أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الكليبي - قصة حلم














المزيد.....

قصة حلم


حامد الكليبي

الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 15:13
المحور: حقوق الانسان
    


قصة حلم
................
ذات مساء كان شيخا يتكأ على فراش اعد له مسبقا لكونه يعاني من علة اصابت جسمه وهو يصيح بصوت عالي على احد افراد عائلته يطلب الماء لشرب الدواء وبيمنا هو على هذا الحال غلب عليه النعاس وسجى جسمه على الفراش ونام بعمق، واذا بطارق يطرق الباب عليه فاذا هو طائر جمع اجنحته على جسمه ووقف بالقرب منه وسلم على الشيخ بكلام جميل ، الا ان الشيخ اخذته رعشة من الخوف تمالك نفسه بصعوبه ورد السلام بكلام اجمل ، فبدا الطائر يسأله.. من انت ايها الشيخ ... فاجابه ..
انا من وضعتني السنون بين ايدي هذا الوجود المملوء بالصراخ والعراك والنزاع ولم ادري كم مره دارت علي السنين ولم ادرك بعد اسرار النور ولا اعرف خفايا الظلام ، وسأله الطائر وهل عرفت شيء اخر .. فاجاب الشيخ قائلا ..
ها هي نفسي تهمس لي بصوت كما ترجع الكهوف صدى امواج البحر وهي لاتعلم ماهيتها كالمد والجزر ولا تستطيع ادراكها ، فانا خطتني يد الزمان كلمه في كتاب بهذا العالم الغريب الهائل مبهمه متلبسة المعاني ترمز تارة الى لا شيء وتارة اشياء كثيرة ، ثم يسأله الطائر..وماذا تعمل الان .. يجيب الشيخ ..
التأملات والافكار والذكريات تتزاحم على نفسي وتقف امامي مواكب الايام الغابره وتريني اشباح الليالي الماضيه وتتبدد كما تبدد الرياح الغيوم وتضمحل في زوايا روحي وهي ترسم ظلا يتراكض نحوي من جميع اطراف حياتي وتحط بي الذكريات الحزينه وتختفي كانها اسراب الطيور هبطت على حقل مهجور ولم تجد شيء تلتقطه فرفرفت وطارت سابحه بالفضاء ، وسأله الطائر ... وماذا بعد .. اجاب الشيخ ..
وفي تلك اللحظات تنتصب امامي معاني حياتي الغابره كأنها مرآة ضئيله ارى فيها اوجه السنين الشاحبه كأوجه الاموات والامال والاحلام والاماني المتجعده كملامح الشيوخ ،وفي الحقيقه اني لا ارى سوى وجهي الكئيب فحاولت ان افهم معنى هذه الكآبه فوجدتها خرساء لاتتكلم ، وفي تلك اللحظات وقف بجانبه احد احفاده يناديه ... جدو ... جدو .. هذا الماء ... استيقض الشيخ من نومه وقال سبحان الله .. قبل قليل اي قبل لحظات كنت كلمه صامته وشبح ظلي في السنين ارجعني الى خاطرة الماضي ، فتناول الماء وشرب الدواء ، ولكن لازال يفكر في يقظته بالحلم .. فقال في يقضة نفسه ..
في حياتي كانت تنمو فكرة غريبه يتراءى لي الماضي من وراء التنهد والاسى، وبان لناظري المستقبل من وراء سنين خلت ، اقف وانظر لعبودية الناس للجور والهوان وخضوعهم للمتسلطين المخفيين والاحقاد الفاسده التي نصبتها الجهاله وهم يقبلونها على مدار اليوم حتى اصبحت ناعمه من ملامسة شفاه الفقراء .. وبما اني من الفقراء اشفق عليهم لانهم عميان يقبلون احناك الضواري الداميه ويمصون سم الافاعي الخبيثه ولا يشعرون ويحفرون قبورهم باضافرهم ولا يعلمون حتى قضت ايامهم ولياليهم متسارعه متتابعه متساقطه من حياتهم مثلما تتساقط اوراق الشجر امام رياح الخريف .



#حامد_الكليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخه
- لازلت احلم في يقضتي
- حكاية حكيم
- جنون
- حلم في اليقظه
- عتاب مدينه ماتت بارضها
- قصة..... رثاء يقظة سنين
- ابطالنا الحشد الشعبي
- ثورة الجهل
- جرت الرياح بما لاتشتهي السفن
- انا عراقي
- عيون عمياء
- مفخخه... الفضائيين
- ثقافة المراءه بين هوس الحضاره ومفهوم المدنيه
- الفتوى بين التطبيق والشواهده .... وبين المعممين
- الثقافة بين اهل الريف واهل المدن .
- صراع منذ الف عام ...... دماء لاتبرد
- رجال الدين ..... الحداثه والمقومات
- ديمقراطية الفقر ..... النتائج المتوقعه
- العراق ورائحة الدم


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الكليبي - قصة حلم