أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نور الدين بدران - انظروا من يتكلم!!














المزيد.....

انظروا من يتكلم!!


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن الرسم الكاريكاتوري أعلاه يعبر بكل دقة وبكل أسف عن واقعنا السوري اليوم.
في التلفزيون والإذاعة والصحافة،في الشارع وفي الرؤوس الساخنة،التي بالغت في تضييق أفقها المحدود أصلاً، حيث اختفى العالم كله، وحل محله مرآة الذات،فتلك الرؤوس التي صدقت لعبتها لم تعد ترى سوى ذاتها،حيث بات خطابها موجهاً إلى تلك الذات المتضخمة بشكل أسطوري وتراجيدي.
أقتطف هنا من لوحة الهلوسة تلك هذا المقطع الذي يختم "بيان مركز المراقبة في موقع سوريا للقضاء والمحاماة":
"نطالب بتنحي لجنة التحقيق الدولية عن مهمة التحقيق في قضية اغتيال الحريري لعدم نزاهتها وحيادها ونطالب بإعادة القضية إلى قاضيها الطبيعي أي القضاء اللبناني لأنه على الرغم من كل ما يؤخذ عليه فإنه يظل أنزه وأشرف وأكثر استقلالاً من قضاة الأمم المتحدة التابعين لمشيئة الولايات المتحدة وأغراضها الاستعمارية."
خاتمة البيان المذكور هذه،تتناقض جذرياً مع عنوانه:"شكوك حول نزاهة رئيس لجنة التحقيق الدولية وحياديته"، فالشكوك أصبحت في الخاتمة "عدم نزاهة" أما رئيس لجنة التحقيق فقد صار "قضاة الأمم المتحدة".
هذه هي الذهنية الشمولية العدمية صاحبة كل شيء أو لاشيء.
إذا تجاوزنا ذلك، وتقدمنا قليلاً،رأينا مثالاً نادراً على ملكيين أكثر من الملك،حيث وزارة الخارجية السورية رفضت التقرير وشككت بمصداقيته بل أعدمته، لكنها أعلنت أنها مستعدة للتعاون مع لجنة التحقيق من جديد، ولم تأت على ذكر الأمم المتحدة وقضاتها،ولا تعليق لي سوى هذه العبارة:انظروا من يتكلم على النزاهة والقضاء المستقل والشرف!!
المضحك المبكي أن البيان المذكور، رغم غمزه الواضح من قناة القضاء اللبناني، شقيقه الأصغر في الفساد، يطالب بوضع قضية التحقيق بين يديه،وهي مفارقة وأية مفارقة...


يبدو أنه كلما اتجهنا نحو قاعدة هرم النظام الاستبدادي،اكتشفنا أعاجيب جديدة،كأولئك الصحفيين المستكتبين بإملاءات أمنية مباشرة أو غير مباشرة،حيث لا يتورعون عن مهاجمة أعرق وأعظم ما أبدعته الإنسانية في النظم السياسية والحقوقية(رغم الملاحظات الكثيرة والانتقادات العميقة ومن أصحابها أساساً)،وبجرة قلم يشطبون كل ما ابتكرته شعوبها ودفعت الثمن من دمها وعرقها عبر أجيال وأجيال،لهذا لا يستأهل المقام إشارة إلى أحد من أولئك الموظفين والمرتزقين باسم الوطن والوطنية.
لذلك لا يستغربن أحد بعد اليوم إذا سمع مختار إحدى القرى السورية النائية،أو شيخ إحدى عشائر البدو،يرفع عقيرته مطالباً بإقالة كوفي عنان،أو حل مجلس الأمن.
لكن المغزى السياسي لتلك اللوحة العجائبية،أن مواجهة البيروقراطية المستبدة،لا يتم إلا في النفي التام للآخر،بقتله أو بسجنه أو إذا لم تتمكن من إعدامه مادياً،فبإعدامه نظرياً عبر ألف تهمة وتهمة،ولكن المغزى التاريخي لمنطق المستبد،هو الانتحار الجماعي، أو نحر الأمة والوطن،وهو العمل على إبداع شكل جديد من أشكال الانقراض.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقطعوا السلسلة!!
- أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ
- وجدتها....وجدتها.


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نور الدين بدران - انظروا من يتكلم!!