أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - سلطة النص أم سلطة العقل ؟!














المزيد.....

سلطة النص أم سلطة العقل ؟!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سلطة النص أم سلطة العقل ؟!
شاهينيات 1126
محنة العقل العربي أنه وقع تحت هيمنة سلطة النص الديني حين أخذه بمعناه الحرفي المباشر دون أن يخضعه لمنطق العقل المعاصر وتطورات الحياة الإجتماعية وظروفها المعقدة . فإذا كان النص الديني يدعو إلى قطع يد السارق ، فهل نقطع يد إنسان جائع سرق رغيف خبز مثلا ؟ منطق العقل يقول أن نحل مشكلة الجوع لهذا الإنسان وأن نبحث له عن عمل ولا نعرضه لأية عقوبة مهما كانت . ثم كيف يمكن أن نفهم نصا قيل في زمن غير زمننا وظروف ليست ظروفنا ،وثقافة لا تنتمي لثقافة عصرنا . وهذا يعني أن نفهمة حسب ظروفنا . ولذلك أشار النبي محمد إلى أننا أدرى بشؤون دنيانا ،وكأنه ينسف معظم ما قاله أو حتى كله . في البدء لا بد من القول أن قطع يد السارق مهما سرق هو عقاب همجي لا ينتمي إلى الحضارة والإنسانية . ولذلك يمكن فهم النص على أن غايته تحذيرية لعدم اقتراف الجرم ، وبالتالي عدم التنفيذ . وهذا التأويل يمكن أن ينطبق على الأحكام والتشريعات كلها .
إن فهم أي نص حتى لو لم يكن دينيا لا بد أن يخضع لثقافة عقلانية ومنطق عقلاني ، حسب زمانه ومكانه وثقافة قائلة . ويمكن تلخيص فلسفة فهم النص حسب التالي :
1- إن أي نص يقال في عمر مبكر لإنسان قد يتناقض مع نص يقال في خريف أو شيخوخة الإنسان نفسه لتطور ثقافته . ولذلك نجد ما اطلق عليه الناسخ والمنسوخ في القرآن . أي آية تلغي أخرى . والأمر نفسه ينطبق على ما أطلق عليه المحكم والمتشابه .
2- إن فهمنا للوحي في الزمن المعاصر يختلف تماما عن فهم الزمن الذي أنشأ فيه الدين . فلا يمكن أن نفهم الوحي على أنه كلام إلهي منزل يجب التقيد بحرفيته ، ومع ذلك رأينا مسلمين مثل عمر ابن الخطاب لا يطبقون النص الموحى بحرفيته بل ويغيرون فيه رغم انتمائهم لزمن الوحي ، فكيف ستكون الحال حسب زمننا ؟
3- لا بد من فهم حديث ومعاصر للألوهة نستطيع على ضوئه فهم الدين نفسه . فكيف نفهم نصا يشيرإلى أن الله ليس كمثله شيئ !حسب فهمنا وأقصد أنا كمحمود شاهين ، أفهم أن الله طاقة سارية في الكون . وفهمه ابن عربي على أنه الحقيقة السارية في الكون من أعلاه إلى أدناه .وفهمه النبي محمد على أنه القدرة المطلقة التي يتم بها كل شيء وما يمكننا أن نسميه الإرادة الإلهية . غير أن فهمنا يختلف في التأويل ، فليس كل ما يصدر عنا هو قدر إلهي أو وحي إلهي رغم أن الله طاقة تسري فينا ولا يمكن فعل شيئ دونها . فالطاقة تساعدنا على الفعل دون التحكم به . كطاقة البنزين للسيارة هي تحركها لكنها لا تتحكم بحركتها . السائق هو الذي يتحكم . وبناء على هذا الفهم لا يمكن اعتبار الوحي أو أي نص ديني أو غير ديني هو حقيقة مطلقة ينبغي التقيد بها . فكل كلام سواء إن كان مكتوبا أو منطوقا ، هو مجازا كلام الله كونه لم يتم دون طاقته السارية في أجسادنا لكننا لسنا مجبرين على التعامل معه كحقائق مطلقة ، فهو وبالتأكيد يخضع للخطأ والصواب .
4- لا بد من فهم مقبول لجوهر الألوهة الخالقة فهل فهي مادة وطاقة أم ماذا ، وهل لديها وعي أم لا ،وهل هي مكتملة وأن الخلق اكتمل وانتهى الأمر، أم أنها غير مكتملة والخلق غير مكتمل وأنها ما زالت تطور نفسها بنفسها . ومما لاحظته في فلسقة التأويل الديني الإسلامي والمسيحي لجوهر الألوهة هو أنه يدور حول الطاقة دون أن يذكر الكلمة أو يتفوه بها رغم أن كل التفاسيرتشير إليها أو توحي بها ، مع الإختلاف في المفاهيم والتشريعات الصادرة عنها .
فهمنا معروف وشرحناه في مقالات كثيرة جدا حسب فهمنا لمذهب وحدة الوجود الحديثة . وهذا يعني أن كل نص وصل إلينا وصدر عنا هو نتاج عقلنا الذي لا ينفصل عن العقل الكوني ، وكل ما جاء به يمكننا إعادة النظر فيه . وقد آن لنا أن نعي ذلك .
5- بناء على ما تقدم ، نحن نحتاج إلى إعادة النظر في كل ما وصل إلينا من نصوص دينية وتاريخية وغيرها ، وإعادة صوغها بفهم أقرب إلى الحقيقة ومنطق العصر ، لعلنا بذلك نسير في ركب الحضارة الإنسانية ونساهم في صنعها ولا نظل عالة على البشرية .
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم أن توجت ملكا !! شاهينيات ذكرى يوم مولدي !30/10/1946- 201 ...
- هل كان ثمة ضرورة لوجودي؟ * كنت أحلم بأن أكون ملكا !!!* على ك ...
- *إذا كانت حور العين زبيبا أبيض فالولدان المخلدون عصير عنب !! ...
- الأحمق العالم !
- بين السريانية والعربية ومحاولة تضييع الحقيقة بين حور العين و ...
- مشكلة العقل العربي بين العلم والدين !
- هيكل سليمان بين الحقيقة التاريخية والخيال الأدبي !*
- جهنم في المتخيل الإسلامي
- في انتظار فجر أمم يرسم بالقبل والسنابل !!
- شاهينيات : الجنة في المتخيل الإسلامي المطلق!
- المجرم الفظيع الذي لا يحاسب بعد الموت !!
- * ألله والشيطان في المتخيل البشري.!
- ترقبوا الزلزال القادم : الله والشيطان !
- * الولدان المخلدون والجنة المتخيلة في الإسلام !
- الزلزال الأكبر عن الولدان المخلدين!!
- ترقبوا أحاديث المؤمنين عن الولدان المخلدين (أحلى الحلوين ) ! ...
- عودة إلى حور العين وحظ النساء مقارنة بالرجال في الجنة ! شاهي ...
- شاهينيات ما بعد سقوط رافعة الكعبة ! :
- أسفار التوراة (9) : قراءة نقد وتعليق : حجي .زكريا. ملاخي.مكا ...
- * يهوذا ينكل بجثة قائد يوناني بقطع رأسه ولسانه وطرح أوصاله ل ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - سلطة النص أم سلطة العقل ؟!