|
من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطية
جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:53
المحور:
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
يشكل انتشار النظام الديمقراطي احد اهم المؤشرات على ارتقاء الشعب والمجتمع فضاءات يمكن وصفها بانها علامات ايجابية على حيوية الحراك الاجتماعي بفعل المنظومات السياسية والفكرية في المجتمع وهذا يحدث في البلدان التي تتمتع بسماته مجتمعات مفتوحة على الثقافات والاليات الحضارية والمتقدمة التي يتمتع افرادها بوعي عالي نتيجة للممارسات التي اكسبتهم رسوخا في قناعاتهم بشأن حيوية وايجابية النظام الديمقراطي ولكن في مقابل هذه الصورة يوجد الكثير من الشعوب والمجتمعات التي ما زالت ترزح تحت اعباء انظمة سياسية سلطوية تقليدية وايضا تحت اعباء تنظيمات يمكن وصفها سوسيولوجيا بانها التشكيلات الاجتماعية من عشائرية وقبلية تعرقل التغيير الديمقراطي والحياة الكريمة للفرد وتخلق نوعا من الثقافة المضادة للديمقراطية وبالنسبة للعالم العربي نرى ان وضع المجتمعات العربية في عالمنا المعاصر يكاد ينطبق على التوصيف الثاني يقول د.عبد الفتاح عمر بهذا الشان ان ثمة ثقافة سياسية عربية غير ديمقراطية موجودة فنحن احيانا تنهى عن المنكر وتاتي بمثله ، تطالب بالحرية ونمارس التسلط وتتمسك بالحقوق وتهمل الواجبات وتعادي الغير وندعوا الى الاخاء ونحارب باستمرار وندعو الى التضامن وتسلك سياسات التعجيز والانفصال ويبدو لي ان هذه الملاحظات تنطبق على الخاصة والعامة وعلى السلطة والمجتمع ولعل ذلك يدل على عمق التناقض بين الواقع والطموح وفي عودة الى الثقافة السياسية في الدول العربية نلاحظ انها تغلب السلطة على الحرية ومنطق الاخلاق على منطق النسبية ومنطق المؤاخذه على منطق التسامح والتوافق ومن هنا ندرك عمق الخلل البنيوي في الثقافة العربية السياسية التي تؤبن الركود الحضاري على المشاركة الفكرية والسياسية والذي بدوره يؤدي الى سكونية وثبات قيم تؤدي بالفرد والمجتمع الى النكوص المعرفي والاجتماعي ولانه وببساطة ان اي تقدم او نزوع الى التغيير لابد له من دافع فكري اشبه يصبح اشبه بمعتقدات ضمير جمعي يشعر بها الفرد والانسان وتدفع بذاته الانسانية الى الانطلاق نحو عالم ارحب ولكن بمشاركة وتبنيه الجديد من القيم والا اصبح التغيير نحو الديمقراطية عملية مستحيلة يقول الاستاذ تركي علي الربيعو بشان الفقر النظري لخطابنا الديمقراطي في ان الاستبدادات نحن العرب حكر علينا ويرى المفكر جورج مراد انه يجب تبني كل قول في نقد الديمقراطية لاغنائها وكذلك الدعوة الى انتقال من ايديولوجيا الديمقراطية الى الممارسة الديمقراطية التي تعهد لارادة المعرفة بالديمقراطية توظيف كل قول في الديمقراطية للحد من سلطة المستبدين وتهديم الاسس التي يستندون عليها مع ملاحظة ان السلطة هنا ليست السياسية حصرا بل كل سلطة او خطاب يهيمن على الاخر ويمارس الوصاية عليه سواء كانت حزبية او عشائرية او دينية يقول الناقد رولان بارت ان السلطة مبثوثة في كل زوايا المجتمع مثلما يقول الفيلسوف اليوناني افلاطون ان الالهة مبثوثة في كل مكان ومن يلقي نظرة على آليات وجود السلطة برؤية استراتيجية يدرك انها في كل مفصل من مفاصل الحياة يقول الفيلسوف الفرنسي التوسير ان ما من خطاب بريء بمعنى ان كل خطاب سياسي او فكري يتعكز على الام وامال الجماهير هو بالتالي يحتكرها له ويمارس الهيمنة عليها وبالتالي يختزلها له ونظرة بسيطة الى خطابات كثيرة لحركات سياسية قائمة على قيم عصبية مثلما كان يقول ابن خلدون او تقسيمات قبلية وعشائريةنراها تمارس آلية الخطاب من خلال ارضية اجتماعية تتعكز عليها دون ممارسة داخلية ديمقراطية من داخل نسقها السياسي او الثقافي وهي هنا تناظر الدولة من حيث التركيب ومن حيث الامراض النبيوية التي يرهق كاهلها فاذا ان الثقافة السياسية التي تنشد بلوغ الديمقراطية يجب ان تمارس ثقافة النظرية والتطبيق بجدلية مستمرة وبواسطة حراك اجتماعي حقيقي يشكل محركا لكل ديناميكيات المجتمع وان ياتي بثمار سياسية وفكرية يشعر بها المواطن وايضا الى جانب ذلك ان الديمقراطية حتى تسود يجب ان تنجح في مخاطبة الرأي العام وان تخرج من حيز النخبوية وان تنجح في استقطاب الطبقة الوسطى التي تعتبر سمة التوازن البنيوي والاجتماعي في اي تشكيل سوسيولوجي يبغي بناء تجربة ديمقراطية حقيقية حتى يمكن منها في تحقيق ثمار ايجابية من عملية الديمقراطية لشعوبنا ونقلها الى وضع اكثر رقي وقيم اكثر نبل لان من شان ذلك اجراء نقلة نوعية على صعيد المجتمع والبلد لان ثبت ومن خلال التجربة ان البلدان التي نهجت نهجا ديمقراطيا وبكل مايعني هذه هذا المفهوم من ادوات كالتعددية والاختلاف والتمتع بقيمة الحرية ق حققت خطوات رائعة جدا في عملية بناء الذات الفردية والاجتماعية ا البدان والمجتمعات التي عاشت ونشات في ظل انظمة تسلطية وقمعية قد عانت من تراكمات هذه الانظمة وماتركته من جروح غائرة في النفس البشرية على مستوى الفرد او المجتمع ومن هنا دعوتنا الى تبني مفردات العصر من ديمقراطية وتعددية وغيرهاحتى نستطيع ان نعيد بناء ذات الانسان العراقي من جديد وعلى اسس صحيحة وسليمة المحتوى والهدف المنشود في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مجتمعنا وحتى نستطيع ايضا خلق توجه عام يتجه نحو الديمقراطية بعد ان يلمس اثارها بشكل واضح وكما يقال لاتظهر الشمس الابعد انتشار الغيوم وحينها سغدو منظر الشمس بعد اقشاع الغيوم منظرا رائعا وهذا ماا تمناه لبلادي
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟
-
الديمقراطية للديمقراطيين فقط أم للجميع
-
المرأة في ظل النظام الذكوري..وانعدام التقدير الاجتماعي
-
الانظمة العربية و الاصلاح السياسي
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي
/ علي عبد الواحد محمد
-
-الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع
/ منصور حكمت
-
الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|