أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالحسين الهنين - المرض الهولندي (Dutch Disease) صار عراقيا بامتياز














المزيد.....

المرض الهولندي (Dutch Disease) صار عراقيا بامتياز


عبدالحسين الهنين

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 03:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


المرض الهولندي (Dutch Disease) صار عراقيا بامتياز
عبدالحسين الهنين
تعلن وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية بين فترة واخرى عن معدلات نمو عالية في خطوة تضليل واضحة للجمهور العراقي وتسند وثائقها بشهادة لا حدى المنظمات الاقتصادية الدولية وكأنها مصادقة للتزوير الذي يمارس في البيانات الاقتصادية العراقية , لكن لا احد يعترض على هذه البيانات الكاذبة التي تعبر عن نموا سرطانيا مدمرا للاقتصاد العراقي واجهاضا على اية فرصة لإعادة روح العمل الى العراقيين حيث ان الظاهرة التي مر بها العراق في الواقع هي عبارة عن ازدهار خادع بسبب الموارد الطبيعية وتحديدا نمو قطاع الانتاج النفطي بينما هناك انعدام كامل لقطاع الصناعات التحويلية أو الزراعة .
ان ارتفاع العائدات بفعل صعود اسعار النفط في الفترة الماضية اضافة الى المساعدات الخارجية التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفائها بعد 2003 جعلت من العملة العراقية عالية نسبيا مقارنة مع الدول الأخرى التي تصدر منتجاتها للعراق وخصوصا دول الجوار الكبرى ( ايران + تركيا ) فأصبحت الواردات ارخص قيمة من أي منتج محلي لو تم تصنيعه داخل العراق مما يجعل قطاع الصناعة أقل قدرة على المنافسة بل اصبح مشلولا في سوق تتحكم به عوامل العرض والطلب ..
هذا هو ما سمي بالمرض الهولندي الذي ابتدعت تسميته لأول مرة مجلة الإيكونيميست البريطانية عام 1977 بعد ان تم اكتشاف حقلا للغاز في بحر الشمال مما ولد ثروة سهلة للهولنديين فأصاب الشعب حالة من الكسل والتراخي حيث استسلم للترف والراحة واستلطف الانفاق الاستهلاكي الواسع ، فكان ان دفع ضريبة هذه الحالة المدمرة ضياع فرصا للنمو الحقيقي والتقدم الذي يشكل سمة من سمات هولندا , الى أن أستفاق على حقيقة نضوب الآبار التي استنزفها باستهلاكه غير المنتج ,, اذن الداء الهولندي هو توصيف لظاهرة حدثت في هولندا والتي رصدها علماء الاقتصاد والسياسة بالنسبة بالذات بعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في المناطق التابعة لهم في بحر الشمال.
ان ما يزيد من تفاقم هذا المرض (الظاهرة ) أنه يؤدي إلى ارتفاع أسعار صرف العملة الوطنية وحينها تصبح السلع المنتجة في البلد غالية الثمن مما يشكل عجزا عن المنافسة في أسواق التصدير بل جعل الواردات من الخارج أقل سعرا مما يؤدي بالمستهلك المحلي ان يختار السلعة الاجنبية الافضل نوعية والادنى سعرا. فتكون النتيجة الحتمية اضمحلال النشاط الإنتاجي ـ الصناعي بالذات لننتقل الى ظاهرة أخرى يطلق عليها وصف (( اللا تصنيع )) وهو نفس الامر الذي حدث ولا زال يحدث في العراق بعد اختطاف القرار الاقتصادي من قبل زمرة من المراهقين الذين لازالوا يعيشوا في ظل افكار صبيانية لا تنفع في إدارة قرية صغيرة .
باختصار ادق وبمعنى أشمل فهو توصيف لمفهوم العلاقة بين التوسع في استغلال هذه الموارد الطبيعية معدنية كانت أو زراعية وبين الانكماش في مجال الصناعات التحويلية، وهي نفس العلاقة التي تفضي إلى مزيد من العوائد المالية وقليل من فرص العمل الوطنية وربما مزيد من استيراد قوى عاملة أجنبية تتمتع بمهارات خاصة ومطلوبة في ظل انكماش تصدير المنتجات المحلية المصنّعة التي تفقد باطراد مزاياها النسبية من جهة، ولا تكاد تصمد للمنافسة السعرية في أسواق التبادل التجاري الدولي من جهة أخرى ,, انه مرض العضال الهولندي سابقا والعراقي حاليا بامتياز ودون منافس ..



#عبدالحسين_الهنين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط مقابل البناء
- التجربة الايرانية
- السياسة النفطية , والدخول في نفق مظلم
- الفوضى الخلاقة


المزيد.....




- شركة أمريكية تخطط لمنافسة -سبيس إكس- في مجال أقمار الإنترنت ...
- الجزائر تستهدف بلوغ 30 مليار دولار من الصادرات غير النفطية ب ...
- وزير الخزانة الأمريكي: ترامب كلفني ببدء مفاوضات الرسوم الجمر ...
- مدير -بلاك روك-: معظم مدراء الشركات يعتقدون أن الولايات المت ...
- أسعار النفط تنخفض مع تصاعد التوتر التجاري عالميا
- ترامب يتمسك بالرسوم الجمركية رغم المحادثات الدولية
- الصين توقف واردات الغاز المسال الأميركي لأطول فترة منذ 5 سنو ...
- النفط عند أدنى مستوى في 4 سنوات إثر تصاعد الحرب التجارية
- عبد القادر الحصرية محافظا لمصرف سوريا المركزي
- تـرامـب: هـل يـقـود الـعـالـم نـحـو فــوضـى اقــتــصـاديـة؟ ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالحسين الهنين - المرض الهولندي (Dutch Disease) صار عراقيا بامتياز