|
رسالة الي الاخوان المسلمين -2-
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
.. من فضلكم لا تقولوا لنا " ما ذكرته من الآيات في مقالك السابق يحتاج منك العودة الي التفاسير .." كما جرت العادة أن نسمع تلك الدعوة كثيرا كلما احتدم نقاش منطقي .. بداع وبدون .. من فضلكم لا تقولوا لنا ذلك، لكي لا تسيئوا للقرآن .. لأن القرآن نفسه يقول أنه لا يحتاج الي تفاسير .. اذ يقول عن نفسه " .. انه كتاب مبين .. " والكتاب المبين لا يحتاج الي تفاسير .. والا زالت عنه صفة المبين .. اللهم الا اذا كنتم تقصدون تبرير وتجميل – لا تفاسير – ولا أظنكم تقصدون ذلك ، فالتبرير أكثرسوءا من التفسير – وكلاهما سؤ ..- بينما الكتاب يقرر بانه : كتاب مبين .. من فضلكم لا تقولوا لنا " .. ما ذكرته عن علم الناسخ والمنسوخ في مقالك السابق يقتضي الرجوع الي صحيح علم النسخ للالمام بما قاله علماء النسخ عن الناسخ والمنسوخ .. من فضلكم لا تقولوا أن القرآن – دستور الاسلام المقدس – به شيء اسمه ناسخ ومنسوخ .. حتي لا تضحكوا علينا أمم الأرض بأكثر مما ضحكت علينا وبأكثر مما تضحك .. فالتشريع و القانون الأرضي – الوضعي – يشينه أن يكون به الكثير من الناسخ والمنسوخ .. أي مواد لاغية وأخري ملغاة .. فكيف بقانون وتشريع رباني سماوي حقيقي يكون فيه مثل ذاك الكم من المقولات الملغية ، والمقولات الأخري اللاغية لها – ناسخ ومنسوخ -..؟(!) من فضلكم لا تقولوا لنا يجب الالمام بأسباب تنزيل ما ذكرته من الآيات .. لا تقولو ا ذلك من فضلكم ، ولا تفضحوننا أما الأمم الأخري .. فالمشرع –واضع القانون أو الدستور الأرضي.. الوضعي – يكون هو من أحكم أبناء الأمة ومن أدراهم بأحوالها وبطبائع وأعراف وتقاليد أهلها فيضع شريعته – دستوره أو قانونه – جملة واحدة .. دون أن ينتظر وقوع حوادثا صغيرة أو كبيرة تقع في شهور أو سنوات متباعدة فيفصل لها مواد شريعته وقانونه – بالقطاعي..! – كلا .. فما قولكم بعلام الغيوب .. الذي يعلم بما تخفيه الصدور وما توسوس به النفوس ..؟! أتراه يجلس في سمائه منتظرا حوادثا صغيرة لا قيمة لها تحدث بمكةأو المدينة.. لكي يفصل لها قانونا سماويا .. مثل قضية " اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فتفسحوا .." (!) تلك المسألة البالغة الضآلة.. .. أو تبرئة امرأة من تهمة ما ، أو تطليق امرأة من رجل ليتزوجها آخر .. أو كيفية تقسيم الميراث –الي آخر مثل تلك الأمور البالغة الصغر التي يعيب حمورابي أن يجلس منتظرا وقوع حوادثا أو مواقف فيتصيدها لأجل سن تشريعاته (!) قولوا لنا من فضلكم .. اذا تسلمتم السلطة في مصر . . ماذا أنتم فاعلون مع السد العالي ؟ نعرف أنكم تمقتون عبد الناصر - أنا لست من دراويشه ولا المؤمنين به ، وأكاد أشاطركم مقته -، وترون خطأ بناء السد العالي.. بينما له مزايا يستفاد منها وله عيوب يمكن تفاديها أو معالجتها .. فتري ماذا ستفعلون بالسد ؟ هل ستهدمونه نكاية في عبد الناصر ؟!. أم ستعالجوا عيوبه وتبقوا لنا علي مزاياه ؟! ألا يحق لنا أن نعرف لكي نطمئن ونعطيكم أصواتنا في الانتخابات ؟! وبمناسبة ذكر السد العالي .. هناك ورم دفين بجسد مصر – ألم ومظلمة لأخوتنا النوبيين - ، وحكم العسكر المباحثيين اعتاد علي دفن الآلام والأورام جهلا منهم بخطورة ذلك .. قولوا لنا ، وأنم الصفوة من الأطباء والعلماء ، كيف ستعالجوا ذاك الورم وتزيلوا عن المتعبين الألم ؟!! - تعرفون أن من أشد ما تعانيه مصر هو الفساد ..في كافة أركان الدولة .. نهب أموال البنوك والشركات وتهريبها للخارج لأرصدة اللصوص الحكام وذيولهم .. فتري : ماذا أنتم فاعلون – اذا ما تسلمتم السلطة –لاعادة مئات المليارات التي نهبت من قوت شعب مصر ؟ هل تسمحوا لنا بلقطة من الانتقاد الكثير الذي يوجه اليكم كجماعة دينية تسعي للحكم بالعديد من الصحف والتساؤل عما ستفعلونه لو حكمتم البلاد؟ اليكم تلك اللقطة : ".. الأخوان المسلمون يروجون الآن أنهم سوف يقضون علي الفساد والمفسدين ، وطبقة رجال ا لأعمال المفسدين وهم يتناسون تجاربهم في النقابات المهنية ، واغداقهم الهدايا والمزايا علي أعضائهم .. ليأتوا لنا بالأمراء وما أكثرهم ، والذين لن نستطيع مناقشتهم اذا فسدوا لأن من يعترض عليهم يعترض علي، صحيح الدين .. الذي يقول " .. أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " .. وكلنا رأينا شركات توظيف الأموال الاسلامية وفضائحها وكشوف البركة (!) " ، -- من مقال منشور في 9/10 لجاري – بموقع الحوار المتمدن الالكتروني وأذكر أنني رأيت بنفسي – ومنحت – في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة سنة 2004 كيف كانت نقابة الأطباء – أعضاء الاخوان المسلمين منها توزع هدايا – أو هبايا – عبارة عن ميداليات قيمة ونتائج حائط فاخرة، مزينة بالشعارات والدعوات الدينية – غير الطبية - علي العامة من زوار المعرض مقرونة بدعوة لزيارتهم بالنقابة ومثل تلك الهدايا أو الهبايا ، لا تجوز الا لرجال أعمال أو لشركات لغرض الدعاية التي تعود عليهم بالربح . . أما ما فعله الأخوة المسلمون فهو بأموال الأطباء – اشتراكاتهم في النقابة التي دفعوها لأجل خدمات اجتماعية وانسانية وصحية تقدم لهم .. وأعرف أن هناك أطباء هم في أ مس الحاجة لمساعدة النقابة .. وما رأيته هذا – وغيره – هو من قبيل العبث بأموال الغير والفساد المبين .. فتري يا أخواننا المسلمين اذا ما توليتم الحكم في مصر هل ستديرون أموال الدولة والشعب المصري الفقير بنفس الطريقة؟! هل سترسلوا أموال مصر وشعبها الي شعب البوسنة والشيشان وأفغانستان والأخوة المجاهدين الذين يذبحون شعب العراق بزعم مقاومة الاحتلال –بمعدل قتل 500 عراقي مقابل قتل جندي من جنود الاحتلال ..(!) طمئنونا .. ماذا أنتم فاعلون معنا فيما لو تسلمتم الحكم .. لكي نعطيكم أصواتنا في الانتخابات لأجل الخلاص من 53 سنة من حكم العسكر والاستخبارات .. كل ما في الأمر أننا لا نريد أن نخرج من حفرة لنقع في في دحديرة – كما يقول المثل الشعبي المصري – فطمئنونا طمأنكم الله، وجزاكم عنا كل خير .. ماذا ستفعلوا مع المرأة في مصر ؟ هل ستطبفوا عليها الشريعة بمنعها من العمل وتأمرون النساء بأن يقرن في بيوتهن – كما يقول القرآن – ويتفرغن لتربية الأطفال بجانب خدمة الرجل والسهر علي راحته..؟ وما قولكم اذا كانت نساء الغرب اللآئي لا يقرن في بيوتهن ، ويخرجن للعمل مثل الرجال تاركات أطفالهن بدور الحضانة .. أ ولاد هؤلاء النسوة هم الذين يصنعون الطيارة التي بها تسافرون للحج ياحجاج ..؟! أما نساء مكة والمدينة قعيدات البيوت المحرم عليهن قيادة السيارة فأولادهن لا يعرفون كيفية صناعة الزمارة ..؟! ما قولكم في أن النسوة السافرات العاملات بالغرب ، أبناؤهن هم الذين يزرعون القمح الذي تصل منه اعانة سنوية لبلد الأزهر (.. الشريف ..) ولغيره من البلاد الاسلامية ذوات النساء المحجبات قعيدات البيوت.. ، ونرد لهم الجميل : تكفيرا لهم ولعنات عليهم.. علي منابر مساجدنا (.. الشريفة ..) فماذ أنتم فاعلون مع نساء مصر؟ هل ستسحبون منهن رخص قيادة السيارات وتمنعوا المرأة من قيادة السيارة أسوة بنساء المدن - المنورة والمكرمة -..؟.. رغم أن نسبة حوادث النساء أقل من حوادث الرجال لأن المرأة أكثر حذرا من الرجل وأقل منه تهورا ..؟ هل ستجعلوا الشهادة بالمحاكم للدكتورة زميلتكم - التي كانت تتفوق بالجامعة علي زملائها الرجال من أعضاء الاخوان المسلمين وغيرهم ..، وكذلك الأستاذة بكلية الحقوق التي درست القانون للمحامين منكم .. شهادتها بالمحكمة بنصف شهادة فقط لأنها امرأة بينما شهادة البواب وبائع البطاطا شهادة كاملة لأنه رجل – تطبيقا للشريعة السمحاء.. .. ؟!!- طمئنونا ، بارك الله فيكم والي المقال القادم
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الي الاخوان المسلمين
-
المرأة وعدالة السماء
-
من حديقة البشر - مصطفي أفندي الشهابي -
-
من حديقة البشر - أديب وأيمن -
-
احذروا الفتنة بين المعارضة المصرية بالخارج والداخل
-
عن البرنامج الانتخابي للاخوان المسلمين
-
الطفل المعجزة - من حديقة البشر -
-
حول ذبح الأراضي الزراعية في مصر
-
الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)
-
أيها العلمانيون اتحدوا..
-
- شلضم - التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالطريق !
-
- مصر والعرب - عربية ؟ أم مصرية ؟
-
الي زرقاء الندامة
-
- مها - زهرة الياسمين البيضاء
-
مؤتمر دولي لرعاية الأديان وحمايتها
-
العروبة والاسلام يتآمران علي العراق وشعبه
-
كيف نختار رئيسا للجمهورية ؟
-
لماذا لا يفرجوا عن : عبود الزمر ، وصفحة من مذكراتي في السجن.
...
-
تضامنوا مع المعارض المصري : أيمن نور
-
.. اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|