أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شرينة - لماذا انتصر التشدد على الاعتدال في العالم الإسلامي؟















المزيد.....

لماذا انتصر التشدد على الاعتدال في العالم الإسلامي؟


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 17:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا ينتصر التشدد الإسلامي بسهولة؟
[في البداية احب ان اوضح انني لا اكتب بقصد ايذاء او تحدي اي مشاعر ولا بغرض الجدل وانما بكل صدق للحقيقة، لا اعني بذلك الحقيقة المجردة وانما الحاجة القاهرة للخروج من الورطة التي ماتزال النسخة المتطرفة من الفكر الاسلامي توقع المسلمين فيها وستستمر في ذلك.]
سيظل الفكر الاسلامي المتشدد ينتصر حتى في المستقبل كما حدث عندما انتصر المتشددون اصحاب الحديث على اهل الراي والمعتزلة ايام المأمون وكما انتصروا على المتصوفة في مطلع القرن الماضي، السر في القرآن.
يقول البخاري أن ابوحنيفة دجال وانه استتيب من الكفر، مرتين؛ واتهمه ابن حنبل بالكذب ووصفه المحدث حماد بانه مشرك؛
(ما بين الأقواس منقول؛ من صفحة د. محمد حبش)
((( ومن أهم الكتب التي جرحت أبا حنيفة:
الضعفاء للعقيلي
المجروحين لأبي الفتح البستي
الكامل في الضعفاء لابن عدي
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
المعرفة والتاريخ لابي يوسف البسوي
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني
المجروحين للتميمي
الضعفاء الصغير للإمام البخاري
كتاب المجروحين لابن حبان
.....
أما البخاري فقد ترجم له في كتابه الضعفاء وقال فيه ما يلي: النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي، مات سنة خمسين ومائة، حدثنا نعيم بن حماد, ...... سمعنا الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين. حدثنا نعيم ثنا الفزاري, قال: كنت عند سفيان الثوري، فنُعي أبو حنيفة، فقال: الحمد لله، وسجد، قال: كان ينقض الإسلام عروة عروة، وقال يعني الثوري: ما ولد في الإسلام مولود أشأم منه.
حدثنا صاحب لنا عن حمدويه قال: قلت لمحمد بن مسلمة: ما لي أرى النعمان دخل البلدان كلها إلا المدينة؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخلها الدجال ولا الطاعون، وهو دجال من الدجاجلة". )))

وهناك اكثرمن ذلك؛
قال البخاري في التاريخ الكبير :

2198 - سليم بن عيسى القارئ الكوفي، سمع الثوري وحمزة الزيات، روى عنه أحمد بن حميد وضرار بن صرد، قال لي ضرار بن صرد حدثنا سليم سمع سفيان: قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا حنيفة المشرك أني برئ منه، قال: وكان يقول: القرآن مخلوق ، وهو مولى لبني تيم بن ثعلبة بن ربيعة.

قال العقيلي في الضعفاء : سمعت أحمد بن الحسن الترمذي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول أبو حنيفة يكذب .

لهذا السبب تراجع اصحاب ابو حنيفة بعده عن كثير من آراءه فقد ملأهم الخوف و الذعر من أصحاب الحديث الذين شكلوا خطا متشددا وارهابيا بمعنى الكلمة، هذا الخط انتصر بالضربة القاضية مع ابن حنبل ومسألة خلق القرآن. بعد ذلك تلاشت جميع ظلال العقلانية والروحانية التي كانت موجودة في الفكر الإسلامي، خاصة السني. بعد قرون من ذلك بعث المتصوفة روحانية غير عقلانية في الإسلام لتموت هي الاخرى بالضربة القاضية على يد السلفية الحديثةوبالتحديد ابن عبد الوهاب.
في المرتين انتصر الخط المتشدد وبسهولة وذلك لأن أصحاب الحديث جاؤوا بنص جعلوه مقدسا بنسبته إلى النبي وهم احتكروا هذا المجال ضمن جو اصولي متصلب وكل من جاء بأحاديث خارجة عن جوهم ضعفوه ورفضوا أحاديثه.
السؤال الجوهري هنا: لماذا تمكن أصحاب الحديث من ذلك مرتين وبسهولة؟
والجواب انهم سيتمكنون من ذلك في المستقبل لو حدثت مواجهة لأن احاديثهم متطابقة إلى حد بعيد مع القرآن ومادام الآخرين، اصحاب الرأي ثم المتصوفة، يسلمون لهم، لأصحاب الحديث، بوجوب اتباع حرفية القرآن وبكونه كامل شامل مناسب لكل زمان ومكان فانهم يسلمونهم مفتاح النصر. لقد جاؤوا بأحاديث أو الفوها كغيرهم من خصومهم لكنهم تقيدوا بالقرآن، فحين حاول خصومهم ان يقنعوا الناس مستخدمين اللغة العربية ان الأحمر هو لون أوراق الشجر قال أصحاب الحديث ببساطة أنه يعني بالعربية لون الدم فكان من المؤكد انهم سيفوزون، حين يحاول البعض حاليا ان يقول ان "واضربوهن" في سورة النساء لا تعني ضرب النساء يقول أهل الحديث ان معنى اضربوهن هو بكل بساطة؛ اضربوهن.
هذا هو السبب في انه كلما انتشرت المعرفة بين المسلمين انتشر الفكر المتشدد، حدث هذا في عصر المأمون وبعده وفي العصر الحديث، ففي العصور التي يكون فيها معظم المسلمين لا يقرأون ولا يعرفون العربية الفصحى يسهل تمرير تفسيرات للنصوص مخالفة لمعناها اللغوي، لكن ذلك يصير مستحيلا عندما يصير الناس متعلمون ويعرفون العربية الفصحى.
لم يفلت من محرقة التشدد هذه الا من يسمون في الادبيات الإسلامية بالباطنية وذلك لأنهم فكوا عقدة القرآن بأن قالوا ان له باطن غير ظاهره وهذا الباطن هو جوهر القرآن وهو الأكثر اهمية، وبالتالي فانهم برروا تحررهم من قيود ظاهر القرآن بتفسيرات نسبوها لباطنه.
لا يمكن إلا ان تنتهي اصولي متشدد اذا قيدت نفسك بأي شيء ثابت كنص، لقد تحرر متأخري المتصوفة ومن يسمون بالباطنية من تقييد أنفسهم بالقرآن كنص بالطريقة السابقة ولكن المجموعة الأولى انهارت في حين نجحت المجموعة الثانية في الصمود امام السلفية الحديثة، الوهابية، والسبب ان المتصوفة لم يجرؤوا على تحييد ظاهر النص القرآني وانما حاولوا الالتفات والمداورة بعكس من يسمون بالباطنية فهم فعلوها بوضوح وحزم، ترك المتصوفة الباب مفتوحا للهجوم عليهم من خلال ظاهر النص القرآني الواضح وهذا ما حصل وكانت النتيجة أن لاقوا مصير اهل الرأي الذين كان منهم ابوحنيفة؛ هزيمة كاملة.
لقد ظل مذهب ابوحنيفة قائما وكذلك الصوفية ولكن بشكل اصولي بعد ان جرد كلاهما من جوهره تماما.
فمالم يتم اي اصلاح للفكر الاسلامي انطلاقا من القرآن بايجاد طريقة لاعادة تفسير نصوصه فسيظل اي اصلاح سطحي وسهل الانهيار، سريع العطب.
لقد علقت في هذه العقبة ست سنوات فبعد ان صار واضحا لي ان الفكر الاسلامي يتناقض مع العقلانية و الحداثة حاولت حل المعضلة ،كما يفعل الآن اسلام بحيري وغيره، بالتخلي عن كل النصوص ماعدا القرآن واعتبارها نصوص زائفة او تاريخية تصلح فقط للزمن الذي كتبت فيه ؛ لكن لانني كنت ابحث عن حل متين فشلت وانتهيت الى التسليم بان القرآن هو الآخر نص تاريخي.
في مقالة سابقة 1 اوضحت ان كره غير المسلمين والتبرؤ منهم ومناصبتهم العداوة معنويا وماديا شيء يامر به القرآن بوضوح وشدة وهذا ما يطبقه المتشددون الاسلاميون حاليا وبالتالي لا بد من البدء من القرآن اذا اردنا معالجة المشكلة علاجا حقيقيا ولا أجد أي علاج متين وقابل للاستمرار غير التسليم بتاريخية النص القرآني.
أعرف ان هناك اشخاص، ربما هم الأكثرية، قادرين على التعايش مع هذه النصوص دون أن يصبحوا متشددين هؤلاء قادرين على التفكير المزدوج ككل العمليين لديهم معايير مزدوجة لكن هناك اشخاص غيرهم شفافين؛ صادقين مع أنفسهم ويفكرون بشكل بسيط لكنه ليس سطحي؛ هؤلاء فعالين وجريئين ويضحون من أجل قناعاتهم التي لا يمكن أن تكون مزدوجة بالتالي ينتهون لرفض هذه النصوص أو لتطبيقها كما تعني فعلا.
هؤلاء هم الذين تتحول غالبيتهم التي لم ترفض النصوص جملة وتفصيلاً إلى التشدد وهم ضحية بكل معنى الكلمة؛ ضحية للنص ولمزدوجي التفكير، فهؤلاء البسطاء الشفافون يعتبرون ازدواجية التفكير نفاقا وهم محقين في ذلك جزئيا على الأقل.
1-(هذا رابط المقالة لمن يرغب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=490538&nm=1)



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة معالجة العنف والكراهية في الفكر الاسلامي
- لا بد للجنون أن ينتصر
- خريف الإسلامييون
- الثورة فعل انهدام
- لا يُمكن التعلم من نبي
- معرفة الله
- العلمانية تخدم الدين في الأساس ثم الدنيا
- غروب وزوال
- هل الوعي فوق كوني؟ مسيرة الدين والعلم مع الفكر الصوفي
- سوريا؛ يخسر الأقوياء ويختفي الضعفاء
- زيادة السكان مشكلة المنطقة الأهم
- الديمقراطية ليست حكم الأكثرية
- الطيران
- بستان التفاح والإبداع البشري
- الروح
- التوحيد بين الايمان والالحاد -سر التثليث-
- المفقود
- دين التقدم
- الإعجاز بين الفهم واللافهم
- الإله كصديق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شرينة - لماذا انتصر التشدد على الاعتدال في العالم الإسلامي؟