أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!














المزيد.....

المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لمسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!
للقاء بعض الأصدقاء الحميمين والحديث معهم متعة شيقة، ومودة فيها تقارب محبب للنفس؛ كلقائي الممتع بصديقي …عبد المالك ، الذي استقبلني قبل أيام في مكتبه ، بلطفه المعهود ومودته المعتادة ، حيث ابتدأنا الحديث عن الانتخابات الجماعية بمدينة فاس ، وطريقة تكوين مجالس مقاطعات ، وتوقعاتنا حول السياسة الضرورية لتخليص المدينة ومواطنيها مما عاشاه من بؤس وسوء الأحوال ، قبل مجيء حزب الملتحين لإنقاذها .. تساءلت ممازحا : كيف ذلك ؟ وما دخل اللحى في الإنقاذ أيها الصديق الكريم ؟
فالمسألة أكبر وأخطر من مجرد لحى ، والاهتمام بمظهرها ، بالإطالة أو التقصير ، وحتى بحلقها نهائيا، فهي مسالة شخصية لا علاقة لها بتدبير الشأن العام ، كما أنها لم تكن أبدا علامة فارقة أو مميزة بين الإسلاميين وبين سواهم من المسلمين وغيرهم من عموم العلمانيين والصوفيين والليبراليين، ولا يتشكل عبر أشكالها الكثيرة والمتنوعة -من لحى السنيين الكثة السوداء والبيضاء والشقراء والمخضبة بالشيب أو المصبوغة في كثير من الأحيان بالحناء، إلى لحى الإخوان المهذبة والمشذبة في غالبيتها، ومن لحى الفلاسفة والمبدعين والفنانة المخضبة بنيكوتين السيجارة أو الغليون ، إلى لحى الشيوعيين و الماركسيين- لا الدين ولا التوجه الأيديولوجي والمذهبي .. أن اللحية بكل بساطة ، هي حرية شخصية ، وللناس في لحاهم وشواربهم مذاهب ، لا علاقة لتمظهراتها المختلفة من مكان إلى آخر، ومن زمن إلى آخر، بالإيمان ، كما أنها ليست وسيلة لقياس مراتب الورع والتقوى والاحتساب، بل هي من العادات، والتقاليد، والأعراف الموروثة التي ترجع أصولها إلى ما قبل الإسلام ، وتمتد إلى مراحل ما قبل التاريخ ، بخلاف ما يعتقده بعض المتشددين لها ، الذين ويعتبرون أنها جزء لا يتجزأ من الملة والدين ، ويقدسون كل من أطالها ويحسونه من أتقى الأتقياء ، وأنه أكثر الناس إسلاما من غير الحليقين، ولو صلوا وصاموا وزكوا وحجوا بيت الله، وذلك بما أعطوا اللحى ومقاييسها وأطوالها من قدسية وتعظيم مبالغ فيهما ، إلى درجة جعلوها سنة مؤكدة يحرم حلقها، ولا يقوم بذلك إلا المخنثون والمتشبهون بالنساء من الرجال، بدليل حديث عبد الله ابن عمر: "أطلقوا اللحى وحفوا الشارب"، رغم أنه استدلال باطل، لأن الحديث غير متواتر، أي غير صحيح ولا يعتد به .. صحيح أن الحية ارتبطت في الكثير من الثقافات بكل ما يعكس النضج والرجولة، والفحولة والقوة والمهابة، كما ارتبطت عند الشباب والحلاقة بالأناقة والوسامة، كما قالت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها "سبحان من زين الرجال باللحى" ، لكنها أصبحت عند الكثير منهم إكسيسوارا يهتم به، ويتلاعب بأشكالها لتناسب مظاهر الوجوه، من اللحية العشوائية، أو المنظمة، الطويلة أو القصيرة أو الخفيفة إلى لحية الموضة الميكروسكوبية الشبابية التي تبدو على هيئة سطور سوداء على الوجه، والتي تسمى بلغة الحلاقينFace -dir-ty – أو تلك التي تعرف بلحية التيس «Goatee»، والتي تكون في الغالب على شكل حرف «T» المقلوبة، وذلك حتى تعكس هذه الأشكال ما يريد الشاب عكسه للآخرين مما توحي به أشكالها من السمات الحميدة المختلفة مثل الوسامة والمروءة والحكمة والرجولة، والمعرفة الجنسية، والمكانة الاجتماعية العالية؛ أو السمات المذمومة مثل الكسل, واللامبالاة، والقذارة، والفظاظة، أو التصرف الغريب الأطوار كما هو الحال عند المتشردين ، والهيبيز.
وأمام هذا الزخم الخطير من اللحى بكل الأسماء وتنوع المظهر ، لا يسعني إلا أن أختم بما قاله الشاعر العربي الكبير المتنبي:
ولا تغرنك اللحى ولا الصور::: ::: تسعة أعشار من ترى بقر.
والذي يبرز لنا شيئا أساسيا، ومهما هو أن "اللحى لا تصنع الحكماء والأتقياء " كما أن اللباس في المثل الفرنسي لا يصنع الرهبان L’ habits ne fait pas le moine
فسواء طالت اللحى على ذقون الرجال تدينا ، أو كسا الوجوه الزغب كسلا ولامبالاتا ، أو بسبب انعدام وجود أدوات الحلاقة ، أو ندرة مياه النظافة ، أو استعمالها كقناع لإخفاء عيوب البشرة التي هجم عليها حب الشباب وترك آثاره محفورة عليها ، فإنها لا يمكن أن تؤثر في تدبير الشأن العام في مدينة كفاس أو غيرها من المدن وحتى القرى ، فذاك يرجع إلى ثقافة ووطنية كم تحمل تلك المسؤولية الجسيمة ..

حميد طولست[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية نكيران حول الزوجات والصاحبات !!
- قدرة الروائح على استدعاء الذكريات ..
- محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..
- لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!
- حلم الرحيل!!
- الحزن بالطين عند قدماء المصريين !!
- للأماكن والأشخاص روائح خاصّة تستدعي الذكريات..
- تطوير التعليم يتطلب تدخل كل مكوناته !!
- إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..
- ها علاش قال البعض ما يجيش لعريفي لبلادنا !!
- لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟
- يا بنت المدينة عليك كنغني !
- تطهير الانتخابات من آفة بورصة الأصوات !!
- هلوسة من أين لك هذا؟
- ألعاب الزمان الرائعة..
- القسم !!
- الحريك السياسي !!.
- عيد المعلم.
- التكريم في مجتمعنا!!
- رؤساء لفاس ومقاطعاتها ، تستحقهم ويستحقونها..


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!