|
حرفة ايزيدية - السياسة
خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 00:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( حِرفَة ايزيدية – السياسة ) {انني افكر في السياسة لكنني لااُفكر سياسيا } بييروبورديو عالم اجتماع فرنسي هنا اقصد بالسياسة أي إفرازات وتبعيات العمل السياسي الحزبي والتنظيمي وغيرها وليس خط السياسة في اختيارعمل الحياة ، والمعروف انه كلما دخلت السياسة في شئ افسدته و جاءت باجله ، ومن هذا الهلاك لايمكن ان تعمل السياسة مع الدين لانهم لايلتقيان ، وقد كان للاديان التبشيرية من المسيحية والاسلام جدل وصراع وحروب كثيرة بسبب تناول الدين حسب حاجة العمل السياسي في السيطرة على الحكم وتأييد وتبعية الناس لهم وليس توظيف نافع الدين للناس والمجتمع والدولة . لقد عاش وكان ابناء المكون الايزيدي منذ الوجود مجتمعاً زراعيا نظيفا مرتبط بالارض بما فيها من انتاج ومحبة ووفاء ولم يدخل تابعي الديانه الايزيدية مجال السياسة إلا ماأُجبرهم على ذلك وحاجة الوطن بتكليف الواجب او ضمن مقولة – الناس على دين ملوكها – وهذا يعود بكونها ديانه شخصية و(متصوفة صرفة ) وغير تبشيرية لاتبغي ولاتأبه بمال وسلطة وجاه ، وإحتياجاتها قليلة يمكن اشباعها بسهولة . وكانت البداية السياسية في اربعينات القرن الماضي وفي خضم ظهور وانتشار الاحزاب اليسارية في العراق إنتمى بعض من المتعلمين الايزيدية الى تلك الاحزاب طمعا في (التخلص من الفقر والظلم والجهل ) أو لعلها حرفة او مهنة تفيد في الحياة وكانت الشجاعة والاخلاص في العمل لآي جهة من سمات النجاح في حياتهم ، ولكن صارذلك وبال وشر عليهم حُسب في كثير منه ضدهم شخصيا ودينيا وليس لصالحهم ولم يحصدوا غيرالنفي والسجون والتهميش والتعب وغيرهم حصد ثمن نضالهم ووفاءهم وابعدهم عن مصدر القرار ، ولابأس في ان افراد الديانه الايزيدية إشتغلوا في السياسة ليس طلبا للسيطرة في حكم وانشاء حزب او امارة مثلا بل لاثبات الوجود كبشر لهم حق الحياة ولو كان مُرادهم السلطة والمال لكان مستقبلهم الزوال والاختفاء وضياعهم من التاريخ مثل اختفاء الدولة الاشورية وشعب الديانه الزرادشتية وغيرهم من مسرح الوجود . إذن السياسة ولا حتى السلاح ينفع الديانه الايزيدية بل يضرها لانه لايمكن ان نواجه مجتمع كله يلتقي في دين واحد مهما اختلفوا اليوم في المذاهب ويبقى بَعضهم لِبعض خدم ، وكان تسابق كثير احزاب سياسية وراء الفرد الايزيدي هو سبب آخر للانتماء والانجرار للعمل السياسي وكان قلة التجربة السياسية للفرد الايزيدي جعله يغلب مصلحة حزبه على دينه مما احدث خلل وفراغ لايمكن سده بوفاءه لحزبه أوحتى بصحة اتجاهه وتضحيته وضياع مستقبل عائلته ، وقد ترك بعض منهم السياسة وهاجر وآخرانطوى ووقف جانبا متفرجا على ايام النضال بحسرة وقد رضى براتب أو أكثر من بعض إهتمام ، ولكن من وضع دمه على كفه واستشهد وقاتل ليس هذا حظه ولاهكذا يكافأ وغدا سيكون تغيير وحاجة لموقف جديد من يحمله ويلبي النداء غير أهله وكثيرما تكون تبعات العمل السياسي تحتاج للمراوغة والتلوين وهذا ليس كل فرد يقدرعليه ويفعله ولهذا ترى اكثر من ركض بالسياسة توقف ينتظر ومنهم من تعجل وصار ملكا أكثر من الملوك ! ومن ثم اختفى وغاب وحتى فيهم مستقلين ومثقفين ورجال قيل بهم دين في سلطة ولغة تراه واقفا لايحرك ساكنا أو يظهر عندما يكون تعداد لاسماء او يحضر المؤتمرات والندوات الدولية ليخطب ملئ الفضائيات مرة من خارج العراق واخرى يظهر من داخل وضعنا المريض والصعب والذي بدأ هذا الوضع يغربل بهدوء طبقات دينه ليعطي له استحقاقه ، ورغم ان الملة والمريد تئن وتَتحسر من وجع سبايا سنجار وكيف تتقاذفهم احضان الشر أومن نزح منهم وفر من منطقته ويسكن في كمبات ومخيمات تهزهم رياح الزمن والطبيعة في امطار وحرارة بينما غيرهم من نازحين الاقليات الدينية يسكنون بارتياح في الكرفانات والشقق ويشكرون زعمائهم والمجلس الروحاني الايزيديى القديم بجديده (الاعلى ) على دوام زيارتهم لهم مثل الخطار وهكذا حفرالمسؤول الايزيدي من شيخ وبير مانعاً وسداً بينه وبين مريده لايمكن ردمه ، كما حفرت الدموع سواقي على الخدود .وغاب السياسي الايزيدي مجبرا وحضر وتَسيد الموقف رجل دين أعلى بحكم طبقته الدينية دون ان يحد ويسد فراغاً ويعالج اوجاعً اويسكن خيمة مكان أي نازح يحس بالمصاب. وقد تكون هذه الاخفاقات في سياسة تحمل المسؤولية من الداخل الايزيدي بسبب تجاهل ثقافة الاصغاء للمريد واستيعاب المقابل وسماعه على الواقع وعدم ابعاده بسبب شهادته وانتمائه او ثقافته البسيطة او كونه مريداَ ولايرى (ألاعلى الديني ) الايزيدي للاسف الكتابات والقراءات ودوران الثقافة المحيطة حول مايجري لدينه ومريده وعالمه والتى تطرح كل خلل وسلبية للعلاج والتصحيح والمناقشة بروح الطوق وقد لايقرأها اصحاب الشأن ألاعلى الايزيدي فكيف يقرأ ويشاهد ويعالج ويتفاعل مع الواقع المرير الذي وصل اليه مريده وشعبه الايزيدي ؟.
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحرر سنجار وسهل نينوى
-
فيان دخيل
-
تنظيم الدولة الاسلامية و ملفات سنجار
-
بغداديات
-
هنا أربيل -هه ولير
-
هِجرَة أوطان أم غُربة أديان
-
مستقبل الطلبة النازحين في إقليم كوردستان العراق
-
مظاهرات ألتخدير والترقيع
-
( إذا دخل ألاميركان بلد إهربوا منها )
-
(ألجزء ألاخير ) وجهة نظر اخرى في دستور لاقليم مدني أم كوردي
...
-
وجهة نظر اخرى في دستور لاقليم مدني أم كوردي أم ديني 2-3
-
وجهة نظر اخرى في دستور لاقليم مدني أم كوردي أم ديني 1-3
-
أين الله ؟
-
كوردستان بالتركية
-
قبل وبعد نكبة سنجار في 3/آب/ 2014 (في الاعادة إفادة)
-
صنع في كوردستان
-
صنع في العراق
-
صنع في ايران
-
كاظم الساهر في الموصل
-
سنجار تنتصر
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|