أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - في الذكرى -98- لوعد بلفور: الوطن القومي مضطرب.. والشعب الفلسطيني في عين العاصفة بقلم: عزيز العصا















المزيد.....

في الذكرى -98- لوعد بلفور: الوطن القومي مضطرب.. والشعب الفلسطيني في عين العاصفة بقلم: عزيز العصا


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 02:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


[email protected]
http://alassaaziz.blogspot.com/
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وتسعين عامًا، أي في 02/11/1917م، وجه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى المصرفي اليهودي، اللورد روتشيلد، رسالة (تصريحًا)، نصه الحرفي: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
بذلك، يكون بلفور قد اعتبر غير اليهود (العرب) أقلية لها حقوق مقتصرة على الجوانب المدنية فقط دون القومية؛ أي أن منبعه الرؤية الصهيونية الاستيطانية-الإقليمية التي لم ترَ في الآخر سوى أداة لتحقيق مأرب ومخططات تسعى من أجل بناء دولة يهودية على حساب الآخر( ).
لم يكن ذلك الوعد ابن لحظته؛ وإنما هو نتاج إرهاصات سبقته، لا يتسع المجال لذكرها، أقلها أنه سبقه بنحو (120)، وهو متجه إلى عكا التي هزم شر هزيمة على أسوارها، بإعلانه عن نيته (إعادة!) أورشليم لليهود، وما تبع ذلك من محاولات جادة وحثيثة، على مدى القرن التاسع عشر حتى تاريخ ذلك الوعد، والتي أنجبت نحو (34) مستعمرة "يهودية" ووجود نحو (50,000) يهودي على أرض فلسطين، يمثلون نحو 7% من سكانها، يمتلكون أقل من 1% من أراضيها.
وما أن استلمت بريطانيا زمام الأمور على أرض فلسطين وشعبها، من خلال احتلالها فور انتهاء الحرب العالمية الأولى في العام 1918، ومن ثم انتدابها عليها في العام 1922، إلا وبدأت تشد الأحزمة نحو تنفيذ وعد بلفور، الذي كان البريطانيون يعتبرون تنفيذه بمثابة تحقيق الحاجة البريطانية الاستعمارية لفلسطين التي تتحكم في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا في آن معا، ومن يدعم مشروعها الاستعماري؛ مالياً وإدارياً وتنظيمياً. واليهود هم الوحيدون الذين يملكون القدرة على تحقيق هذا المشروع الاستيطاني.
فقامت بريطانيا بتوظيف الضباط العسكريين والإداريين البريطانيين الذين يؤيدون الصهيونية؛ من أجل تقديم الدعم لليهود في فلسطين. وتُوِّج ذلك بتعيين هربرت صموئيل" البريطاني الصهيوني" مندوبًا ساميًا في فلسطين، حيث قال عند مغادرته إلى فلسطين: "أنا ذاهب لتنفيذ الأوامر المتعلقة بتحقيق مشروع دولتي؛ بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين"( ).
من جانبٍ آخر؛ عملت الحكومة الانتدابية، على تهويد المؤسسات الحاكمة بصورة تدريجية بتعيين عدد من اليهود الصهاينة، أو المسيحيين المتصهينين، أمثال وندم ديدز؛ الذي عينه هربرت صموئيل سكرتيراً رئيسيًا للإدارة الانتدابية، وجعله النائب الأول (فيما بعد)، ونورمان بنتويتش في منصب النائب العام، وترك له مهمة إعداد القوانين والتشريعات التي لا تُنشر إلا بموافقة حكومة لندن( ). وفي العام 1931 أوفدت مندوباً سامياً زودته بتعليمات تقضي بالإسراع في إنشاء الوطن القومي اليهودي، وفي العام 1935 ألغت بريطانيا (تحت ضغط اليهود) فكرة تشكيل مجلس تشريعي في فلسطين؛ بحجة أنه (يعيق) إنشاء وطن قومي لليهود( ).
ومن الجدير ذكره أنه في العام 1925 حضر اللورد بلفور إلى فلسطين؛ للمشاركة في إنشاء الجامعة العبرية، فعم الإضراب الأراضي الفلسطينية، وجوبه بغضب شعبي فلسطيني عارم، عبّر عنه المرحوم الشاعر "محمد علي الصالح"، بقوله: "بِلْفورُ" ينهبُ أرضَنا، ومُرادُهُ أنْ يستبدَّ بحقنا الدُّخَلاءُ. كما بدأ البريطانيون مشروعهم بتعيين اليهودي البريطاني "هربرت صموئيل" كأول مندوب سام على فلسطين.
وعند النكبة (في العام 1948) أصبحت الصهيونية ليست تلك الجوالي والمستعمرات المنتشرة في فلسطين فحسب، وإنما هي الشبكة العالمية، المجهزة علماً ومالاً، المسيطرة في بلاد العالم النافذة، المسخِّرة كل قواها لتحقيق هدفها في بناء الدولة المنشودة( )، فقد أصبح في حيازة اليهود 7.6% من أراضي فلسطين، و10% يقع في تصرف الانتداب البريطاني، وخلال فترة النتداب تلك تم إنشاء (185) مستعمرة يهودية، وكان عدد المستعمرين اليهود (650,000) نسمة، مقابل (1.4) مليون عربي (مسلم ومسيحي)، وفي القدس كان عددهم (100,000) يتقاسمون مجلسها البلدي، مناصفة، مع العرب( ). إلا أن الاستعمار البريطاني مكن اليهود من السيطرة (التامة) على 78% من أرض فلسطين الانتدابية( )، وزودتهم بكامل ترسانتها من الأسلحة، من مختلف الأنواع حتى الطيران، والعتاد ومصانع الذخيرة، بالإضافة إلى التدريب الدائم والتأهيل لمقاتلي الحركة الصهيونية في تلك الأثناء.
حينئذ؛ قام الصهاينة بتدمير مئات من القرى والمدن الفلسطينية، وتم إزالة أغلب التراث المعماري العربي: الإسلامي والمسيحي عن وجه الأرض، ضمن سياسة تهويد الجغرافيا والسكان والتاريخ، وفق موازين قوى الغاب وشهوة المستكبرين للسيطرة على موارد وثروات ومقدرات الآخرين واستعبادهم وتدمير تراثهم( ).
بذلك انتقل الصهاينة من (امتلاك!) الأراضي والعقارات وغيرها عن طريق التحايل فقط، إلى استخدام القوة (المفرطة) في السيطرة على كل ممتلكات الفلسطينيين على أرضهم، وكذلك الأوقاف التي كانت تشكل ما نسبته بين 10% و20%من الدولة-الجنين، تشمل: أراضي، ومساجد، ومدافن وغيرها من الأملاك( ).
لم يأت هذا الاستعراض التاريخي، لمجرد اجترار التاريخ، أو من أجل الدعوة إلى إقامة حفلات "اللطم" والبكاء والعويل، وإنما لكي نلفت نظر الأجيال الفلسطينية إلى أن بريطانيا، التي انتدبت على فلسطين ووزير خارجيتها "بلفور" صاحب الوعد المشئوم، هم من اختلس أرضهم، وأخرجهم من ديارهم بغير حق، وشردهم في أصقاع المعمورة.
كما أنه جاء للتذكير بأن ما يجري على أرض فلسطين هذه الأيام، ليس سوى استمرار لما تم إبّان النكبة من قتل وتشريد وملاحقة. وأن عقلية أيام النكبة هي التي تدير أوار المعركة على أرض فلسطين التي يشنها الاحتلال، والتي تستهدف الأطفال؛ بإعدامهم بدون وجه حق، سوى ادعاءات "كاذبة" ما أنزل الله بها من سلطان، وضعت أبناء فلسطين في عين العاصفة، بنيّة إضعاف إرادتهم وثنْيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة في العيش الكريم على أرضهم.
كما أردنا التذكير بأن "فرحة" بريطانيا لم تتم في إنشاء "إسرائيل" كرأس حربة لمشروعها الاستعماري؛ إذ أن جيشها وشعبها غير مطمئنين ولا هانئين، ففي حدود فلسطين التاريخية يقطن ما يزيد عن ستة ملايين فلسطيني هم، جميعًا، عرب أقحاح عينهم على وطنهم الذي سُلب منهم. أما في حدود الـ (78%) المحتلة في العام 1948، فإن 74% من قاطنيها هم من اليهود، وهم بعدد نحو ستة ملايين كذلك. أي أنه بعد نحو سبعة عقود من الزمن على إنشائها، فإنها لا تزال في حالة من القلق وعدم الاستقرار والخوف الدائم على مستقبلها، وأن الوطن القومي الذي وعدهم به بلفور مضطرب، ولن يهدأ له بال يومًا.
ملاحظة: المصادر والمراجع لهذا المقال محفوظة لدى الكاتب
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 31 تشرين الأول، 2015م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدي الشوملي في -ربيع 68-: الكبار يذكرون.. واليافعون يسجّلون ...
- في الذكرى -828- لتحريره القدس: صلاح الدين -ومضة- شقت ظلمة ال ...
- سميح غنادري في كتابه -المهد العربي-: الخلافة تتأرجح في تعامل ...
- سميح غنادري في كتابه -المهد العربي-: المسيحية نبتة شرقية أصل ...
- في الذكرى -33- لمذبحة صبرا وشاتيلا: أَلَمٌ يتجدد.. وواقع يشي ...
- في الذكرى السادسة والأربعين لحريق المسجد الأقصى: من مرارة ال ...
- نافز الرفاعي في -الخنفشاري-: يعيد صياغة المفاهيم.. ويتجول بن ...
- منى ظاهر في -الأرجوحة-13-: قصص متميّزة مخلصة لفنّ القصّة الق ...
- المتوكل طه في روايته -نساء أويا-: معمار روائي مدهش.. وشخصيات ...
- دينا سليم في -جدار الصمت-: رواية سيرية حزينة.. بنكهة نسوية؛ ...
- عبد الله دعيس في -لَفْحُ الغُرْبَةِ-: يجمع بين الطابون و-الآ ...
- شهر رمضان المبارك في فلسطين: بين عبق العبادة.. وعشوائية الاس ...
- مشهور البطران في روايته -السماء قريبة جدًا-: الوطن ثيمتها.. ...
- حزب البعث وجبهة التحرير العربية يقيمان سرادق عزاء للشهيد -طا ...
- وليم فوسكرجيان في مجموعته القصصية: يستحضر التاريخ.. ويعيش غر ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد فيصل الحسيني: المقدسيون في ا ...
- عبد الغني سلامة في مجموعته القصصية -قبل أن نرحل-: قصص بنكهات ...
- من الإسراءِ والمِعراج.. إلى النكبة: -صراع متصاعد على أرض فلس ...
- الوطن العربي يتشظّى.. و-إسرائيل- تتمدد -العلاقات الخارجية ال ...
- رضوى عاشور في روايتها -الطنطورية-: حكاية للنكبة.. تواصل بين ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - في الذكرى -98- لوعد بلفور: الوطن القومي مضطرب.. والشعب الفلسطيني في عين العاصفة بقلم: عزيز العصا