احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 13:13
المحور:
المجتمع المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
حواء و أبجديات البكاء ...
شعر/أحمد الحمد المندلاوي
مَنْ يتصوّرُ مقلَتَي حوّاءْ؟
في رياضِ العشقِ ،
و تحتَ رقّةِ السّماءْ
وأمامَها رأسٌ مهشمْ
و هي لا تعرفُ ...
مفرداتِ الحزنِ الأمومي
و لا تباريحَ البكاءْ
وليسَ حولَها نساءْ
يعلّمْنَها تَراتيلَ :
(دللو..يبني..دللو)
ما زالَتْ في روحِها الوديعةْ
رائحةُ الجنّةْ ..
وسحرُ الطبيعَةْ
رقيقةٌ كالنّسيمْ
في أوائلِ النّهارْ
لا تعلمُ الغيرةَ ،
ولا تعرفُ الجزّارْ
تسألُ بعلَــها بوقارٍ:
يا آدمُ يا سيّدي الموقّرْ
ما الخبرْ ؟
ونحنُ كَـفٌ واحدةْ
بأربعِ بصماتْ
بل مفردةٌ واحدَةْ ..
أرادَنا الإلـهُ ..
أنْ نكونَ مفردةً ..
رائدَةْ
لا غيرُنا.. في هذهِ الحياةْ !!..
أجابَها : سيّدتي حوّاءْ..
والأسى .. ملءُ العينينْ:
قدْ فُتِحَ سجلُ الأشْقياءْ
وسوقُ الأسلحَـةْ
والتّجارةُ المربحَـةْ
هُنا بدأ سِفرُ الحزونْ
هُنا العيونُ ..
كحلُها الدّموعْ
وزادُها الجوعْ ..
وهابيلُ المغدورْ
في كلِّ مكانٍ ..
و زمانْ
ليعيشَ السّلطانْ
و نديمُهُ الأبالسةْ
في برجِهِ العاجي..
يُراقبُ المنظرَ بارتياحْ
المالُ والسّلاحْ..
و قلّةُ الحياءْ..
هُنا سيّدتِي الموجزْ.
والتّفصيلُ يأتِي بِهِ الآتونْ
في عرشِ فرعونْ
وفي أرضِ الطّفوفْ
ومحاكمِ التّفتيشْ
و الحروبْ
و أمالي البؤسِ فوقَ البسيطَةْ
يلفُّهم قرارٌ عرفيْ
وحالاتُ الطّوارئ ..
والحذرُ و الحيطَةْ
الى القدرِ المكتوبْ
و أسألي الآتينَ من بنيكِ
يا حوّاءْ ..
عنْ هذا السِّفرِ الأليمْ
عنِ الويلْ
وعنْ سنابكِ الخَيلْ
وعنْ أنينِ اليتامى في هدأةِ اللَّيلْ
و ذعرِ الصّبايا
في الوديانِ
وتحتَ أفياءِ النخيلْ
بادئاً بهابيلْ
هذا الشقيقُ الوديعْ ..
ولا تنتهي بقتلِ الرّضيعْ
وإعداماتِ الرّبيعْ
في سِرتْ..
والجملُ المحاربُ في ...
و في أرضِ الكنانةْ
والقتلُ بالجملَةْ
سيّدتي ..من فاسْ ..
حتى ثنايا دجلَةْ !!
إذاً يا سيّدي ناولْني معجمَ البُكاءْ
أبصمُ فيهِ الآهةَ الأولى..
لكافَةِ النّساءْ ..
أنْ لا فرحةً تَحتَ السّماءْ
هنا أبجديات البكاء
3/11/2015م- بغداد
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟