أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام















المزيد.....

خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 15:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المقال مكتوب باختصار نقلا عن كتاب الباحث الفلسطيني د . سليمان بشير ( مقدمة في التاريخ الاخر : نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية )- ط1-2012- منشورات الجمل : بغداد وبيروت .

اولى القبائل التي سكنت بلادالشام هي قبيلة تنوخ التي انتسبت الى قضاعة . وقد نزلت في حاضرة قنسرين واسلمت حين دعيت الى الاسلام .اما بنو سليخ من قضاعة فقد نزلوا في قنسرين ايضا , غير انهم بقوا على نصرانيتهم لوقت اطول .

كما روي ان بعض طي قد نزلت في حاضرة قنسرين قديما بعد ان تفرقوا على طي للحروب التي وقعت بينهم . وقد اسلم بعضهم مع ظهور الاسلام , في حين بقي كثيرون على نصرانيتهم ودفعوا الجزية .كما نزلت حاضرة حلب اخلاط من تنوخ ايضا . غير ان موقع واهمية قنسرين في خارطة القبائل الموالية للامويين يفسر اصداء الروايت الشامية على مايبدو , والتي روت عن محمدانه اعتبر قنسرين دار هجرة ورفعها الى مرتبة المدينة . ويذكر ان الكثير من القطائع التي اقطعت في حلب وحمص وانطاكية وعسقلان قد نسبت الى عبد الملك بن مروان . وفي بعض هذه المواقع رويت احديث نسبت الى محمد قوله ( عسقلان احد العروسين , يبعث الله منها سبعين الفا وفودا شهداء الى الله ...).

ان الروايات التي تحدثت عن التركيبة القبلية لجيش معاوية في صفين قد عكست الخارطة القبلية لبلاد الشام . فقد ذكر المسعودي ان معاوية اخرج في اليوم الثالث عمرو بن العاص في تنوخ ونهد , واخرج في اليوم الرابع عبدالله بن عمر بن الخطاب وجذام وحمير واعاريب اليمن .كما ان اشعار المفاخرة القبلية التي تناقلتها المصادر عن معركة صفين تشير الى انتساب من وقف مع معاوية بشكل عام الى اليمن , وانتساب من وقف مع علي بشكل عام الى ربيعة .

من ذلك ماروي عن عبيد الله بن عمر قوله :
انا عبيدالله ينميني عمر – خير قريش من مضى ومن غبر
غير نبي الله والشيخ الاغر – والربعيون فلا اسقوا المطر
وتتضح التركيبة القبلية لجيش يزيد بن معاوية الذي قام بالحصار الاول لابن الزبير في مكة في الابيات التالية التي قيل ان يزيد بعث بها اليه :

اجمع رجال الابطحين فانني – ادعو اليك رجال عك واشعر
ورجال كلب والسكون ولخمها –وجذام تقدمها كتائب حمير
ونفس التركيبة نجدها في الاشعار التي قيلت في معركة مرج راهط . وهو يفسر مانسب الى حسان بن مالك بن بحدل الكلبي زعيم القبائل اليمانية في بلاد الشام قوله :
فالا يكن منا الخليفة نفسه – فما نالها الا ونحن شهود
يكتب الباحث د .سليمان بشير قائلا :
( هذه العناصر لاتستقيم معا ولا يستقيم معها انتساب الانصار الى القبائل اليمانية ايضا الا اذا وضعت في اطار تاريخي جديد لظهور الاسلام , الا وهو خلافة عبدالملك بن مروان بعد معركة مرج راهط مع قبائل معد الموالية لابن الزبير حين تمت عملية تعريب ليس فقط الزي بل ولغة الادارة والنقد والقبلة وجمع القران ونقطه . غير انه بموجب ذلك يكون صاحب تلك الابيات حسان بن بحدل الكلبي وليس حسان بن ثابت ).

واذا ربطت الرواية الاسلاميةكلب قضاعة بالامويين عن طريق رابطة النسب والخؤولة بزواج معاوية من ميسون الكلبية فقد اكسبت سلطة الامويين على العرب شرعيتها بان نسبتهم الى قريش جعلتهم ( اهل الله )واصحاب ( بيت الله ) في مكة .

واذا كانت قضاعة قد دعمت عبد الملك بن مروان في احتلاله مكة وفرضه اسلام حليفه محمد الحنيف قدجعلتها الرواية الاسلامية تطبق نموذج ذلك التحالف نفسه مع قصي من قبل . اذ يذكر ان قصي قد نشا عند اخوته لامه من قضاعة في بلاد الشام . وعلى الرغم من ان الرواية تجعلهم يساعدونه بالسيطرة على مكة فانها تنزه نسبه عنهم وتنزع معه اسماعيل الجد الاسطوري لعرب الشمال وتربطهما بمكة قبلة العرب وكعبتهم .

ومع اسماعيل ياتي ابراهيم كصيغة عربية حنيفة لكل ما ارتبط به من ارث توراتي . اما محمد فان صدى غامضا وبعيدا من التاثير والدعم الذي تلقاه قدبقي عالقا في اسمه –ابن الحنفية- ذلك الاسم الذي اعطته اياه امه خولة الحنفية والذي يشكل مؤشرا قويا باتجاه ذلك التاثير ضمن نموذج التحالف والنسب القائم على علاقة الخؤولة عند العرب في تلك الفترة .

على الرغم من ان الرواية الاسلامية حاولت طمس هذا الجانب وربط محمد بالامويين وبقريش , وبغض النظر عن الطابع الاسطوري للرواية الاسلاميةعرضا معكوسا للنموذج الذي سار عليه الاسلام يكسبها قيمتها التاريخية . ذلك ان دين التوحيد لم يخرج في نظر الباحث سليمان بشير ولم يسبق له ان خرج من الصحراء الى الهلال الخصيب . ومع ان عناصر اعتقاد وممارسات حنفية وحجازية شمالية قد دخلت عليه من دون شك , فمن الواضح انه نتج كحركة وكقوة سياسية عن توسع سلطان الامويين واعلان استقلالهم, في فترة اضطراب وضعف البيزنطيين وانحلال الساسانيين , وتوحيدالامويين للجزيرة العربية مع الهلال الخصيب . وعن عملية التوحيد تلك تحتم استيعاب حركة الهجرة القبلية التي ميزت فترة الاضطرابات تلك بمضامينها الحضارية والاجتماعية . الامر الذي لم يحتم تعريب وجهة ( قبلة )الاسلام فحسب , بل جعل من ذلك التعريب اطارا واقيا لضمان استقلاله الحضاري والديني عن العالم اليهودي – المسيحي الذي سيطر على الهلال الخصيب لقرون خلت .

اذا كان الاسلام قد نتج عن وحدة عالم الهلال الخصيب اليهودي – المسيحي مع الجزيرة العربية , وتعرب بحثا عن الحماية والاستقلال الحضاريين في الصحراء , ثم نقل ونشر مع الهجرات والفتوحات العربية الاسلامية . فان ذلك لايعني انه تحول الى دين صحراء .ومع تقدم البحث الحديث فقد اخذت تتهاوى الفكرة السائدة بان الاسلام دين الصحراء . تلك الفكرة التي حملها المستشرق رينان في القرن التاسع عشر .

الواقع انه بعد مضي فترة قصيرةنسبيا هجر الاسلام الجزيرة العربية وعاء حضاريا الى الاستقرار في الهلال الخصيب . اما الجزيرة العربية فقد انكفات على نفسها وبدرجة معينة عادت الى وثنيتها وفوضاها القبلية مرة اخرى . غير ان الفترة العربية-الاموية قد خلفت لنا بصمات رمزية هامة على جبين الاسلام :
مكة , كعبة العرب وقبلتهم , ولغة القران العربي والاذان والجمعة وصيام رمضان ...

يقول سليمان بشير :
( نحن لانعرف ماالذي قصده فلهاوزن عن اسفه لعدم قيام معاية بتاسيس دولة وطنية في بلاد الشام بدل الخلافة الاسلامية التي سرعان ماانهار سلطان العرب في اجزائها الشرقية .غير انه كان من دون شك مصيبا عندما قال ان ذلك كان سيحتم التنصل من الاسلام والانضمام الى الكنيسة المسيحية .ونحن نضيف هنا ان ذلك كان سيحتم بالاحرى البقاء على الربط مع الكنيسة المسيحية).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني
- الاصول الشرعية لسرقة المال العام
- الاحتجاجات الشعبية بين الذكورية المفرطة والطواطم المقدسة
- في نقد الخطاب الديني
- شغب سياسي ومؤسساتي
- الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل
- من فصوص كتاب الحكمة والسياسة والدين
- هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام