرد الارتفاع و يا ليتنا لم نفعل.
تبدأ بذرة الشر والويل بتأسيس أفراد لمجموعة أو جروب على الموقع، ومن هنا تبدأ عملية الفتنة بإنشاء الجروب، بالتستر على النيات وبالتكتم على النوايا وذلك من خلال تتبعهم وتبعيتهم لحزب ما لكن الكتابات والتعليقات بل والأفعال تعكس الانتماء لعمل حزبي سياسي متجمد في تفكيره ومتحرر في تكفيره، لتليها عملية توجيه وتوظيف مدافع أفراد المجموعة في الهجوم على كل إنسان يخالف عقلية قطيعهم التي لا تؤمن بقبول الرأي الآخر وتتهمه بأنه عميل مندس وخائن وجاسوس لحساب الغرب العلماني الكافر وذلك عبر حسابات واهية ووهمية.
ما بدأنا نعاينه على رقعة شبكة الانترنيت يذكرنا بذلك الحزب المتأسلم في مصر ولكن بطريقة فيسبوكية، فالفكر الإخواني المغربي كما المصري يقوم على تقديس فقهاء الحركة الإصلاحية الوهابية والتجديدية الألبانية وطاعة المموِلِين الخليجيين، ولسان حالهم يقول بالتصنيف إن لم تكن معي فأنت حتما ضدي بتخوين اليسار وتآمرهم ضد رئيسهم وحبك المؤامرات ضد حزبهم بل وقد يقومون بشن حملة تبليغ لتصفية ومنع حسابك الفيسبوكي للأسف.
وبشديد الأسف نشهد حربا قذرة تشن على رقعة الفيسبوك من كتائب جنود الخفاء التابعة للحزب السياسي في الفيسبوك يبدؤونها بالاعتقاد صادقين أن الآخر المخالف لهم في الرأي والرؤيا والفكر وطريقة التفكير عدو يجب القضاء عليه وبأن كل رافض لتوجهات وأفكار حزبهم خائن لدينه ودنياه مشككين في وطنيته وكأن الوطنية حكر عليهم فقط، ثم يُتبعونها بخطة هجومهم على الجرائد المخالفة والأنكى مطالبتهم دون خجل بتطبيق القانون على الأشخاص اللذين يدعون إلى الحقد والكراهية والعنصرية وهم قابعون خلف شاشات حواسيبهم.
يشنون غاراتهم في قضايا سياسية ومواضيع اجتماعية لكن يبقى الولاء لرأي القادة والقيادة في الحزب والبراء من الآراء المخالفة، ولو كانت صائبة غير صابئة، لهؤلاء القادة وتلكم القيادة لأن أعضاءهم تربوا على الطاعة العمياء بوجوب التقرب إلى الله ببغض المختلفين من القياديين ومعاداة المتمردين من المريدين بالقلب وباللسان وذلك بحسب القدرة والإمكان؛ الإشكال هنا ليس في آراء سياسية بل الأمر تجاوز ذلك لإرادة فرض أجندات خاصة منحرفة عن اتجاه الدخول في عصر المواطنة واتباع خط مسارهم الحزبي السياسي، وكذلك الابتعاد عن القيم الدينية الصحيحة التي ترتكز على أسس الوسطية والاعتدال وتعتمد الحرية كعمود أساسي في الفكر.
حتى الدستور لا يحترمونه، وأما مشروع القانون الجنائي وفصوله المنحرفة نظريا والمحرَفة واقعيا فمزجوا الحابل بالنابل بإضفاء القداسة على الشخوص وإطلاء الدناسة بالنصوص، لذلك وجب إبعاد الدين عن السياسة والمقصود بالدين هنا الدين السياسي وليس سياسة الدين مثل ما فعله النبي (ص) بإدارة وتسيير الدولة بسياسة الدين التي تفوقت وتوفقت السياسة في تلك الفترة الزمنية النبوية مع الدين، لكن ما يفعله هؤلاء هو الدين السياسي أي أنهم يستخدمون الدين لأجل هدف واحد هو السياسة، ليطرح مشكلة وإشكالا صعبا وعصيا عن وقت فصل الدين الإلهي المقدس عن الاجتهاد البشري المدنس بسبب ممارسات قيادييهم ومريديهم واستغلالهم الوحي المقدس بهدف تحقيق الوصول للسياسة ونشر الفكر الظلامي والضلالي في هذا الوطن.
لم يخطر ببال أحدهم الوصول إلى أبعد من هذا ولكن للأسف وصلنا؛ الفيسبوك موقع لتقاسم القيم الإنسانية ونشر المعرفة وتعميم ثقافة الحياة والجمال وقبول الآخر المخالف في الفكر والرأي، لكن أن ترفع قضية بسبب اختلاف في الفكر والرأي على موقع الفيسبوك يبقى مستبعد الوقوع لكنه حصل بسب أجندات الأحزاب الفيسبوكية السياسية.
أخيرا، واهم وحالم كل إنسان صدق ولازال يصدق بأن الاختلاف في رأي مطروح على الفيسبوك لا يفسد للود قضية، لأنه يدرك بأن قضايا الود التي جمعتنا نحن العرب عبر الزمن أفسدتها قضية الاختلاف في الرأي.
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الداعشية الناعمة، المسلسلات التركية أنموذجا
- العالم العربي بين مطرقة المؤامرة وسندان التآمر
- عيد الأضحى والبعد الروحاني والاجتماعي
- التاريخانية في قراءة التراث الفكري الإسلامي
- تعليب الوعي
- الاستشراق بين الاختلاف والائتلاف
- ذكرى نكبة فلسطين ... صوت 67 عاما، بلا صدى
- تديين المظهر وتسييس الجوهر
- الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا
- العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية
- عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث
- سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟
- حرية الرأي في التعبير
- فساد أم إفساد الدولة
- الإعلام الافتراضي ومواطنو التواصل الاجتماعي
- الاستهلاك حرب إيديولوجية جديدة
- الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - أحزاب الفيسبوك السياسية