أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - باب الفرص الضائعة














المزيد.....

باب الفرص الضائعة


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي يقرع فيه ابو مازن ابواب الدول العربية والاوروبية، طلبا للنجدة من محنته الداخلية العصيبة، استأنفت المجموعات الفلسطينية المسلحة هجومها على اسرائيل، واوقعت ثلاثة قتلى من المستوطنين. ولم يتأخر الرد، فقد فرضت قوات الاحتلال الحصار من جديد على مدن وقرى الضفة الغربية، واعاقت سفر المدنيين الفلسطينيين بسياراتهم الخاصة. ابو مازن الذي يعد العدة للسفر الى واشنطن، دخل الى حالة حرجة تهدد فيها فوضى السلاح بالتدهور الى حرب اهلية دموية يمكن ان تقضي ما تبقى من كيان فلسطيني.

ان ما يحدث الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة هو نتيجة مباشرة لخطة الانفصال احادية الجانب، التي نفذتها حكومة شارون-بيرس بدعم كلي من الادارة الامريكية. وما زاد الضرر هو كيفية تعامل السلطة وحماس مع الخطة، ومحاولاتهما استثمارها لمصالحهما السياسية الضيقة.

بدل التوحد وراء الرفض المطلق للخطة، استغلت السلطة الفرصة للتنسيق مع اسرائيل حسب الاملاء الامريكي، واستأنفت اعمال اللجان المشتركة. في هذه اللجان طرحت قضايا تفصيلية هامشية، مثل المعابر في رفح، وتغاضت عن القضايا الجوهرية الهامة، مثل الاستيطان والقدس واللاجئين ومصير مئات آلاف العمال الذين بقوا دون مصدر رزق مسجونين وراء جدار الضفة او في سجن غزة.

اما حماس فقدمت كارثة الانفصال على انها انتصار لخيار المقاومة الذي ارغم اسرائيل على الانسحاب. ولم تأخذ حماس بالحسبان ان الانسحاب انما زاد من معاناة المواطن الفلسطيني. فانظارها موجهة الى 25 كانون ثان (يناير) 2006، موعد الانتخابات للمجلس التشريعي. وقد راحت تستغل الانتصار الوهمي للتهجم على السلطة بالادعاء انها لا تلتزم بالاتفاقات الموقعة معها، كما فعل خالد مشعل مؤخرا في مقابلة لقناة "الجزيرة"، في الوقت الذي تهجمت السلطة على حماس واتهمتها بالتسبب ب"الفلتان الامني".

اول من استفاد من هذا الوضع كان شارون الذي يستعد لاعادة انتخابه لولاية اضافية، بعد ان تغلب على نتانياهو في مركز الليكود. التصعيد في الموقف الفلسطيني الداخلي، مكّن شارون ولو مؤقتا من خلق اجماع جديد حول جدوى الانسحاب الاحادي الجانب، وكسب تأييد حزب العمل الذي اعرب عن استعداده للمشاركة في الائتلاف الحكومي القادم مع شارون.

والآن وبعد ان حسم الموقف الاسرائيلي، يعمل شارون على حسم الموقف الفلسطيني. المعادلة التي يسعى لفرضها بسيطة جدا: إما مفاوضات على اساس خريطة الطريق في حالة وجود شريك فلسطيني، او المباشرة في مزيد من الانسحابات الاحادية الجانب لفرض الوقائع على الارض، حتى لو ادى ذلك لتفشي الفوضى في المناطق "المحررة".

لفرض المعادلة تدخل شارون بشكل سافر في الشأن الفلسطيني، باعلانه الفيتو على مشاركة حماس في العملية الانتخابية. وقررت اسرائيل وامريكا ان على حماس الاختيار بين المقاومة المسلحة او المشاركة في العملية الديموقراطية انسجاما مع اتفاق اوسلو الذي وضع الاسس للمشاركة في الانتخابات للمجلس التشريعي.

في حالة رفض حماس كما هو متوقع التنازل عن السلاح، سيكون على السلطة ان تقرر هل تخوض الانتخابات دون حماس، وتنقض بذلك اتفاق القاهرة الذي منحها التهدئة؛ ام تلغي الانتخابات من اساسها وتبقي الامور على حالها، متفجرة.

اغلاق المناطق المحتلة، رفض تسليم المدن للسيطرة الفلسطينية، نصب الحواجز حول كل قرية ومدينة، ليس رد فعل عابر على عملية فدائية، بل هو تخطيط اسرائيلي بعيد المدى يهدف الى وضع الفلسطينيين امام خيار: إما انتخابات على الاسس الملائمة لاسرائيل، اي وضع حد للمقاومة المسلحة وإجراء مفاوضات لا تقود الا لدولة مؤقتة محاصرة بالمستوطنات؛ وإما المزيد من الانسحابات الاحادية الجانب التي تخلف وراءها نزاعات بين فتح وحماس حول السيطرة على المناطق المنكوبة بالفقر والبطالة والفوضى.

لا شك ان خيارات ابو مازن وحماس صعبة، وربما ايضا مستحيلة. ان السعي المستمر من جانب الطرفين الفلسطينيين للاشتباك، ستكون له نتائج وخيمة على مصير الشعب الفلسطيني. لقد تحولت المقاومة المسلحة الى دعاية اكثر منها وسيلة حقيقية لقلب المعادلة السياسية في المنطقة. ومن جهة ثانية فان الاعتماد الكلي على البيت الابيض الامريكي الذي تبنى نهج العربدة والقوة ضد شعوب العالم، اوصل الشعب الفلسطيني الى طريق مسدود.

ان السلطة والمعارضة تتحملان المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي وصلنا اليه. ومع انتخابات او دونها، سيستمر الواقع على حاله ما دامت الساحة الفلسطينية تتخبط بين طريق مفاوضات مزيفة ومقاومة مسلحة في ظروف غير مواتية.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - باب الفرص الضائعة