|
قراءة في صفحات مظلمة
عبدالجليل الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 10:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بين الفصام والاوهام يتعجب البعض مما يسميه النفاق او كثرة الاعمال السيئة والقذرة في العراق وفي عالمنا العربي مع انتشار الافكار الدينية والاخلاقية والانسانية والدعوة للاقتداء بالمثل العليا للدين ورجال العدالة والانسانية بمختلف اطيافهم والاقتداء بنهج المناضلين والثوار على امتداد الارض وعمق التاريخ . دون ذكر الأمثلة .. فالعراقيون مثلا مصابون بالفصام ربما لا احد يستثنى منهم جراء ازمان طويله من القهر اضطروا فيها لاخفاء مشاعرهم قسرا وكذلك بسبب الخطوط الحمراء !!! ومنها ما تتعلق بالافكار الدينية والعقائديه والسياسية التي لا يسمح الخوض فيها .. لذا فان في داخل كل منهم اكثر من شخص وباقل تقدير اثنان احدهما كاذب مرائي والاخر صادق امين وحين يكذب الاول فالثاني يعطي كذبته شرعيتها ويخرجها على الملأ بلسان صادق ليجد راحة الضمير وفي احيان اخرى يعمل كل منهما باستقلالية مما يدفع بالفرد الى التناقض في مواقفه المختلفه .. حتى صار الناس لا يعرفون بعضهم جيدا والفرد لا يعرف نفسه .. فانعدمت الثقة بالاخرين وبالذات ..الا ان في داخل البعض الآخر وهم قلة شخص ثالث وهذا البعض هو المعذب الذي يعيش الغربه على الأرض وفي دواخله . فالشخص الثالث يعي ذاته ويدرك الاثنين معا وينتقدهما معا ويجادلهما ، ويحيى في ظلهما بصراع دائم ، وذلك مصدر عذابه وغربته .. وفي بعض الدول العربيه في مقدمتها دول الخليح .. الانسان فيها مغيب منذ طفولته تهيمن عليه إيحاءات ظلامية .. فهو يرضع افكاره من افواه رجال الدين الذين يعملون من اجل السلطان ولا غيره .. فهؤلاء يعطون الحاكم قداسة ومنعة بافكار تبدا من طاعة أولي الامر وتنتهي بدفع المواطنين تجاه عدو موهوم يفرغون فيه حقدهم وغضبهم ومعاناتهم التي تسبب بها الذات المقدسة المتمثلة بالملك او الامير او السلطان او الحاكم .. وتجمل بل تعزز ايحائهم بان الخلاص الوحيد من العذاب هو الجنة وحور العين التي ينالونها بقتل الآخر الكافر الضال المسبب لكل المعاناة ومن اجل الاسراع بالخلاص... فبالشهادة ، وليس اضمن منها سوى الانتحار الشرعي المبارك من الله والملائكة والذي يستهدف به قتل اكبر عدد من الخارجين عن دين الاسلام ..وبذلك يامن الحكام امرين ، الاول ان لاتقوم قائمة لثورة ضدهم وثانيهما التخلص من المشاغبين وذوي النزعة الاجرامية وكذلك من الذين يريدون الخلاص بقوة من الظلم والاضطهاد والتهميش .. ويبقى أولئك الخاضعون الذين يجدون الخلاص في دواخلهم فيصابون كما العراقيين بنوع الفصام ذاته يهتفون للحاكم بكل صدق واخلاص ويسبونه بكل صدق واخلاص يقول الدكتور علي الوردي – لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية . اقول :- للاسف ان العرب ولدوا تاريخيا مع التناقض والخداع والكذب حتى صاروا يخدعون انفسهم ، بل انهم يستغفلونها وينجحون في خداعها ، ففي ذات اغلبهم اكثر من شخص مستقل عن الاخر ومناقض له ، يعمل لوحده ، فيمتلك في لحظة ما قراره ومصيره مما يعطيه الشعور بالضياع وعدم الاستقرار ويفقده السلام والامان حتى مع نفسه
الشيعي والتشيع حينما يقال شيعة ياتي في ضميري الامام علي ... ومن لا يمثل نهجه الانساني والمبدئي ويعمل صادقا به ، وان كان من الشيعة ، ليس شيعيا ..والشيعي عندي ليس بالضرورة مسلما .. فمن الممكن ان يكون من اي طائفة او دين .. او فكر انساني آخر .. وانا اعتز بكوني ممن ينتمون الى ذلك الفكر لانني ارى الحق في مبادئ انسان هو قدوتي وليس لاني مسلم بالدرجة الاولى .. فالاولوية للحق والانسانية والضمير .. لذا ادعوا يا كان دينه اومذهبه للتشيع على نهج علي من حيث المبادئ والحس الانساني .. ولايهم الدين او العقيدة انما هو الانتماء للانسانية والعدالة والحق ومقارعة الظلم والاستبداد ، واحترام الآخر والمنهج الصادق ... ولعل ما يروجه حكام السعودية ، وبعض الحكام العرب والدول المسلمة ، لمعاداة الفكر الشيعي ومن يمثله ، ليس بدافع ديني او عقائدي فكري وليس عداءا حقيقيا لاصحاب النفوذ والسلطة من الشيعة انما محض وسيلة لدرء نزعة التحرر من التسلط والاستعباد واخراجها مخرج كفر ، ولابعاد شعبهم عن العدو الحقيقي .. وهم الملوك والامراء الذين تقاسموا البلاد .. والشعب عبيدهم . وقد ابتلعت شعوبهم ذلك الطعم المخدر. ولعل القادة الشيعة قد وجدوا الحل ميسرا امامهم كي يوجهوا كراهية شعوبهم لظلمهم وطغيانهم ، الى العدو الذي وجدوه جاهزا مجهزا وبذا فالمصلحة تقتضي ان يتخذ الحكام والمتسلطون ذات النهج فيقتلوا شعوبهم ببعضها ويبددوا ثوراتهم .. فعسى ان تعي هذه الشعوب طريق الخلاص وتوحد تجاه ثورتها نحو عدوها المشترك والحقيقي ، وهم الطغاة والحكام المستبدون .
عسى ان تنيروا عقولكم وتحاربوا جهلكم كما يعمل اصحاب النفوذ والحكم والسلطان على اشاعة الجهل ، والجهل ليس عدم التعلم في المدارس او نيل اعلى الشهادات ، انما الجهل في ما هو منطقي وما هو خرافة حتى صار الناس لا يميزون المنطق العقلاني من سفسطة الخرافة ..انما سلموا انفسهم لايحاءات الايمان المعزز بالخوف من (طنطل وسعلوة) العالم الجديد المتأصلة في ضمير الناس .. مخاوف موغلة في الذات منذ دهور غذى زرعها الطغاة وخدام السلطة منذ ان صار المجتمع منظم بدويلات او اقطاعيات يهيمن عليها من نصبوا انفسهم اسيادا للبشر بالخداع والقهر .. وتلك المخاوف انما بذورها خوف الانسان البدائي من المجهول ، والظواهر الطبيعية القاهرة ، نتيجة جهله وقلة حيلته
يقول ناظم حكمت – ذاك عذابي – اني لا استطيع فتح باب اعرف اني استطيع فتحه . ولكن مصيبتنا نحن اننا لا نفتح باب الزنزانة للخلاص من اسرنا لاننا على عكس ممن قصدهم ناظم حكمت لا نعرف بانا نستطيع ذلك .. فالفكر الذي نغرق فيه هو العماء الاشد من الظلام .. فمن يعرف قدرته على الخلاص لا ينقصه سوى الاقدام المعزز بالايمان او ادراك جدوى الحرية لمن لا يشعر بالجدوى وصدئت آماله ... ولعل سبب وقوف من يعنيه ناظم حكمت ، وان كان هو ، سبب وقوفه عاجزا هو ضعف الايمان ، او الاحساس باللاجدوى ، وليس الجهل والعماء الذي ابتلينا به
انتخبناهم قادة لنا فغرزوا أنيابهم في شراييننا وامتصوا دماءنا الثقة العالية للمسؤولين واتباعهم بقدراتهم الغير محدودة على قهر شعبهم .. دافعها مدى السهولة التي استلموا فيها السلطة مما ادى بهم للاستهانة بقدرات الشعب وتعاليهم عليه .. ومنبع ذلك كله ، هو الذل الذي رضخنا له صاغرين على مر الازمان التي حكمنا بها الطغاة والمستبدون غريب امر هؤلاء يدعون الدين ولا يخافون ربهم ، ويدعون الايمان ويكفرون بكل المبادئ السامية ، ويدعون الانسانية وقلوبهم من حجر فعادة ما تشاهد صور الاطفال وهم يفترشون الارصفة بعد عناء يوم شاق ، واولئك الذين يقتاتون على النفايات ويسكنون بيوتا من صفيح . ياكل اجسادَهم الهزيلة الحرُّ والذباب .. وصور المهاجرين من العوائل ، النساء والاطفال ، والموت الذي يتهددهم ، والذل والهوان على ايدي شرطة الدول التي يهربون اليها او من خلالها ... صور تهز الضمائر الميتة .... لابد ان يهتز عرش السماء لهذه المشاهد المأساوية.... فما اهتزت عمائمهم ولا كراسيهم .. فأين شرفهم واخيرا - نحن مجدنا وقدسنا رجال الدين والساسة وهم بشر غير معصومين فخلقنا منهم طواغيت - ليس العراق وطنا للفقراء انما سجن للعبوديه اما ان تهرب منه او تقاتل حتى تنال حريتك - نحن جميعا وقود لما يدعونه وطن ، نحترق او نُحرق لكي ننير الدرب للصوص فيسرقونا - في الوطن ذل وفي الخلاص ذل وفي الغربة ذل ، اللعنة عليهم وعلى آبائهم ، من قتلوا العراق وتركوا شعبه يتيما - اخشى ان يكون الله قد تخلى عنا ليستبدلنا بقوم أخرين .. فلم يعد المسلم يأمن في بيوت الله وهو ضعيف ، او يؤتمن ، فيها ، وهو قوي .. وفي الحالين لا ينتصر الحق به
#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انهم اولادها .....
-
ابتهالات في ساعات الضياع
-
ليكن رحمة للعالمين
-
مع من يجب ان نتفاوض ؟
-
أرانب وثعالب
-
من قتل من ؟
-
رسائل من أجل العدالة والانصاف
-
هجرتك
-
الطائفية سلاح فتاك ومصيدة للمغفلين
-
نداء إلى ثوار مصر إني أحذركم فاسمعوا
-
هذا لطمهم ، وإحنا لطمنا زنجيل
-
عبدالكريم صديقي
-
مولانا أخطبوطي بركاتك
-
أزمة الكهرباء والتعقيدات
-
أزمة الكهرباء اسألة تحمل في طياتها الجواب
-
بين النور والظلام زاوية ضيقة للنظر
-
بعضها وقع وبعضها واقعي - علاقة نت
-
لا تحتار يا صديقي
-
متى أكون أنا أنت؟؟
-
بغداد أم عيناك
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|